هارد لك نتنياهو.. عودةُ ردع أو حرب عالمية
الشيخ عبدالمنان السنبلي
نعم، سيذهب نتنياهو إلى السجن إن هو أوقف العدوان على غزة بنتائجه الحالية..
أمرٌ لا بد منه ولا مفر..
لكن هل تعتقد أن هذا هو السبب الرئيسي الذي يجعلُه يصرُّ متمادياً على الإمعان والاستمرار في هذا العدوان، حتى لو تطلَّب الأمر الذهاب إلى حربٍ إقليمية أَو حتى عالمية..؟
إن كنت تعتقد ذلك، فأنت، مع احترامي، تجهلُ طبيعة هذا العدوّ الصهيوني..!
نعم، قد يكون، ربما، سبباً ثانوياً، لكنه، في الحقيقة، ليس السببَ الرئيسي والأَسَاسي لذلك..!
فليس مستقبلُ نتنياهو بتلك الأهميّة التي تحتمُّ على الوزير (بن غافير) مثلاً الدعوةَ إلى ضرب غزةَ بسلاح نووي، أَو إلى إطباق الحصار عليها ومنع كُـلّ شيء عنها وعن أهلها؛ ليموتوا ويُفنَوا جميعاً كما دعا إلى ذلك الوزير سيموتريتش..!
فما هو السبب إذن..؟
السبب أكبرُ من ذلك بكثير، وهو أن هذا العدوَّ الصهيوني المجرم قد فقَد، في هذه المعركة، أقوى سلاح لديه أَو كان يمتلكه..!
فلم يكن، بصراحة، يعوِّل يوماً على أمريكا أَو حتى على ترسانته النووية بقدر ما كان يعوِّل على هذا السلاح الخطير والفتَّاك..!
فهل تعلمون ما هو..؟
قوة الردع..!
نعم، قوة الردع الاستراتيجي..!
هذا السلاح الذي ظل، وعلى مدى عقود، يخوِّفُ به ويرعِبُ معظمَ الدول العربية والإسلامية؛ لدرجة أنه لم يكن أحد منهم يجرؤ ولو على مُجَـرّد التفكير بالاقتراب من هذا الكيان، ناهيك عن المساس به..!
ألم يكن معظمُ العرب والمسلمين يحسبون ألفَ حساب لردة الفعل الإسرائيلية العنيفة والخاطفة إن هم هاجموه، ولو بطلقةٍ واحدة..؟
بلى، كانوا ولا يزالون يفعلون ذلك..
ولهذا خنعوا طويلاً وآثروا الانبطاح..!
فمن يقوَى على “إسرائيل”؟
من يجرؤ على مواجهتها؟
أو هكذا ظلوا يفكرون ويتساءلون..!
لكنها، “إسرائيل” وبقدرة قادر، وفي لحظة، فقَدت هذا السلاح الاستراتيجي الرادع..!
فقَدته بعملية لم تكن في حسبانها، عملية السابع من أُكتوبر، وما تلاها من صمودٍ أُسطوريٍ لغزة، وعمليات إسناد عسكري مُستمرّ ومتواصل من جانب دول وقوى محور المقاومة..
ولذلك هم يسعون لاستعادته..
يحاولون جاهدين، وبشتى الوسائل والطرق، إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل السابع من أُكتوبر، واستعادة هيبة “إسرائيل“..!
حتى لو تطلَّبَ الأمرُ الذهابَ إلى حرب إقليمية أَو استدعى حرباً عالمية.
حتى لو تطلب الأمر أَو استدعى ذلك..!
لكنهم عبثاً يحاولون..
فقد تحطمت (هيبة إسرائيل)..!
وانهارت قوةُ الردع الاستراتيجي..
انهارت وتحطَّمت تحت أقدام الرجال المجاهدين والمقاومين الأبطال في غزة العزة وفي باقي دول وقوى محور المقاومة..
انهارت وتغيَّرت معادلة الردع الاستراتيجي للأبد..
هارد لك نتنياهو..
هارد لك بن غافير..!