تغييرٌ وبناءٌ في وطن الانتماء
أسماء الجرادي
خطوة نجاح جديدة تخطوها قيادتنا السياسية في مرحلة حساسة من تاريخ وطننا الحبيب، حَيثُ تم الإعلان عن حكومة جديدة باسم حكومة التغيير والبناء.
بعد أعوام من المواجهة والصمود، وبجهود عظيمة قامت بها حكومة الإنقاذ الوطني بقيادة الأُستاذ عبدالعزيز بن حبتور، التي نثمن هنا جهودهم التي بذلوها في أصعب المراحل التي مر بها الوطن نتيجة العدوان والحصار، تختتم اليوم دورها لتبدأ هنا دور حكومة التغيير والبناء. وهذا ما يحتاجه الشعب اليمني المتعب، الذي نهض بفضل الله وفضل جهود وحكمة القيادة من بين الدمار والخراب، ليأتي الدور للعمل والبناء، وتغيير المؤسّسات وإصلاحها من الفساد المستشري والمتغلغل في مؤسّسات الدولة منذ ثلاثين عاماً.
لهذا، أتت حكومة البناء والتغيير، التي تتمتع بمزايا فريدة عن الحكومات السابقة، فقد تم دمج عدة وزارات وتقليص عدد الوزراء إلى ما يقارب النصف، للحفاظ على إيرادات الدولة بالقدر الممكن من العبث والهدر. كما لاحظنا وجود شخصيات جديدة من جميع أطياف المجتمع اليمني شمالاً وجنوباً، بالإضافة إلى الأحزاب المناهضة للعدوان. ومن مميزات هذه الحكومة أَيْـضاً أننا وجدنا اهتماماً غير مسبوق بالمناطق الريفية من خلال وزارة الإدارة والتنمية المحلية والريفية، نظراً لما يعانيه الريف اليمني من إهمال، بالمقابل ما يملكه من موارد تحتاج إلى الاهتمام بها واستغلالها في تنمية وبناء الوطن.
أملنا كبير في هذه الحكومة؛ مِن أجلِ التغيير للأفضل، وتطهير مؤسّسات الدولة وتصفيتها من المفسدين الذين استغلوا وضع الشعب اليمني وظروف الوطن الصعبة، وانشغال القيادة بمواجهة العدوان. فلجأ البعض إلى ابتزاز المواطنين واستغلال ظروفهم ومعاناتهم للإساءة إلى القيادة الوطنية، خدمةً للعدوان الخارجي. لذا، نأمل أن تساهم حكومة التغيير في تحقيق التغيير، وَأَيْـضاً؛ لأَنَّها حكومة البناء، فَــإنَّنا نأمل أن تنعش المشاريع الراكدة، وتنشئ مشاريع تنموية جديدة، وتعين المواطن اليمني ليكون عنصراً فعالاً ومنتجاً في الوطن.
نحن نعلم ما تواجهه هذه الحكومة من مسؤوليات صعبة ستواجهها في ظل استمرار العدوان العالمي على الوطن في جميع الجبهات، وزيادة حدة الهجمات العدوانية في الفترة الأخيرة؛ لهذا، فَــإنَّنا نقدر جهودهم ونعلم، ويعلم الجميع، أن المسؤولية أمانة نحملها على عاتقنا وهي مغرم وليست مغنمًا، وكل وزير أَو مسؤول هو مجاهد في سبيل الله وسبيل الوطن.
نسأل الله لكم العون، ونحن معكم يداً بيد؛ مِن أجلِ التغيير للأفضل والعمل في سبيل نهضة وبناء اليمن
قال تعالى (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إلى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ).