ميدانُ السبعين.. لعنةُ النفاق ورعبُ الاستكبار
قائد عبدالله مارق
على مدى عشرة أشهر من العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، أثبتت الأحداثُ ثباتَ المواقف الراسخة للعاصمة صنعاء على مستوى القيادة الثورية والسياسية والعسكرية وعلى مستوى الدعم والتأييد والتفويض الشعبي لكل الخيارات المفتوحة والمتاحة لنصرة الشعب الفلسطيني؛ فمنذ اليوم الأول من العدوان الإسرائيلي كان الشعب اليمني حاضراً بقوة لنصرة الشعب الفلسطيني معلناً وقوفه وتأييده التام خلف قيادتهم الثورية والسياسية والعسكرية لاتِّخاذ كافة الخيارات المفتوحة والمتاحة لما يسهم في تعزيز جبهة الإسناد ضد العدوّ الإسرائيلي، بدءاً باستهداف الموانئ والسفن التابعة للعدو واستهداف المدن الفلسطينية المحتلّة.
كُلُّ تلك الخيارات المعلَنُ عنها وَالمنفذة من قبل القيادة في صنعاء بحق العدوّ الإسرائيلي الحدث الأبرز والمفاجأة الكبرى غير المتوقعة بالنسبة للعدو الأمريكي والإسرائيلي خُصُوصاً وعلى مستوى العالم العربي والإسلامي عُمُـومًا؛ بفعل الغفلة والصمت المطبق وَالمعهود للأنظمة والشعوب تجاه القضية الفلسطينية، وهو ما يعد عنصر المفاجأة للعدو بمستوى شجاعة القيادة الثورية في صنعاء التي اتخذت وَاستمدت قراراتها وَخياراتها من منطلق ديني وأخلاقي جهادي وخلفها قاعدة شعبيّة قوية من الشعب اليمني الذي أثبت خلال العشرة الأشهر مدى ارتباطه وتأييده الراسخ بالوقوف خلف قيادته الفذة الغيورة لقضايا الأُمَّــة العربية والإسلامية وأبرزها القضية الفلسطينية.
ولعل المشاهدين والمتابعين من كُـلّ شعوب العالم العربي والإسلامي اتضحت لديهم الصورة الحقيقية للمواقف والرسائل التي تجددها صنعاء من ميدان السبعين أسبوعياً دون كلل أَو ملل لخير مثال على الموقف الراسخ والمصيري تجاه القضية الفلسطينية، وكشف الواقع المخزي والمنحط لأنظمة النفاق العربي والإسلامي حتى وصل تأثير تلك المواقف والرسائل الأسبوعية إلى عموم الشعوب الحرة وَأوقدت فيها حجم استشعار المسؤولية تجاه القضية وبلغت إلى ما هو أبعد من ذلك حتى مثّلت رعبًا حقيقيًّا لقوى الاستكبار العالمي وبات الوعي الغربي بارزاً بحقيقة حتمية زوال الكيان الإسرائيلي الغاصب المحتلّ للأراضي والمقدسات مهما حاولت قوى الاستكبار العالمي دعمه ومساندته للبقاء.