المقاومةُ المعاصِرة وحملُ لواء الإسلام
غيث العبيدي
فاقت المقاومةُ الإسلاميةُ المعاصِرة، بنواتها الإيمانية، وأطرافهما الصُّلبة، ومصادرها النافعة، وتركيبتها الثابتة، وأصولها الدينية والسياسية الداعمة، وفروعها الثقافية والاجتماعية الساندة، وخطوطها المتقدمة وَالمتأخرة، جميع أبناء الأُمَّــة الإسلامية، في خصال مجاهديها الرفيعة، وحالاتهم المُثلى، وصلاحهم الحَسَن وشخصياتهم المبهرة، في هذه المعركة الكبرى والمنازلة العنيفة، بشِقَّيها العسكري الصُّلب، والفكري الناعم، بين أولياء الله الأبرار “محور المقاومة” من جهة، وبين الصهاينة والشياطين و”المسلمين” المؤدلجين والمنضمين معهم والمتساقطين حولهم من جهة أُخرى.
ترمي المقاومةُ الإسلامية المعاصِرة لغرضِ تسديد الإسلام عمليًّا، بعد أن انخفضت جودةُ المسلمين لأدنى مستوياتها، بسلوكيات حسينية، وبتفكير ثوري غاية في الدقة والإتقان، فبادروا للمواجهة ودفعوا ثمنَها بالأمس، ويدفعون ثمنها اليوم وغداً ولاحقاً، من خِيرة رجالها، والتي صنفوا قوالبها الاستشهادية بين صفوفها، وعلى يد العدوّ المتفق عليه شرعاً وقانوناً «اليهود» “القيمة الصالحة لبلوغ الفتح” تحديداً بعد أن أصبح العالم برمته ينظر إلى الإسلام والمسلمين بعين أموية، تكثر فيه الدكتاتوريات والاعتداءات والتنظيمات الإرهابية والسرقات والمفسدات والشره الجنسي، ليثبتوا للعالم أجمع بأن هناك إسلامًا حقيقيًّا محمديًّا أصيلًا، بلا رتوش ولا مطليات ولا محسنات.
▪ توثيق الجاهلية الحالية المُرَّة:
بعيدًا عن الأقلام المأجورة بمدادها المسموم، وهواها الشيطاني، ومحتواها الباطل، وانقلاباتها المخملية “المارينز الثقافي” والذين يقودون هجوماً كاسحاً على المقاومة الإسلامية المعاصرة بتصنيف طائفي بغيض، بحسب حجم العطايا والهبات والمكافأة المقدمة لهم من قبل خلفائهم وزعمائهم وبابواتهم وأسقفهم.
على المؤرخين والكُتاب والمثقفين توثيقُ هذه الفترة الحرجة، من عمر الأُمَّــة الإسلامية، بمجتمعاتها المنحطة، والتي وقعت في أسر التبعية للغرب الكافر؛ خدمةً للكيان الصهيوني المزروع على أرض فلسطين السليبة؛ وتساوقًا مع الرفاهيات الغربية، والانحلالات الماسونية، ففاحت منها روائحُ القباحة، التي أزكمت الأنوف، والسفالة التي أصدعت الرؤوس، والنذالة والمهانة الثابتة بكل الأحوال، فلا يجب أن تمر هذه الفترة مرورَ الكرام؛ لكي تعرفَ الأجيال القادمة من هم مع الحق وأهل الحق، ومن هم من وقفوا ضدَّه.