300 يوم
عبدالسلام عبدالله الطالبي
٣٠٠ يوم من الإجرام اللامسبوق والأشد في بشاعته بحق إخوتنا المدنيين العزل في أرض فلسطين.
٣٠٠ يوم من المكر والمكائد والصمت العربي المهين والأطفال والنساء والشيوخ يتجرعون أقسى المعاناة ويتضورون جوعاً ويكابدون شبح الخوف المتواصل عليهم ليلاً ونهاراً.
٣٠٠ يوم لا يخلو منها يوم دونما ارتكاب العدوّ الإسرائيلي لمجزرة يسقط فيها العشرات بل قد يصلون في بعض الأيّام إلى المئات دون أن يحرك ذلك الإجرام في غالبية من فقدوا ضمائرهم في الشعوب العربية والإسلامية شعرة أَو حرجًا في أنفسهم.
٣٠٠ يوم والأطفال الفلسطينيون يتجرعون أشد المعاناة ويفتقرون حتى لشربة الحليب من أُمهاتهم اللاتي قد قتلن أَو فقدن الطريقة للاهتمام بأولادهن لما هن عليه من الأسى والقهر.
٣٠٠ يوم من الخذلان العربي والإسلامي لشعب أمعن العدوّ الإسرائيلي بمساندة أمريكية في استهدافه والتنكيل بأبنائه ولا ضمير يتحَرّك لدفع هذا الطغيان الظالم العنيد.
٣٠٠ يوم من الجرأة والوحشية والتمادي والعتو دونما رحمة أَو إنسانية ساعدت في تماديها المنظمات الحقوقية الزائفة في عناوينها وادِّعاءاتها الكاذبة بأنها وجدت لحماية الإنسان ودفع المخاطر عنه.
٣٠٠ يوم والكثير من الشعوب تسخر من وقفة اليمن المساندة والتي رأى أنه من الواجب المقدس عليه ومن دافع الأخلاق والقيم والمبادئ يجب أن يكون لشعب الإيمان والحكمة حضوره اللافت والبارز في هذه المعركة المصيرية التي ليست عصية على من لا يعزب عنه مثقال ذرة لا في السموات ولا في الأرض مع الوثوق الكامل بأن النصر بيده وأن نصره حليف المستضعفين.
٣٠٠ يوم من الصمود الأُسطوري اليمني الذي أثبت ولا يزال في خروجه المليوني أسبوعياً دونما كلل أَو ملل مؤكّـداً بذلك ثقته المطلقة في تمسكه بموقفه المحق الذي يستحال التراجع عنه ولو كره المشركون والمنافقون حتى يقضي الله أمره.
٣٠٠ يوم من توجيه الضربات المسددة والتنكيل بالسفن المساندة للعدو الإسرائيلي وتوجيه أقسى الضربات إلى عقر العدوّ الإسرائيلي حتى استئصاله من جذوره بإذن الله، وما ذلك على الله بعزيز.
٣٠٠ يوم هي كفيلة بسقوط كُـلّ الأنظمة العميلة والمتواطئة مع العدوّ الإسرائيلي الذي تجبر وطغى وسعى في الأرض فساداً، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
٣٠٠ يوم مؤشر محتم لسقوط مدوٍّ سيطال الأمريكي والإسرائيلي وكلّ الظالمين والساكتين على كُـلّ ما يحصل من إجرام بحق الشعب الفلسطيني المظلوم.
٣٠٠ يوم كافية لاستنهاض كُـلّ أحرار العالم ليتحرّروا من صلف البطش والظلم والقهر والاستعباد والسكوت على هكذا ظلم وانتهاك يجب التحَرّك لإيقافه مهما ترتب على ذلك من تضحيات، وهيهاتَ منا الذلة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، ولا عدوان إلا على الظالمين.