في مشهدٍ يحملُ الكثيرَ من الألم.. الاحتلالُ يسلِّمُ جثامينَ 89 شهيداً سرقها من غزة

المسيرة | خاص

في مشهدٍ يحمل الكثير من مشاعر الحزن والألم لأسرهم وللمجتمع الفلسطيني ككل؛ سلَّم جيش الاحتلال الإسرائيلي العشرات من جثامين الشهداء كان قد سرقها من مقابرَ متفرقة في قطاع غزة، في الشهور السابقة.

وتأتي هذه الخطوةُ في الوقت الذي أشَارَت تقاريرُ مختلفة إلى وجود شبهات حول سرقة أعضاء من بعض جثامين الشهداء الفلسطينيين التي سلمتها “إسرائيل”، فبعض الجثث كانت في حالةٍ سيئة؛ مما صعّب عملية الفحص الدقيق، ولكن تم العثور على علامات تشير إلى احتمال سرقة أعضاء مثل الجلد، قرنية العين، الكبد، والكلى.

في التفاصيل؛ أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بغزة عن تسلمها 89 شهيداً عبر معبر “كرم أبو سالم”، وقالت مصادر طبية: إنه “جرى دفن الجثامين في قبر جماعي في المقبرة التركية بالحي النمساوي جنوبي غرب مدينة “خان يونس” جنوبي قطاع غزة.

وذكرت أن “الجثامين وصلت إلى منطقة مفتوحة، حَيثُ انتظر العمال والمسعفون بجوار صف طويل من القبور المحفورة حديثا، وتم نقل الجثث، ملفوفة في أكياس بلاستيكية زرقاء إلى الموقع”.

وأوضحت المصادر الطبية أن “هذه هي الدفعة الثالثة من جثامين الشهداء التي سلّمها الاحتلال للجنة الدولية للصليب الأحمر منذ بدء حرب الإبادة على غزة في أُكتوبر 2023م”.

يشار إلى أنهُ وفي 7 مارس الماضي، سلّمت قواتُ الاحتلال الإسرائيلي جثامين 47 شهيدًا سرقها الاحتلال من مناطق متفرقة من القطاع، وفي 30 يناير الماضي، دفنت جثامين نحو 100 شهيد بقبر جماعي في رفح، كان الاحتلال سرقها من المستشفيات والمقابر خلال اقتحامها مناطق مختلفة من القطاع أثناء عملياته العسكرية البرية.

وذكرت مصادر طبية في حينه أن بعض الجثامين كان متحللاً، وأن المعاينات أظهرت سرقة أعضاء من بعضها.

 

أكبرُ بنك للجلد البشري داخل إسرائيل:

في الإطار؛ تحدثت تقاريرُ عديدةٌ عن وجود بنك للجلود البشرية في “إسرائيل”، وهو موضوع أثار جدلاً واسعاً، بعد تأكيدات إسرائيلية على أنهُ منشأة طبية تقوم بتخزين عينات من الجلد البشري من متبرعين لاستخدامها في عمليات ترقيع أَو زراعة الجلد، خَاصَّة لعلاج الحروق والسرطانات الجلدية.

وأثيرت اتّهاماتٌ بأن جيش الاحلال الإسرائيلي يحتجز جثث فلسطينيين ويستخدمها في هذا البنك؛ مما أثار دعواتٍ لتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة للتحقيق في هذه الادِّعاءات، التي تشمل أَيْـضاً سرقة أعضاء من جثث الشهداء الفلسطينيين.

وتحدثت تقاريرُ عديدةٌ عن سرقة الأعضاء البشرية من جثث الشهداء الفلسطينيين من قبل الجيش الإسرائيلي، وفقًا للمرصد “الأورومتوسطي” لحقوق الإنسان، الذي أكّـد وجود شبهات قوية حول سرقة أعضاء مثل قرنية العين، قوقعة الأذن، الكبد، الكلى، والقلب من جثث الشهداء الفلسطينيين خلال العدوان الأخير على غزة.

هذه الاتّهامات أثارت دعوات لتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة للتحقيق في هذه الحقائق، كما أن هناك تاريخًا طويلًا لاحتجاز “إسرائيل” لجثث الشهداء الفلسطينيين؛ إذ تحتجز في ثلاجات خَاصَّة جثثَ 145 فلسطينيًّا على الأقل، إضافة إلى حوالي 255 في مقابر الأرقام و75 مفقودًا ترفُضُ الاعترافَ باحتجاز جثثهم، بحسب تقاريرَ أممية.

 

مقابرُ الأرقام السرية:

تعتبر “مقابر الأرقام” مجموعةً من المقابر السرية التي أنشأتها “إسرائيل” لدفنِ جثث الشهداء والأسرى الفلسطينيين والعرب، وهذه المقابر لا تحمل شواهدَ تقليدية، بل تُثبّت على كُـلّ قبر لوحة معدنية تحمل رقماً معيناً بدلاً عن اسم الشهيد؛ ولهذا سميت بمقابر الأرقام.

تعود فكرة هذه المقابر إلى فترة حرب عام 1967م، حَيثُ بدأت “إسرائيل” باستخدامها لدفنِ جثث الشهداء الفلسطينيين والعرب الذين ارتقوا في المعارك أَو تحت التعذيب في السجون الإسرائيلية، وتُعتبر هذه المقابر مناطقَ عسكرية مغلقة، ولا يُسمح بدخولها إلا للجهات الأمنية للكيان.

وبحسب وسائل إعلام عبرية فهناك أربع مقابر أرقام رئيسية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلّة، أولها، مقبرة الأرقام المجاورة لجسر “بنات يعقوب”، وتقع في منطقة عسكرية عند ملتقى الحدود الفلسطينية المحتلّة-السورية-اللبنانية.

ومقبرة الأرقام في “غور الأردن”، وتقع في المنطقة العسكرية المغلقة بين مدينة “أريحا” وجسر “دامية”، ومقبرة “ريفيديم”، وتقع أَيْـضاً في “غور الأردن”، ومقبرة “شحيطة”، وتقع في قرية “وادي الحمام” شمال مدينة “طبريا”.

وهذه المقابر تُستخدم كوسيلة للضغط والتفاوض، حَيثُ تحتجز “إسرائيل” جثث الشهداء كأوراق تفاوضية في المفاوضات مع الفصائل الفلسطينية.

يأتي ذلك مع ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني على غزة إلى 39623 شهيدًا و91469 إصابة منذ السابع من أُكتوبر الماضي، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com