اليمن يدينُ مجزرةَ “الفجر” ويتوعَّــدُ الكيانَ المجرم.. الفلسطينيون يستقبلون الموتَ رُكَّعاً وسُجَّداً
المسيرة: تقرير:
لقيت المجزرةُ المروِّعةُ والمذبحةُ الداميةُ التي ارتكبها كيانُ العدوّ الصهيوني، فجرَ السبت، بحق مئات الفلسطينيين داخل مدرسة التابعين بقطاع غزة، ردوَد أفعال غاضبةً على المستوى الرسمي والشعبي والحزبي في اليمن، بعد أن أودت بحياةِ أكثر من 100 شهيدٍ، بينهم نساء وأطفال، بالإضافة إلى عشرات الجرحى.
وبحسب الدفاعِ المدني في قطاع غزة؛ فَــإنَّ الكيان المجرم استهدف فجر السبت، مدرسةَ التابعين في حي الدرج ومبناها مكون من طابقين، الأول كان يؤوي النساء والثاني كان مصلى للنازحين، حَيثُ نزح الأهالي إلى المدرسة بعد أن دمّـر العدوّ الإسرائيلي الاحتلال منازلهم وشردهم.
وَأَضَـافَ أن “غالبية الجرحى في حالة حرجة وهناك أشلاءٌ لشهداءَ لم يتعرف عليها أحد حتى اللحظة”، لافتاً إلى أن “الاحتلال يصعّد من استهداف مراكز الإيواء وخيام النازحين”، مبينًا أن أعدادَ الشهداء في قطاع غزة أصبحت أرقاماً فقط بعد تقاعس المنظومة الدولية عن الضغط على كيان العدوّ الصهيوني لوقف جرائم الإبادة الجماعية.
وأشَارَ الدفاع المدني إلى أن مجزرة “التابعين” التي استهدفت مئاتِ المصلين فجراً في مدرسة تؤوي النازحين، هي الثالثة من حَيثُ حجم الكارثة بعد مجزرتَي المستشفى المعمداني ومواصي خانيونس.
أنصار الله: دماء الشهداء تؤسِّس لزوال الكيان وانتصار القضية
من جانبه، استنكر المكتب السياسي لأنصار الله، المذبحة، مُشيراً إلى أنها “تزامنت مع البيان القطري المصري الأمريكي، الذي يمنح القتلة المزيد من الوقت لاستباحة الدم الفلسطيني”.
وقال سياسي أنصار الله في بيان صادر السبت: إن “كيانَ العدوّ الصهيوني يُمعِنُ في ارتكاب المذابح الدموية مجزرة بعد أُخرى، في استباحة غير مسبوقة للدم الفلسطيني، فيما لا تزال الحكومات العربية والإسلامية تلوذ بالصمت والعجز، وكأنها لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم”.
وَأَضَـافَ أن “هذا التمادي الذي بلغ الزبى، تزامن مع البيان القطري المصري الأمريكي، الذي يمنح القتلة المزيد من الوقت لاستباحة الدم الفلسطيني، ويوفر لقادة كيان العدوّ الإسرائيلي الغطاء السياسي للمزيد من العربدة في كُـلّ المنطقة”.
وتساءل البيان: “إلى متى تنتظر الأنظمة العربية والإسلامية؟ ومن تنتظر حتى تقوم بدورها وواجبها الإنساني والإسلامي والوطني والقومي؟”.
وفي ختام البيان، أكّـد المكتب السياسي لأنصار الله أن “هذه الدماء الزكية الطاهرة الغالية لن تذهب هدراً، بل تؤسِّسُ إن شاء الله لزوال الكيان وانتصار القضية، واستعادة الحقوق”، مجدّدًا العهد والوفاء مع فلسطين وشعبها ومقاومتها، بأن اليمن مُستمرّ في تضامنه وإسناده الشعبي وفي التصعيد العسكري.
علماءُ اليمن: مجزرة التابعين تحتمُّ على الجيوش والشعوب العربية واجبَ النصرة
علماء اليمن بدورهم كان لهم كلمتهم إزاء هذه المذبحة، وما سبقها من المجازر تفرض على كافة الأنظمة والشعوب والجيوش العربية القيامَ بواجب النصرة وإعلان التعبئة العامة والتحَرّك الجهادي في سبيل الله والمستضعفين.
وأشَارَت رابطة علماء اليمن في بيان الإدانة، إلى أن “حجم المأساة ومستوى التوحش الإسرائيلي الذي لم يسبق له مثيل منذ سبعين عاماً يحمِّلُ كُـلَّ المسلمين، وفي مقدمتهم الرؤساء والعلماء مسؤولية القيام بواجب النصر والانتصار للمظلومين في غزة وفلسطين وردع الكيان الصهيوني والقصاص منه؛ جراء جرائمه الوحشية ومجازره الدموية”.
ودعت رابطة علماء اليمن، محور القدس والجهاد والمقاومة “للرد الرادع القوي والمزلزل المنكل بالعدوّ قدر المستطاع”، مجددة التأكيد على “مشروعية استهداف التواجد والتحَرّك الأمريكي المساند لـ “إسرائيل” والمشارك له في كُـلّ جريمة ومجزرة وقطرة دم تُسفك”.
ولفت البيان إلى أن “استهداف البارجات والمدمّـرات وحاملات الطائرات في أي مكان كانت وتواجدت حقُّ مشروعٌ؛ بل واجب محتَّمٌ؛ حتى ترعويَ وتكفُّ أمريكا عن غطرستها ومساندتها لـ “إسرائيل” اللقيطة وحتى ترحل من المنطقة العربية والإسلامية”.
وأوضح أن “استمرار الكيان الصهيوني في ارتكاب المجازر الوحشية يضاعف المسؤولية الإيمانية والدينية والإنسانية ويعرّض المتفرجين والمحايدين والقاعدين لسخط الله ومؤاخذته الأليمة ويدخلهم في دائرة الخزي والنفاق والخسران والنفاق”.
وأدانت رابطة علماء اليمن، مخرجات منظمة التعاون الإسلامي الهزيلة وبيانها الضعيف، معتبرة هزالة الموقف وضعفه “تشجيعاً للجلاد والمجرم على الاستمرار في مجازره”.
الخارجية: اليمن سيقفُ موقفَ المدافِع عن حقوق الفلسطينيين
وفي السياق، حذرت وزارة الخارجية في بيان السبت، من أن “ردة الفعل على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة واستهداف قيادات محور المقاومة لن يقف عند حدود الأراضي الفلسطينية واللبنانية، وإنما ستكون له تداعيات خطيرة على السلم والأمن الدوليَّين، بما في ذلك تهديد أمن الأنظمة الداعمة للكيان الصهيوني”.
ودعت وزارة الخارجية الدول العربية والإسلامية المطبِّعة وتلك التي تسعى إلى التطبيع مع العدوّ الإسرائيلي لمراجعة موقفها، وعدم تجاهل موقف شعوبها الرافض لإقامة علاقات مع العدوّ الإسرائيلي خَاصَّة، بل سقوط الأقنعة الزائفة وكلّ الحجج والمبرّرات للتطبيع، مطالبة المجتمع الدولي بالضغط على واشنطن لوقف دعمها الأعمى واللا محدود للكيان الصهيوني.
فيما اعتبرت وزارةُ حقوق الإنسان المذبحةَ الوحشيةَ تصعيداً كَبيراً لسياق المجازر الوحشية التي ارتكبها الكيان الصهيوني ضد العائلات الفلسطينية في مدارس النزوح وسقط على إثرها آلافُ الشهداء والجرحى؛ لترتفعَ حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى ما يقارب 40 ألف شهيد ومِئة ألف جريح.
وحمَّلت حقوقُ الإنسان في بيان السبت، الولاياتِ المتحدة الأمريكية المسؤوليةَ المباشرةَ عن هذه الجرائم بدعمها الكامل والشامل لهذا الكيان في ارتكاب جرائمه، مؤكّـداً أن “ما تفعلُه “إسرائيل” يهدفُ إلى تدمير الفلسطينيين في قطاع غزة وإهلاكهم على نحوٍ فعلي وبكافة الطرق المتاحة أمامه”.
التفافٌ حزبي: نؤيِّدُ كُـلَّ الخيارات المناصرة لفلسطين
إلى ذلكَ، أكّـدت أحزابُ المؤتمر وأحزاب التحالف الوطني الديموقراطي وأحزاب اللقاء المشترك والأحزاب المناهضة للعدوان، أن هذه المجزرةَ الكبيرةَ تكشفُ بشاعةَ وإجرام العدوّ الصهيوني المدعوم أمريكياً وخروجه الدائم عن القوانين الدولية والشرائع السماوية والأعراف.
وأوضحت في بيانات منفصلة أن “هذا العدوّ بجرائمه وانتهاكاته الصارخة إنما يسرّع بزواله المحتوم في إطار السنن الإلهية الثابتة”، مشيرةً إلى أن ذلك “يتطلب من أحرار الأُمَّــة في دول ومكونات محور المقاومة استمرار العمل الدؤوب وسرعة الرد المؤلم الذي يستنهض أحرار الأُمَّــة وقواها الحية للإسهام في هذه المواجهة الحتمية المصيرية”.
ودعا البيان، إلى “موقف إسلامي بعيدًا عن أنظمة العمالة والخيانة والتطبيع التي تشارك العدوّ الصهيوني جرائمه بكافة الوسائل والأساليب”.
واستنكرت الأحزاب السياسية اليمنية الصمت الدولي إزاء جرائم الاحتلال الصهيوني، لافتةُ إلى أن “الدعم الأمريكي والغربي عُمُـومًا هو السببُ وراء استمرار العدوّ الصهيوني في ارتكاب هذه المجازر وحرب الإبادة بشكل يومي”.
وجدّدت الأحزاب اليمنية التأكيد على موقفها الداعم والمساند للشعب الفلسطيني وسكان غزة وحقهم في مقاومة المحتلّ الصهيوني حتى تحرير أرضهم وإقامة دولتهم المستقلة على كامل التراب الفلسطيني، وعاصمتها القدس الشريف.