4 أغسطُس خلال 9 أعوام.. 31 شهيداً وجريحاً بغارات العدوان وبوارجه المستهدفة للمنازل والطريق العام وطواقم الإسعاف في الحديدة وحجّـة وصعدة

المسيرة: منصور البكالي

تعمد طيران العدوان السعوديّ الأمريكي في مثل هذا اليوم 4 أغسطُس آب خلال العامَينِ 2017م، 2018م، الاستمرار في ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بحق النساء والأطفال والمسافرين، بغاراته وصواريخ بارجاته البحرية على صعدة وحجّـة والحديدة.

أسفرت غارات العدوان وصواريخ البحرية عن 16 شهيداً و15 جريحاً جلهم أطفال ونساء، وحالة من الخوف والرعب في نفوس الأهالي والمسافرين، وموجة متجددة من النزوح والتشرد والحرمان ومضاعفة معاناة الشعب اليمني من يوم لآخر.

 وفي ما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان في مثل هذا اليوم:

 

 4 أغسطُس 2017.. 10 شهداء وجريحان جُلُّهم أطفال ونساء في استهداف العدوان لمنزل الظرافي بصعدة:

في مثل هذا اليوم 4 أغسطُس آب من العام 2017م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، منزل المواطن طه الظرافي بمنطقة محضة مديرية الصفراء محافظة صعدة.

أسفرت غاراتُ العدوان عن 10 شهداء بينهم 6 أطفال و3 نساء، وجريحان، وتدمير كلي للمنزل، وتضرر منازل وممتلكات المواطنين المجاورة، وحالة من الخوف والهلع، وموجة من التشرد والنزوح، ومضاعفة المعاناة.

 

 نازحون من المجازر تقتلُهم الغارات!

غارات العدوان السعوديّ الأمريكي تلاحق أسرة المواطن النازح (طه الظرافي) إلى منزل آخر كان نازحاً فيه بعد أن قصف العدوان منزله في بداية العدوان، لتدمّـره فوق ساكنيه، وتنهي حياة أسرة بكاملها، في إبادة جماعية، ومجزرة وحشية مروّعة، اسمها مجزرة الظرافي.

بعد صلاة الفجر حلق طيران العدوان فوق منطقة محضة وألقى حممه القاتلة على سقف منزل أسرة النازح طه الظرافي، التي لا تزال نائمة في أمان الله وتحت سمائه، وما إن وقعت الغارات فزع الأهالي مسرعين من منازلهم وكلهم خوف ورعب، يخرجون نحو الجبال والمزارع المجاورة، ليجدوا منزل جارهم الظرافي سوي بالأرض وأعمدة الدخان والغبار تتصاعد منه، ولا صوت بقي دليلًا على الحياة فيه.

يترقب الأهالي ابتعاد طيران العدوان عن سماء المنطقة، ليبدأ فجر يومهم بجريمة وحشية ومجزرة إبادة جماعية، وانتشال جثث أسرة جارهم لساعات، من بين الدمار والتراب والأخشاب، هنا جسد طفل رضيع بجوار جثتي أمه وأخيه، وتحت أنقاض الغرفة المجاورة، جثث لأطفال ونساء، تنتشل تباعاً.

هذه ذراع طفل مقطوعة وجمجمة مهشمة، وأعضاء مكسرة، لم يتمكّن الأهالي من انتشالها سالمة بعد أن أنهتها شظايا الغارات وأحجار المنزل، كما هي الدماء نزفت من الأجساد واختلطت بالدمار.

يواصل الأهالي الحفر ورفع الأنقاض قطعةً قطعةً وحجراً حجراً حتى يصلون إلى أجساد دفن العدوان أصحابها أحياء، فيظهر للعيان، شعر امرأة ورأسها الفاقد للملامح، لتكون أول الخيط للمنقذين، الرافعين للتراب والدمار، فتظهر الأقدام والأذرع هنا وهناك في أماكن متجاورة من غرف المنزل المدمّـر، فارقت 10 جثث الحياة، وبقي جريحان تم إنقاذهما من تحت الركام كانت جراحهما غائرة.

إقدام الأهالي لم تقف على ركام المنزل فحسب بل كانت تقف فوق الأجساد التي هي في الأسفل أَيْـضاً، كما هو الحفر المُستمرّ ينقل الدمار من فوق هذه الجثث، إلى بعد أمتار يوجد تحتها أجساد لأطفال ونساء، بل كُـلّ تفاصيل المجزرة، تعكس وحشية الجريمة، وقبح العدوّ، ووحشيته بحق الشعب اليمني، مقابل ضمير عالمي ميت، ومجتمع دولي لم يتبق فيه مثقال ذرة من القيم والمعايير الإنسانية.

المنزل المتواضع سوّته الغارات بالأرض تماماً فكان من الصعب على الأهالي سرعة الإنقاذ لسكانه، وعملهم بالوسائل البداية في الحفر ورفع الدمار، فهنا العشرات يجدون جثة وأقدامهم على جثة أُخرى، يقول أحدهم “ارفعوا الجثة الأولى، وهذه هنا جثة أُخرى، يا رجال السرعةَ السرعةَ كتب الله أجوركم”، فيما الكل يعمل بكل جهد، وسط الخوف من معاودة الغارات التي تستهدف المسعفين في أكثر من مرة.

“لا إله إلا الله” عبارة يكرّرها المواطنون عند كُـلّ جثه ترفعها أياديهم، فهنا أم تم انتشالها من تحت الأنقاض ولا يزال نفسها مُستمرّاً ليتم إسعافها على متن إحدى السيارات، فتظهر بجوار مكان الأم قدم رضيعها العالق جل جسده في التراب، فيتم محاولة سحبه بقدمه ولكن دون جدوى، فانتشاله يتطلب المزيد من رفع الدمار، فيواصل الأهالي العمل، فينزع الجسد كمن ينزع شجرة مغروسة في جوف الأرض، ويكون ما طلع في سواعدهم طفلة شهيدة ظهرت الدماء على رأسها ووجهها المغشى بالتراب، فيقول أحدهم وهو ممسك بجسد الرضيعة: “هل هذا يرضيك يا سلمان؟ هل هذا يرضيك؟” فتوضع في بطانية مفروشة فوق الدمار.

تتواصل الجهود وفي هذه المرة يصل الأهالي إلى طرف ذراع طفلة أُخرى فينتشلونها فيطلع من بين الدمار جسدها كاملاً، في مشهد قاس جِـدًّا، وتوضع هي الأُخرى جوار أختها الرضيعة على ذات البطانية، ويستمر الحفر ورفع الأنقاض تباعاً ويجد الأهالي جثة جوار جثة وكلّ الجثث كانت عالقة في التراب والدمار، ومن الصعوبة انتشالها.

أم كبيرة في السن من بين الشهيدات كانت جثتها الكبيرة دليلاً للمنقذين بأن أكثر أفراد الأسرة كانوا بجوارها، وكان الأمر كذلك، فاستمرت الجهود لانتشال الجثامين الطاهرة، حتى وصلت فرق الإنقاذ لجسد كبير في السن لا يزال على قيد الحياة فينتشلونه بصعوبة من بين الدمار، وكله دماء وجراحات.

من بين الدمار كرسي لأحد المعاقين المقعدين الذين قتلتهم غارات العدوان الغادرة، ولوحة بقي فيها عبارتي “بسم الله الرحمن الرحيم، وهيهات منا الذلة”.

يقول أحد الأهالي “هذه أسرة بكل أفرادها كانت نازحة في هذه القرية، استهدفتها غارات العدوان ودمّـرت المنزل على رؤوس ساكنيه، فأين هي الأمم المتحدة؟ وأين المتشدقون باسم حقوق الإنسان مما يرتكبه العدوّ السعوديّ والأمريكي بحق الشعب اليمني، أين هم من هذه الجريمة التي انتهكوا فيها كُـلّ القوانين والمعايير والمواثيق الدولية، بمجزرة إبادة جماعية، كُـلّ ضحاياها أطفال ونساء ورجل كبير في السن”.

طفل من أهالي القرية يقول: “هؤلاء الأطفال الشهداء، محمد طه وحسين طه، وفاطمة وحورية، وذي يزن، كانوا زملائي في المدرسة، وكنا أصدقاء وجيراناً نذاكر معاً ونلعب سوياً، فلماذا يحرمونهم من الحياة والتعليم والعيش؟ ما ذنبهم يا عالم؟ “.

وآخر يقول: “هذه أسرة طه الظرافي مكونة من 12 فرداً، منهم عمته وعمه وعيالهم، وزوجته ولديه 6 أطفال هم محمد طه وحسين وفاطمة وحورية وثنتين بنات صغار، هؤلاء جاؤوا من البلاد فقراء نازحين ما عندهم أي شيء، ولا يملكون قوت يومهم، حتى المنزل لا يملكونه، بل الوالد أعطاه لهم يسكنوا فيه وكان مخرباً من الحروب الست، ولم نرممه إلى اليوم، ولم يكن فيه سوى 3 غرف وحمام ومطبخ في الحوش”.

 

لحظاتٌ حرجةٌ يوجدُ فيها الأمل:

تتواصلُ عمليات الحفر وتظهر جثةُ طفلة لا تزال تحت الأنقاض فارقت الحياة ومن الصعوبة انتشالها؛ بسَببِ حجم الدمار الذي يعتلي جسدها، ويستمر الحفر، والمحاولات، ولا تزال عالقة بقدميها تحت التراب، إنها لحظات صَعْبة، تمر، فتنتشل ويظهر بجوارها طفل لا زال على قيد الحياة وهو الجريح الثاني، من هذه الأسرة، فيفرح المنقذون ببقائه على قيد الحياة رغم كُـلّ ذلك الوقت.

هذا الطفل جروحه طفيفة نوعاً ما، ليبقى شاهدًا حيًّا على جريمة العدوان بحق أسرته، وأعاد الأمل إلى نفوس الأهالي، الذي حركوا سيارة ثانية لإسعافه، وإنقاذه.

أحد الأهالي وكله ألم وحزن وغضب وعنفوان يقول: “بعد هذه الجرائم والله لن نسكت وسنتحَرّك جميعاً إلى الجبهات، ومن يتخاذل أمام ذلك فهو إنسان ما عاد فيه لا رجولة ولا إنسانية ولا مروءة، ولا حياء ولا خوفاً من الله يوم أن يلقاه”، متابعاً “مهما قصفوا ومهما دمّـروا وقتلوا منا فلن يثنينا ذلك الإجرام كله عن مواجهتهم والانتصار عليهم، بقوة الله والصبر وثقافة الشهادة في سبيل الله ومواجهة الظالمين، وقتالهم إلى يوم القيامة”.

بعد شهور وأعوام ذهبت الجروح والآلام من هذا الطفل الجريح وعمه وبقيت آثاره في الأجساد والقلب، غائرة باليتم، والوحدة وفقدان الإخوة والأم والأخوات وكلّ أفراد الأسرة، كما بقي التحدي والحق للأخذ بالقصاص والثأر من العدوّ السعوديّ الأمريكي، لن يسقط بتقادم الأيّام، فكانت مجزرة الظرافي واحدة من آلاف مجازر العدوان بحق الشعب اليمني على مدى 9 أعوام، تتطلب تحَرّكات أممية ودولية لمحاسبة مجرمي الحرب وتقديمهم للعدالة الجنائية الدولية.

وتكون جريمة حرب الإبادة الجماعية لأسرة الظرافي واحدة من آلاف جرائم الإبادة التي لا يرف لها في العالم أي جفن، ولا يعيرها أي اهتمام، ولا يكلف نفسه ومنظماته ومؤسّساته الإنسانية والحقوقية جهداً في الانتصار للقيم البشرية والفطرة السوية، وإعادة الاعتبار للإنسانية، الموءودة بهيمنة قوى الشر والبغي والاستكبار العالمي تحت قيادة أمريكا وإسرائيل وأدواتهم في العالم.

 

 4 أغسطُس 2017.. 13 شهيداً وجريحاً في استهداف غارات العدوان للطريق العام بصعدة:

وفي سياق متصل بمحافظة صعدة باليوم والعام ذاته 4 أغسطُس آب 2017م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، سيارات الموطنين ودراجاتهم النارية في الطريق العام بمنطقة بركان مديرية رازح بعدد من الغارات.

أسفرت عن 4 شهداء و9 جرحى، وتدمير عدد من السيارات، وحالة من الخوف في نفوس المارين بذات الطريق والقرى والمناطق المجاورة.

جثث وأشلاء، وجرحى ودماء مسفوكة على قارعة الطريق العام وجوارها، وأجساد وأشلاء عالقة بداخل سيارة مستهدفة، وصراخ الجرحى وأنينهم يملأ المنطقة، ومشاهد الدخان والغبار تملأ الساحة، وكلّ من شاهد الغارات ومكانها هب مسرعاً لإسعاف الجرحى وتجميع جثامين الشهداء.

هنا مشهد قاس جِـدًّا لأخ يحمل أخاه الأصغر منه بعد أن حولته الغارة إلى جثة هامدة، ألقتها أسفل الخط العام، يحتضنه وهو يصرخ: “يا الله يا الله”، الجموع تشاهد الجريمة، وتحاول إنقاذ من بقي على قيد الحياة، والتعرف على هويات الشهداء والجرحى، والتواصل مع ذويهم.

يقول أحد المسعفين: “العدوان ارتكب جريمة إبادة جماعية بحق المسافرين من أبناء مديرية رازح، وقطع الطريق، في عمل جبان يقطع السبيل، ويقتل البشر ويستبيح الممتلكات، ولا يزال الطيران يحلق في سماء المنطقة، ويمنع إسعاف الجرحى، وحركة مرور السيارات في الخط العام، وهذا هو الاستهداف الخامس لذات المكان منذ بدء العدوان”.

تجمع 3 من المسعفين لرفع واحدة من الجثث وإعادتها من أسفل الجبل إلى الطريق العام، وهكذا مع بقية جثث الشهداء والجرحى، في مشهد إنساني أليم، لكنهم لم يجدوا سيارة لأخذهم ونقلهم، وكذا الدراجات النارية؛ بسَببِ التحليق المُستمرّ لطيران العدوان في سماء المنطقة.

في اللحظات الأولى من الجريمة تم العثور على 7 جرحى و2 شهداء والبحث جار عن مفقودين ألقت بهم الغارة نحو أسفل الجبل وتمزقت أشلاؤهم في منحدراته، كما تم العثور عليها في ما بعد، لتكون الحصيلة 6 جرحى و4 شهداء.

يقول أحد الأهالي: “هذه الجريمة من قبل الغزاة المجرمين الذين لا قيم لهم ولا كرامة ولا إنسانية يستهدفون المدنيين، ولكن ذلك لا يثنينا وسنواصل المشوار في درب الحرية والإباء والكرامة في درب الشرف والعزة ولن نتراجع مهما كانت الظروف وبلغ حجم التضحيات، وكلّ ما يرتكبونه من مجازر وجرائم بحق الأطفال والنساء والمدنيين العزل، لن تزيدنا إلا قوة وصموداً وثباتاً”.

الخط العام المستهدف يربط بين مديريتَي شدا ورازح الحدوديتَين ومنه تمر المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية والاحتياجات الضرورية، وإسعاف الجرحى والمرضى، ويعتبر قطعه المتعمد واستهدافه المتكرّر جريمة حرب مكتملة الأركان وحرابة لقطع السبيل، تستحق تحَرّكات أممية ودولية لمحاسبة المجرمين.

4 غارات على سيارة ودراجتين ناريتين في ذات المكان وفي لحظة واحدة خلفت معها القتل والجرح والخوف والرعب في نفوس المسافرين والأهالي، وحدت من وصول الإمدَادات الغذائية والدوائية، وزيادة في معاناة الموطنين والأسعار.

أسر الشهداء تظهر بعنفوان وغضب وسخط من غارات العدوان السعوديّ الأمريكي، متوعدة برفد الجبهات بقوافل المال والرجال، كما هو حال عم الشهيد إبراهيم محمد صالح الإبراهيمي من قرية بني النضير في رازح يقول “الحمد لله أن أخي شهيد، ونعده أنّا لدمائه ثائرون، وعلى دربه مُستمرّون، وسنأخذ بحقه من جيش العدوّ ومرتزِقته في الحدود المجاورة عما قريب، ويبشر العدوّ بالرد، فدماؤنا لن تذهب هدراً”.

عملية البحث عن الشهيد الرابع الإبراهيمي استمرت من بعد صلاة الفجر إلى الساعة التاسعة والنصف صباحاً، ليجدوه تحت الركام في حافة الجبل.

الجرحى في صاله المشفى، أحدهم مقطوعة يده وشظايا الغارة في رقبته ووجهه، وآخر بجواره، الشظايا بقرت بطنه، وهو يطلب الماء ولكن الأطباء منعوه من ذلك، فيما الثالث والرابع والخامس والسادس تتوزع جروحهم في أقدامهم وصدورهم وظهورهم، والدماء مضرجة على الأجساد في مشهد مروع.

طيران العدوان أمعن في نزيف الدماء ومنع وصول الأهالي إلى مكان الجريمة حسب قول أحد أهالي المنطقة الذي يقول: “عند صلاة الفجر سمعنا غارات شديدة الانفجار فهرعنا إلى مكان الجريمة، ولكن طيران العدوان حال دون ذلك واستمر في التحليق لساعات طويلة، إلى الساعة التاسعة والنصف صباحاً، وهذه الجرائم لن نسكت عنها وجاهزون لنتحَرّك في سبيل الله مهما كانت التضحيات فالشهادة في سبيل الله شرف لا مثيل له، وهي أحب إلينا من أن يقتلنا العدوّ في المنازل والطرقات”.

استهداف الطريق العام جريمة حرب وحرابة مكتملة الأركان في ظل غياب كامل للأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية والإغاثية؛ ما ضاعف معاناة المواطنين، وزاد من فاتورة العدوان بحق الشعب اليمني، وتتطلب تحَرّكاً أممياً ودوليًّا لتقديم مجرمي الحرب إلى محكمة الجنايات والعدل الدولية، كما هي حق مشروع للشعب اليمني لن يسقط بتقادم الأيّام.

المجزرة المروعة في الطريق العام برازح واحدة من آلاف جرام الحرب والإبادة الجماعية التي ارتكبها العدوان السعوديّ الأمريكي بحق الشعب اليمني خلال 9 أعوام، في ظل صمت وتواطؤ أممي ودولي مكشوف.

 

 4 أغسطُس 2018.. 6 شهداء وجرحى باستهداف بوارج العدوان قرية أم الضب بحجّـة:

في مثل هذا اليوم 4 أغسطُس آب من العام 2018م، استهدفت بوارج العدوان السعوديّ الأمريكي، قرية أم الضب بمنطقة بني حسن مديرية عبس.

أسفر قصف بوارج العدوّ عن شهيدين و4 جرحى، بينهم 3 أطفال وامرأتان، وتدمير عدد من المنازل وتضرر منازل وممتلكات المواطنين المجاورة وحالة من الخوق والهلع في صفوف الأطفال والنساء، وموجة من النزوح والتشرد المتجددة.

أبناء قرية أم الضب في بني حسن ينعمون بنوم وسكون وفي لحظة استهدفتهم صواريخ بوارج العدوان السعوديّ الأمريكي القريبة من ميدي، وحولت ليلتهم إلى موت وجراح ورعب وتشرد وتدمير للمنازل وصراخ وعويل للنساء والأطفال، في مشهد إجرامي كربلائي حزين.

هنا أم تم إسعافها على متن سيارة وأطفالها بجوارها يبكون، وهي تهذي وتولول لا تعرف ما هي المصيبة، ولا سببها ولم تكن تتوقع ذلك، فيما الكثير من الأسر كانت الجبال والمزارع قبلتها لإكمال ليلتها، والانتظار لطلوع الشمس والبدء برحلة نزوح وتشرد نحو المجهول.

جريح وجواره جرحى فوق أسرة المستشفى يقول:” ما ذنبنا، ليش يستهدفون نساء وأطفال، مواطنون نائمون بأمان الله، ما عملنا بهم، لا علاقة لنا بأحد لماذا يقتلوننا ويستبيحون دماءنا؟ أين هي الأمم المتحدة؟ أين هو مجلس الأمن ليوقفوا العدوان على شعبنا اليمني؟”.

أسر وذوي الشهداء والجرحى ضاعفت صواريخ العدوان معاناتها وأفقدتها معيليها، وبعض أفرادها، ودمّـرت منازلها وحرمتها من حق العيش فيها، ليكون النزوح من المنطقة المستهدفة مصيرها كما كان مصير آلاف الأسر اليمنية في مختلف المحافظات الحرة المستهدفة، في ظل غياب للمساعدات الإنسانية والإمدَادات الغذائية والطبية.

استهداف القرى في محافظة حجّـة واحدة من آلاف جرائم الحرب بحق الشعب اليمني خلال 9 أعوام، تعمد العدوان ارتكابها أمام المجتمع الدولي والقوانين والمواثيق الدولية التي لا تقدم ولا تؤخر، وباتت مُجَـرّد سلعة لابتزاز الدول والشعوب الفقيرة، وللمتاجرة بها في المحافل الدولية، والتكسب بها لمن يتولون المسؤولية من القائمين على الهيئات والمؤسّسات الإنسانية والحقوقية.

 

 4 أغسطُس 2018.. سيارات الإسعاف في مرمى المعتدين بالحديدة:

وفي مثل هذا اليوم 4 أغسطُس آب من العام 2018م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، سيارة إسعاف بالطريق العام في منطقة كيلو 16، بمحافظة الحديدة.

أسفرت غارات العدوان عن أضرار في سيارة الإسعاف، ونجا المسعفون والجرحى، وعاد الجميع بجراح الغارة الغادرة، وحالة من الخوف، في نفوس المسافرين المارين بالطريق العام.

الطواقم الطبية والإسعافية لم تعد في مأمن أمام غارات عدوٍّ لا يُعيرُ المواثيقَ والمعاهدات الدولية أي اعتبار، فتقتل الأطفال والنساء والمدنيين تحت أسقف منازلهم، في الطرقات والمدارس والأسواق وعلى متن سيارات الإسعاف وفي المشافي، لا خطوط حمراء في القتل والإجرام.

الجريمة لم تلقَ أيةَ إدانات دولية وأممية ومرَّت كغيرها من الجرائم بحق الشعب اليمني، المتواصلة خلال 9 أعوام.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com