الردُّ آتٍ.. لا كلامَ لمحور المقاومة إلا في الميدان
عبدالحكيم عامر
في الأيّام الأخيرة، شهدنا سلسلةً من الأحداث المتصاعدة التي قد تغيّر المشهد الإقليمي بشكل كبير، فقد قام الكيان الإسرائيلي المجرم بعدة عمليات عسكرية استهدفت عدة أطراف في محور المقاومة؛ ما أَدَّى إلى تأزم الوضع بشكل غير مسبوق.
بدأت هذه الأحداثُ بهجوم عدواني صهيوني على ميناء الحديدة في اليمن، حَيثُ تعرضت منشآت الوقود لأضرار كبيرة، وتبع ذلك عملية اغتيال استهدفت القيادي العسكري البارز في حزب الله اللبناني، فؤاد شكر، ولم يتوقف الأمرُ عند هذا الحد، بل امتدَّ ليشملَ عمليةً مزدوجة أسفرت عن استشهاد إسماعيل هنية، في ضربة موجهة لكل من إيران وحركة حماس.
وهذه الخطوات الجنونية، ضاعف العدوّ الإسرائيلي تكلفة الرد على نفسه، وبدلاً من استعداده لمواجهة الرد اليمني، بات عليه الآن أن يتوقع رداً شاملاً قوياً وغير مسبوق من قبل محور المقاومة بما في ذلك إيران، فالكل تعرض للأذى من الصهاينة، ولا بدَّ من الثأر والانتقام، وهو ما يلمسه الجميع، ويترقبون حدوثه.
وهنا ترقُبُ عيون العالم “ساعة الصفر” المتوقعة من محور المقاومة، التي قد تمهِّدُ الطريقَ لسلسلة من الهجمات الدقيقة والمفاجئة، هذه الخطوة ليست مُجَـرّد تهديد، بل هو استعداد حقيقي لضرب أهداف حيوية تشل حركة العدوّ بفعالية كبيرة.
ففي تل أبيب، ارتفعت حالة التأهب إلى مستويات غير مسبوقة، ويدرك العدوّ الإسرائيلي أن أية لحظة قد تشهد وقوع هجوم قد يغير موازين القوى في المنطقة، فمحور المقاومة عادةً ما يفاجئ العالم بقدرته الاستثنائية على استخدام عنصر المفاجأة في عملياته العسكرية؛ مما يمنحه ميزة في العديد من المواجهات.
وفي سياق الرد على العدوّ الإسرائيلي، قد يكون لعنصر المفاجأة دورٌ حاسمٌ في تحقيق الأهداف الاستراتيجية؛ فالتخطيط الدقيق والتحَرُّك السريع قد يُحدِثان تحولاً دراماتيكياً في مسار الأحداث، ويضعان العدوّ في حالة من التوتر والارتباك.
ومن المهم الإشارة إلى أن الرد المتوقع من محور المقاومة سيكون مدروساً بعناية ودراسة فائقة:
– عامل الوقت في الرد مرتبطٌ بأهداف محور المقاومة فكل خطوة محسوبة بدقة لتحقيق الأهداف المحدّدة.
– الرد لن يكون انفعاليًّا، سيكونُ مبنياً على استراتيجيات مدروسة بدقة.
– جبهة الإسناد ستكملُ عملها بشكل طبيعي والعمليات الإسنادية ستستمر دون انقطاع.
– الميدان هو من سيتكلم؛ فالعمليات على الأرض ستثبت فاعلية المقاومة.
وفي الأخير، يجب أن يترقَّبَ العالم بأسره ما قد يحدث في الأيّام القادمة؛ فالجميعُ يدركُ أن الوضع قد وصل إلى نقطة حرجة، وأن الرد آتٍ لا محالة، ومع ذلك، تبقى طبيعة هذا الرد وتوقيته غير واضحة، مما يزيد من منسوب القلق والتوتر والرعب لدى العدوّ الصهيوني، والمستوطنين في كافة المغتصبات في فلسطين المحتلّة.
فمحور المقاومة لا يتكلَّمُ إلا في الميدان، وعلى العالم ترقُّبُ الأحداث القادمة، وأن عُنصرَ المفاجأة والتخطيط الدقيق هما السلاحان الأقوى في هذه المواجهة، حَيثُ يمكن أن تكون لحظات الهجوم القادمة حاسمة على العدوّ الإسرائيلي ومعه الأمريكي، وحاسمة في تغيير موازين القوى في المنطقة.