اختيار السنوار رئيساً لحركة حماس ردٌّ قويٌّ على اغتيال هنية ورسالةٌ واضحةٌ للداخل والخارج
القاضي/ علي يحيى عبدالمغني*
توافق قيادة حركة حماس على اختيار القائد المجاهد يحيى السنوار رئيساً للحركة قرار شجاع وحكيم وموفق من حَيثُ الشكل والمضمون، وفيه رسالة واضحة للداخل والخارج، فمن حَيثُ الشكل يؤكّـد هذا القرار أن الحركة لا زالت بخير، وأنها لا زالت قادرة على الصمود والمواجهة، وأنها ماضية في خيارها الذي دشّـنته في السابع من أُكتوبر لتحرير أرضها، وأنها بهذا القرار تدشّـن مرحلة جديدة من التصعيد ضد الكيان الصهيوني، كما يؤكّـد هذا القرار شجاعة قيادة الحركة، وقدرتها على اتِّخاذ القرارات المناسبة، وأنها تريد أن تقول للكيان الصهيوني وللمجرم نتنياهو وحكومته المتطرفة بهذا القرار إنهم سيندمون على اغتيال الشهيد المجاهد إسماعيل هنية، وإن قيادة حماس دشّـنت بهذا القرار مرحلة جديدة من التعاون والاندماج مع محور الجهاد والمقاومة، وإنها لم تعد تراهن على الأنظمة التي راهنت عليها عقوداً طويلة، ومن حَيثُ المضمون كان هذا القرار رداً قوياً ومؤلماً على الكيان الصهيوني، سيقض مضاجع نتنياهو، ويدخل الصهاينة في غيبوبة، فهذا القائد الذي دشّـن (طوفان الأقصى)، وألحق ذلك الفشل الذريع بالكيان الصهيوني، وعرى جيشه وأجهزته الأمنية والاستخبارية أمام العالم موجود في الميدان، وهو من سيقود حركة حماس خلال المرحلة القادمة، وهذا من شأنه أن يعرض نتنياهو للهجوم من قبل المستوطنين الصهاينة ومن قبل المعارضة لفشله خلال عشرة أشهر من القصف والدمار في النيل من القائد يحيى السنوار، وأن نتنياهو بغبائه وحماقته هو من أوصل السنوار إلى رئاسة الحركة، إضافة إلى ما يعرفه الصهاينة عن يحيى السنوار، فهو الأسير الذي كان يتحدى السجان، وهو من كان يخنق عملاء الاحتلال في قطاع غزة بيديه، وهو من شكر إيران جهاراً نهاراً من قطاع غزة، وهو من أشرف على مخطّط الأنفاق، وأحدث نقلة نوعية في أداء الحركة سواء من حَيثُ التسليح والتطوير أَو من حَيثُ التدريب والتأهيل، وهو بحق صانع معجزة السابع من أُكتوبر، كما أن الكيان الغاصب يعرف صلابة يحيى السنوار، وشجاعته على اتِّخاذ القرار، وقربه من إيران، ووجوده في الميدان، وما يحظى به من حاضنة شعبيّة في قطاع غزة وبين قيادة الحركة، لذلك فالقرار بتعيين يحيى السنوار جزء من التوفيق الإلهي الذي تحظى به الحركة ومحور الجهاد والمقاومة، ومؤشر قوي على أن الحركة ماضية في الاتّجاه الصحيح، الذي سيقود حتماً إلى النصر المحتوم إن شاء الله.
* أمين عام مجلس الشورى