عظمةُ القيادة ومسؤوليةُ الأُمَّــة في الالتفاف الصادق حولها
فضل فارس
السيد القائد حمل على عاتقه وهو لا يزال في العشرينيات من عمره مسؤوليةَ إصلاح أُمَّـة جده محمد بن عبد الله -صلوات الله عليه وعلى آله- وتنويرها وتزكيتها وتبصيرها وفقَ هدى الله ومبادئ الإسلام المحقة.
ومن واقع الضعف والجمود والاستكانة للأعداء وبقوة وغلظة وعزيمة ميراث أجداده الطاهرين، ذلك الميراث العظيم والمسؤولية الكبيرة التي قد أثقلت بعظمها كاهله، حمل مبادئ وأسس ذلك المشروع القرآني العظيم الذي هو وريثه وامتدادُ آبائه الطاهرين.
على خُطَى الحسين بن بدر الدين قرين القرآن وَشهيد الأُمَّــة الإسلامية الساعي إلى استقامة الأُمَّــة ووَحدتها إلى مجدها وعزتها وكرامتها، إلى شرفها الخالد النقي المتعلق والمقتصر على ارتباطها القويم الواعي بمشروعية هذا الدين بالرسالة الإلهية وعترة الرسول الكريم.
الأمّةُ -إن هي أرادت الحياة العزيزة الكريمة والتخلص من ذلك الداء العضال الذي قد أصابها في مخنقها ففت من عضدها ونشاطها ووعيها وحيويتها المجيدة لإقامة والتمسك بوحدة هذا الدين العظيم- لا بدَّ لها من الرجوع الواعي الفوري إلى القرآن الكريم وتعاليمه، إلى الارتباط بأعلام الهدى، تتولاهم وتذوب في محبتهم والتسليم المطلق لهم فَــإنَّما هم بعد الله وكتابه وَرسوله الكريم المخرج والملجأ الوحيد لها، هم مفترق الطرق وَالقواسم بين الحق والباطل لكل مسلم، هم سفينة النجاة التي قال الرسول الكريم عنها: “أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق وَهوى”.
هم بالطبع أُولئك المصطفون الكاملون المنزهون من أعلام هديه، من يضعهم الله أعلاماً لأمته، والله أعلم حَيثُ يجعل رسالته {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ}.
ما كان لأبناء هذه الأُمَّــة الخيرة والاختيار في من يكونون أعلامًا لهم، الله تعالى هو من يختار.
هو سبحانه وتعالى من اصطفى وَاختار لنا السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي علماً وهادياً ومرشداً، وذلك بعد أن فقدنا بتقصيرنا الشهيد القائد المؤسّس لهذه المسيرة وهذا المشروع القرآني العظيم، هو من اختار لنا جل وعلا رحمةً بنا في هذه المرحلة العصيبة هذا العَلَمَ الطاهر سليلَ بيت النبوة ليخرجَنا بهدى الله من الظلمات إلى النور.
بالتالي ومن هذا المنطلق يجب علينا -أبناءَ هذا الشعب- أن نفوض إليه وذلك بعد الله كُـلّ أمورنا، أن نلتف حوله وأن نعلن تسليمنا المطلق له.
فهو فينا -سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ- سفينة النجاة والقناة الواحدة مع القرآن الكريم التي نتثقف منها وعبرها، هو من سيعيد لنا ولأبناء هذه الأُمَّــة بعون الله عزتها ومجدها وشرفها الذي أراده الله لها حينما قال جل وعلا: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّـة أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْـمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْـمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ} صدق الله العظيم.