وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ
أسماء الجرادي
أحداث متسارعة تشهدها الأُمَّــة في محاور الصراع بين المقاومة الإسلامية والصهيونية العالمية تتطلب منا التحليل والتفكر في حيثياتها ومآلاتها لنأخذ منها الدروس والعبر ونستفيد منها في حياتنا ومعاركنا فننجو وننتصر.
صمود غزاوي ليس له مثيل يرافقه دعم واستبسال من محاور الإسناد في اليمن ولبنان والعراق، يقابل هذا إجرام وغطرسة وخذلان من معظم قادة وشعوب الأُمَّــة.
أكثر من 300 يوم من العدوان الإسرائيلي على غزة شهدنا فيها أفظع المجازر وجميع أساليب القتل والحرب، تجاوزت فيها “إسرائيل” جميع الحدود بحق أطفال ونساء وشيوخ لا حول لهم ولا قوة سوى حسبنا الله ونعم الوكيل. وعدد محدود من المقاتلين الأبطال الذين أمدهم الله بجند من عنده أوجع بهم الجنود الصهاينة وأعوانهم من أمريكا وبريطانيا وعدد كبير من دول العالم الظالم الذين ساندوا هذا العدوّ بكل ما لديهم من قوة للقضاء على هذا العدد المحدود من المقاتلين المؤمنين، ولكنهم وعلى مدى عام كامل لم يستطيعوا أن يحقّقوا جزءًا من أحلامهم ولا أن يوقفوا الصواريخ الفلسطينية عليهم ولا أن يخرجوا أسراهم ولا يأمنوا أنفسهم من هؤلاء الأبطال.
ما أصابهم بالجنون أَو ما يسمى بجنون العظمة أَو تخبط ما قبل النهاية، فلجأوا إلى البحث عن وسائل أُخرى لنصر، ونقول هنا النصر لأنفسهم المنهكة وآمالهم المحطمة، ليهربوا بها من واقعهم المخزي والمرير، فاستخدموا مخابراتهم وأعوانهم في المنطقة وعملوا على اغتيال عدد من القادة المناضلين والمقاومين، وكذلك قاموا بشن هجمات متغطرسة وهمجية على اليمن، وآخرها عملية اغتيال القائد إسماعيل هنية.
لم يعلموا أنهم بهذه التصرفات العمياء سوف يعجلون بزوال كيانهم وأن هذه إرادَة الله وعدالته قد لاحت في الأفق لتجر هؤلاء المجرمين إلى الزوال الحتمي والقريب جِـدًّا بإذن الله.
وأما القادة الشهداء فقد أدوا دورًا عظيمًا في حياتهم وأنشأوا من بعدهم رجالًا أقوياء يستلمون الراية بعدهم ويواصلون المسير بنفس الطريق بإصرار أكبر، فأحبهم الله ورضي عنهم وعن أدوارهم التي قاموا بها، فاختار لهم الشهادة وحقّق لهم أمنيتهم التي تمنوِّهًا وسعوا لها منذ بلوغهم، وها هم اليوم يرحلون أجسادًا وبأرواحهم ودمائهم سوف ننتصر.
وها هو اليوم العدوّ يعيش أسوأَ لحظاته وهو يترقب بخوف وقلق الرد العظيم على اغتياله لهؤلاء القادة، ولن ينجو من بأس المؤمنين وسينال العقاب الرادع، وَإذَا لم يرتدع سيكون قد أوجب على نفسه النهاية التامة التي لا تبقي ولا تذر، ولن يبقى له معين ولا شفيع ولا نذير، سينتهي وينتهي معه عملاؤه والمنافقون على هذه الأرض المسلمة، سوف يطهرها الله من دنسهم جميعاً وسيكون القضاء لكل الدماء البريئة التي سُفكت. وسيأتي قضاء الله العادل على كُـلّ من ظلمهم ومن خذلهم ومن صمت عن كُـلّ ما جرى ويجري، وهذا وعد الله، وقد قال تعالى: (قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ من حَيثُ لَا يَشْعُرُونَ). وقال أيضاً: (أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ).
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وحسبنا الله ونعم الوكيل.