التورُّط الحتمي
أم الحسن الوشلي
في مُستنقع تاريخ “إسرائيل” حُفرت أكبر وأعظم ورطة قد يمكن أن تقع فيها “إسرائيل” لتفتح باب زوالها وانتهاء غطرستها المحتوم، وهذا ما أكّـده السيد القائد في اليمن وسيد المقاومة في لبنان ويجمع عليه كُـلّ حر أبي في محور المقاومة، وكما عهد الزمن وشاهد العالم وعاشته الشعوب أن قول القائد فعلٌ يتجلى قبل أن ينطق بهِ رجل الفعل والقول، وحين تنطلق منه شرارة أن الرد آتٍ لا محالة والزوال حتماً اقترب؛ فَــإنَّ الصراع قد اشتعل وما رآه الكيان الصهيوني من قبل ليس شيئًا في الحُسبان ولم يكن شيء مما يعنيه القادة ويُعلن عنه اليوم محور المقاومة، ولا بُـدَّ أن الرد صاعق وبما يكره الكيان ورغم أنفه ساعد على التكاتف والتماسك والصلابة التي يستمدها المحور ويتقوى بها الأحرار.
هي أعظم بداية لانتصار هذه الأُمَّــة التي أفنى الكيان الصهيوني عمره وراء فكفكتها وزعزعة اتّحادها فلا تأثير اليوم ولا نتيجة أَو فلاح لعُمر “إسرائيل” الذي مضى وهُدر بين ردٍ وزوالٍ حتمي.
لا شك ولا رهان أن الرد قاسٍ ومُزلزل وأتٍ ومُحطمٌ وموجعٌ للكيان، وأن الدماء العربية غالية والمناضلة أغلى، وإن كانت الشهادة شرفٌ ووسامٌ يناله القادة والعظماء إلا أن الثأر يشفي الصدور والرد قادم ولكن قدومه مدروس وهذه المرة سيكون الرد بيدٍ واحدة وقلب واحد وسلاحٍ مُتطور صُنع؛ مِن أجلِ الثأر وبدقةٍ عالية ودراسةٍ مُتخصصةٍ؛ مِن أجلِ “إسرائيل” ومن أذاق النار يتجرع الحميم.
ومن تطاول وتورط في استهداف العظماء والقيادات وأقبل على اغتيالهم فليُبشر بأنه من وسع الدائرة وتجاوز الخطوط الحمراء، لا يُعفا عن تجاوزها، وفضح حُلفائه من الدول الأُورُوبية سواء أكانت أمريكا أَو الأمم المتحدة أَو كان مجلس أمن المُستكبرين.. قد قام الكيان بفضحهم عند تجاوزه هذه الخطوط وقفزه على سفك الدماء بكل بجاحة، ولم يُبدوا أي موقف سوى الدعوة لعدم توسيع الحرب وضبط النفس.
هذه الأسطوانات معزوفٌ عليها سابقًا ولن تجديهم نفعاً؛ فحركة الجهاد الإسلامي وجميع أحرار الأُمَّــة لن يقبلوا بانتهاك سيادات بلدانهم ولا الشعوب الحرة ستقبل بهذا الاستبداد مُقابل أن تضبط هي نفسها.
اليوم السلاح العربي هو من سيضبط نفسه ويُحدّد توجيهه ومن أراد السلام فليحمل السلاح، والسلام على الشهيد القائد وعلى مشروعه القرآني الذي أيقظَ الأُمَّــةَ من غفلتها.