شهيدُ لبنان شهيدُ الإسلام السيد فؤاد شكر
ق. حسين بن محمد المهدي
لقد ارتقى شهيدُ الإسلام، وفارس لبنان المجاهد التقي والفذ الألمعي والسياسي القدير في لبنان السيد فؤاد شكر شهيداً مغدوراً به من قبل الصهيونية اليهودية.
والشهادة مقامها رفيع، ولذلك أشاد القرآن بمكانتها مبشراً من نالها بالفوز العظيم (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أنفسهُمْ وَأموالهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالقرآن وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّـهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
إن الشهادة تعني الحياة الدائمة، وتعني العزة، وتعني الخلود، فقد جاء في الحديث النبوي (والذي نفسي بيده لولا أن رجالاً من المؤمنين لا تطيب أنفسهم إن يتخلفوا عني ولا أجد ما أحملهم عليه ما تخلفت عن سرية تغزو في سبيل الله، والذي نفسي بيده لوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل).
فأي شرف أكبر من هذا الشرف الذي يود خاتم الأنبياء أن يحصل عليه.
يا شهيداً به انتعش الدين ولاحت
في ذرى المجد مكرمات تروده
جعل الحق في دروب المعالي
شامخات على العدوّ جنوده
فتكات أذاقت ابن صهيون هولاً
من قبيل الجبار حنت رعوده
شفت المؤمنين من ألم الغيظ
وأصلت ذيك الشقي بوقوده
وتولى الشيطان في كُـلّ واد
صارخاً معلناً لليهود جموده
قلعت عينه فصار كفيفاً
يتلظَّى مكبَّلاً في قيوده
رحم الله فؤاداً وآتاه فضلاً
في جنان الفردوس يبقى خلوده
يا بني صهيون هذا التمادي
مهلك للباغي ومفني جنوده
فالحذار الحذار من وثبة الليث
فعودوا إليه قبل وروده
والفرار الفرار من صولة الأسد
قبل تزأر من سوحها برعوده
لقد نال الشهيد فؤاد مكاناً رفيعاً وترك ذكراً جميلاً، ونال بشهادته حياة طيبة (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ، فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاهُمْ يَحْزَنُونَ).
إن جهاد حزب الله في لبنان يُكْتَبُ بأحرف من نور، وقد سجل سماحة السيد حسن نصر الله، بمواقفه في نصرة الشعب الفلسطيني؛ ما يدل على إخلاصه وفضله ورفيع مكانته.
فحسن نصر الله خير البرايا
ناصر للإسلام صقر مهاب
نافذ أمره كمي شجاع
وعلى صهيون فعلاً عذاب
رحمة للإخوان في كُـلّ قطر
ظاهر علمه بحر عباب
رافع للتوحيد برٌّ تقي
وعلى المشركين نارٌ وصاب
إن نصرة القضية الفلسطينية والجهاد؛ مِن أجلِ تحرير الأقصى لا تتوق إليه إلا نفوس المؤمنين الموحدين الأبرار، ولا يحظى بالشهادة؛ مِن أجلِ تحرير الأقصى إلا كُمَّل الرجال.
فتعازينا الحارة لأهالي وأقرباء الشهيد ولحزب الله وقائده سماحة السيد حسن نصر الله -حفظه الله- وإلى المجاهدين؛ مِن أجلِ تحرير فلسطين وإلى قائد الثورة الإسلامية الإمام علي الخامنئي -حفظه الله- وإلى أمام المجاهدين الصابرين ليث الله الغالب قائد المسيرة القرآنية السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله- وأنصار الله أبناء اليمن الميمون، وإلى كافة أبناء محور المقاومة والمجاهدين في فلسطين في هذا المصاب الجلل والذي لا يزيد المجاهدين إلا قوة وعزيمة؛ فسيردون بإذن الله على العدوّ الصهيوني ومن آزرهم على الظلم ردًّا قويًّا يقصم ظهورهم ويستأصل فسادهم ويكون نصراً للإسلام والمسلمين، وما ذلك على الله بعزيز.
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، والخزي والهزيمة للكافرين والمنافقين، ولا نامت أعين الجبناء (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).