رغم مرارة الحصاد في غزة.. تبقى المقاومةُ رمزاً للقوة والعزيمة والصمود

المسيرة | خاص

على الرغم من أن (طوفان الأقصى) أطولُ معركةٍ خاضها الفلسطينيون ضد كيانِ الاحتلال إلا أن المقاومةَ أظهرت قدرةً عاليةً على التكيُّفِ مع الظروف المتغيرة “عسكرية، اقتصادية، إنسانية”، وهذا التكيف شمل تطويرَ تكتيكات جديدة واستخدام الموارد المتاحة بفعالية.

الصمودُ لفترة طويلة يعكسُ قُدرةَ هذه الفصائل على التحمُّلِ في وجه الضغوط الكبيرة، سواء الهجمات العسكرية أَو الحصار الاقتصادي، وساهم في إرهاق كيان العدوّ وإجباره على إعادة تقييم استراتيجياته، وقلَّلَ بشكلٍ كبير من فعالية هجماته وزاد من الضغط الداخلي عليه.

 

صمودُ المقاومة يدُقُّ ناقوسَ هلاك الكيان:

في الإطار؛ تحدّثت مجلةُ “فورين أفيرز” الأمريكية عن “هلاك إسرائيل، والمستقبل المظلم الذي ينتظرها”، بعد الحرب على قطاع غزة، مؤكّـدةً أنّ الهجومَ الذي شنّته المقاومة الفلسطينية في السابع من أُكتوبر الماضي، “ضرَبَ “إسرائيل” في وقت كانت الأخيرة تعيشُ حالةً من عدم الاستقرار الداخلي الهائل”.

وبحسب مراكزَ بحثية فَــإنَّ صمودَ المقاومة أكثَرَ من عشرة أشهر عَزَّزَ من الضغط الدولي على العدوّ الصهيوني، وزاد من التعاطُفِ مع القضية الفلسطينية وجذب انتباه المجتمع الدولي إلى الأوضاع الإنسانية الصعبة في غزة، كما عزّز من التأييد الشعبي للمقاومة داخل غزة وخارجها، ويتجلى ذلك في الدعم المادي والمعنوي، بعد أن أصبحت المقاومةُ رمزًا للقوة والعزيمة والصمود، وحفَّزت الروحَ الوطنية للأفراد على المشاركة فيها.

الصمود الطويل للمقاومة، بحسب مراقبين؛ يعكسُ القوة والإرادَة، بعد أن طوَّرت قدراتها الصاروخية بشكلٍ كبير؛ إذ يشير استهدافُ مناطقَ أعمقَ داخل الكيان إلى تطور في التكنولوجيا والتكتيكات المستخدمة، كما أن استخدام الأنفاق كوسيلة للتنقل وتنفيذ الهجمات ميزةٌ إضافية على القدرة والابتكار والتكيف مع الظروف الصعبة.

ووفقاً للتقارير اليومية الميدانية فالمقاومةُ استخدمت وسائلَ الإعلام بشكلٍ فعال لنقل رسالتها وكسبِ التأييد الدولي، وشمل استخدامها وسائل التواصل الاجتماعي لنشر المشاهد والفيديوهات التي توثق العمليات على الأرض، وهذا كان له أثر كبير على الرأي العام، وعزّز من التأييد وأحرج الكثير من الحكومات لاتِّخاذ مواقف داعمة للقضية الفلسطينية.

 

“نعجزُ عن الحسم في غزة”.. رسالةُ مئات الضباط الإسرائيليين:

بعد “10 أشهر من الغرق في وحل غزة والعجز عن تحقيق إنجازات استراتيجية”، رسالة موقّعة من مئات ضباط الاحتياط في جيش الاحتلال تطالب بإحداث تغيير في بنية هيئة الأركان لإخراجها من الجمود الغارقة فيه.

وأكّـد موقع “0404” الإسرائيلي أنّ مئات ضباط الاحتياط، ومن بينهم ضباط برتبة عقيد وأكثر من 30 مقدّماً، نشروا رسالة يطلبون فيها تغيير هيئة الأركان العامة وتعيين ضباط لديهم روحية جديدة ومفعمة بالحيوية.

وكتب الضباط في مقدمة رسالتهم: “إسرائيل تخوض القتال في غزة منذ أكثر من عشرة أشهر، ولم ينجح الجيش الإسرائيلي حتى الآن بالوصول إلى القضاء على حماس وتحقيق أهداف الحرب”.

 

الحصادُ المُـــرُّ للإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة:

ونشر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة تحديثاً لأهمِّ إحصائيات حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال “الإسرائيلي” على قطاع غزة لليوم الـ311 تواليًا.

وقال المكتبُ في بيان له: إن “الاحتلال ارتكب (3.486) مجزرةً ارتكبها جيشُ الاحتلال نجم عنها (49.897) شهيداً ومفقوداً.

وأشَارَ إلى وجود 10 آلاف مفقود، في حين وصل المستشفيات (39.897) شهيدًا، بينهم (16.456) شهيداً من الأطفال وَ(11.088) شهيدة من النساء وَ(885) شهيداً من الطواقم الطبية وَ(79) شهيداً من الدفاع المدني وَ(168) شهيداً من الصحفيين.

ولفت إلى استشهادِ (36) فلسطينياً نتيجةَ المجاعة، وأكّـد أن الاحتلالَ أقام (7) مقابرَ جماعية داخل المستشفيات انتشل منها (520) شهيداً.

وذكر الإعلامُ الحكومي في غزة، أن حربَ الإبادة أَدَّت إلى (92.152) جريحاً ومُصاباً، وَ(69 %) من الضَّحايا هم من الأطفال والنساء.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com