انخفاضٌ جديدٌ لبورصة “تل أبيب” وهبوطٌ متواصلٌ لـ “الشيكل” أمام الدولار رغم تراجع الأخير “عالمياً”
المسيرة: خاص
واصلت عملة الكيان الصهيوني “الشيكل”، تراجعها مقابل العملات الرئيسة في مستهل تعاملات أمس الاثنين، بعد يوم من انخفاض مماثل، وكلّ ذلك على وقع التوجس الصهيوني من الرد الإيراني اللبناني اليمني العراقي، على الاعتداءات الصهيونية، وآخرها اغتيال الشهيد إسماعيل هنية والقيادي بحزب الله فؤاد شكر؛ ما يؤكّـدُ أن الأيّامَ القادمةَ ستشهد المزيدَ من الانهيار الاقتصادي داخل الكيان الصهيوني.
وذكرت وسائل إعلام دولية ووكالات أنباء عالمية، أن سعر “الشيكل الإسرائيلي” تراجع، الاثنين، أمام الدولار الواحد إلى 3,81 بعد أن تراجع الأحد، إلى 3,79، في إشارة إلى أن “الشيكل” قد يدخل في نفق تراجعات مُستمرّ؛ جراء المخاوف التي تعتري الكيان الصهيوني وتجارته واستثماراته وحركته الاقتصادية، من أية تقلبات عسكرية.
هذا ويتراجع “الشيكل” أمام الدولار على الرغم من هبوط سعر الدولار عالميًّا؛ وهو ما يكشف حجم الانحدار الذي يخيم على الاقتصاد الصهيوني ككل.
وفي هذا الصدد ذاته نشرت صحيفة “غلوبس” الاقتصادية الصهيونية، تقريراً عمَّا أسمته “خبير إدارة المخاطر” المدعو “شموئيل بيرغر” قوله: “إن ضعف الدولار لن يؤدي إلى ارتفاع الشيكل؛ إذ إن التأثيرات الجيوسياسية أقوى من تقلبات الدولار”، في إشارة إلى الظروف التي يعيشها الكيان، والتي لم تتح للشيكل استعادة عافيته، أمس الاثنين، في ظل تراجع سعر الدولار؛ ما يؤكّـد أن الاقتصاد الإسرائيلي يمر بعجلة متسارعة من الانهيار تفوق سرعتها كُـلّ التغيرات العالمية، التي تشهد تراجعات في التعاملات المصرفية وكذلك في أسعار البورصات والذهب والنفط وغيره.
وعبَّرت الصحيفة الصهيونية عن حقيقة التأثيرات التي تركتها التهديدات الإيرانية اللبنانية اليمنية على الوضع الاقتصادي في العمق الصهيوني، حَيثُ أضافت تصريحات “بيرغر” أنه “إذا وقع هجوم من قبل إيران وحلفائها وتسبّب في أضرار جسيمة، فمن المرجح أن نشهد تصعيدًا إقليمياً، وفي هذه الحالة قد يصل سعر الشيكل مقابل الدولار إلى 3,9 شياكل أَو قد يصل إلى 4”.
أمام وسائل إعلام عبرية فتتوقع أن يتراجع الشيكل بدرجة أكبر، لكنها أملت أن يكون الرد الإيراني اللبناني اليمني هادئاً بحيث لا يوجه صفعة قوية للعملة الصهيونية، غير أن تصريحات طهران وصنعاء وبيروت تؤكّـد أن الرد سيكون مؤثراً وحازماً وحاسماً؛ ما يجعل الاقتصاد “الإسرائيلي” على شفا حفرة من الانهيار والانحدار الكبير وغير المسبوق في تاريخ الكيان الغاصب.
وفي سياق الانهيار الاقتصادي الإسرائيلي، شهد مؤشر بورصة تل أبيب الرئيسي، الاثنين، تراجعاً جديدًا بنسبة 1,78 % إلى 1899 نقطة، في حين هبط مؤشر تل أبيب 90 بنسبة 1,76 % إلى 1911,11 نقطة، حتى كتابة هذا التقرير، وسط تأكيدات باستمرار الانخفاض في ظل الأجواء التي تحيط بالمنظومة الاقتصادية الإسرائيلية، خُصُوصاً وأن هذا التراجع الجديد يأتي بعد يوم واحد فقط، حَيثُ انخفض مؤشر تل أبيب 35، الأحد، بنسبة 2,5 % وهبط مؤشر تل أبيب 90 بنسبة 1,8 %، وسط مؤشرات أسهم التكنولوجيا بنحو 4 % في اليوم ذاته.
وبما أن التراجع في مؤشرات الاقتصاد الإسرائيلي قد تحول إلى تراجعاً يوميًّا، على وقع التوجس من الردود الإيرانية اليمنية اللبنانية، فَــإنَّ هذه الظروف تكشف بما لا يدع مجالاً للشك مدى هشاشة اقتصاد الكيان الصهيوني وتأثره المباشر من أية أزمات أُخرى عسكرية وسياسية وغيرها؛ وهو ما قد يجعل الرد الموعود من قبل محور المقاومة، ضربة قاصمة لهذا الاقتصاد المتهاوي بمُجَـرّد التهديدات.
يشار إلى أن الانهيار المتواصل في أسعار “الشيكل” وأسهم البورصات الصهيونية، يترافق معه تراجعٌ اقتصاديٌّ شاملٌ أكثر حدة، حَيثُ يتواصل مسلسل العزوف الجماعي للشركات والاستثمارات ورؤوس الأموال، وتعطّل مختلف القطاعات الحيوية داخل كيان العدوّ الصهيوني، وتوقف الصادرات وتراجع الإنتاج الداخلي والواردات؛ بفعل الحصار اليمني المفروض على كيان العدوّ.
ويترجم هذا الانهيار، حقيقة الدور الفاعل والمؤثر والضاغط الذي تلعبه العمليات اليمنية وتلقي بكل ظلالها على اقتصاد العدوّ وأركان ارتكازه.