نفَسُ الرحمن والفتحُ الموعود
محمد حسين فايع
حينما تكون هناك قيادة قرآنية حكيمة شجاعة تعرف شعبها بعمق؛ فيما يكون الشعب أَيْـضاً يعرف تلك القيادة كما يعرف في نفس الوقت من هو العدوّ، فيما يكون الوعي الإيماني بمنهجية الصراع مع العدوّ حالة سائدة مجسدة بمواقف وحضور ذلك الشعب فَــإنَّ النتائج المترتبة على كُـلّ ذلك ستكون كالتالي:
أولاً: الحب والثقة المتبادلة والانسجام المتكامل بين الشعب والقيادة.
ثانياً: وحدة القضية والمنهجية والتحَرّك على قلب رجل واحد.
ثالثاً: التغلب على كُـلّ الأزمات والتحديات مهما بلغت.
رابعاً: الاستعداد الجمعي الموحد لبذل الغالي والنفيس على مسار الانتصار للحق وللقضايا العادلة.
خامساً: الانتصار الحتمي في مواجهة أي عدو مهما بلغت إمْكَانياته ومهما كان جبروته ومهما كانت مكايده.
إن تلك الموصفات والنتائج أصبحت اليوم حالة يمنية واقعية مجسدة في اليمن على مستوى القيادة والشعب، ولا نبالغ أن قلنا بأنها غدت حالة يمنية متفردة وخَاصَّة في هذه المرحلة المفصلية والدقيقة من عمر الأُمَّــة ليس فقط على مستوى المنطقة العربية والعالم الإسلامي فحسب بل على مستوى الإنسانية جمعاء، مقدمة الشاهد الحي على أن هذا الشعب كان وسيبقى جديراً بالوسام الإيماني الإلهي الرفيع والخالد الذي أعلنه المصطفى الخاتم محمد -صلوات الله عليه وآله- عن وحي يوحى {الإيمَـان يمان والحكمة يمانية} صارخاً الله أكبر، جاء نصر الله من قبل اليمن؛ فأنزل الله عليه قرآناً خالداً، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ما دامت السماوات والأرض {بسم الله الرحمن الرحيم}:
{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ، وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا، فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}.
إن هذه المرحلة الأخيرة من عمر الأُمَّــة التي بلغ فيها الكفر والنفاق والارتداد ذروته تشهد بوقائع أحداثها ومتغيراتها اليومية بأن الإيمان القرآني المحمدي الحقيقي غدا نفساً يمانياً للأُمَّـة كُـلّ الأُمَّــة على مسار معركة الجهاد المقدس والفتح الموعود.
لله سبحانه المنة كلها وله جل شأنه الحمد والشكر كله.