ماذا يريدُ ابن سلمان من وراء هذا الكلام الآن؟!
الشيخ عبدالمنان السنبلي
وليُّ العهد السعوديّ محمد بن سلمان يقول إنه يخشى على نفسه (القتل) إن هو ذهب إلى التطبيع مع العدوّ الإسرائيلي دون أن يقابل ذلك حَـلّ للقضية الفلسطينية على أَسَاس حَـلِّ الدولتين..!
برأيكم، لماذا يقول هذا الكلام..؟!
وفي هذا التوقيت بالذات..؟!
ألم يكن هو نفسه على وشك الاحتفال بمراسيم التوقيع على اتّفاقية التطبيع وتبادل العلاقات مع كيان العدوّ الإسرائيلي لولا أحداث غزة..؟!
يعني: لم يذكر يومها أنه يخشى على نفسه القتل، أَو يستشهد بمصير السادات كما استشهد به اليوم..!
كذلك لم يشترط على الأمريكيين والإسرائيليين أَيْـضاً حَـلّ الدولتين كما أشترط اليوم..
فما الذي تغير حتى يقول مثل هذا الكلام..؟!
هل هو ابتزاز للأمريكان؛ للحصول مثلاً على مزيد من المحفِّزات والمقبِّلات الأمريكية..؟
أم هو توطئةٌ مسبقةٌ منه لإعلان وشيك عن صفقة التطبيع (المؤجلة) خَاصَّة في ظل حديثٍ أمريكيٍ متصاعدٍ هذه الأيّام عن ضرورة إيجاد تسوية للقضية الفلسطينية على أَسَاس حَـلّ الدولتين..
يعني: وكأنه يريد أن يقول لجمهوره:
لم نطبع مع “إسرائيل” (ببلاش) كما فعل الإماراتيون، لكنا طبَّعنا بمقابل هو الحصول على وعود أمريكية بحل الدولتين..!
أو هكذا يريد أن يقول..!
على من تضحك يا ابن سلمان..؟
اِلْعَبْ غيرها..!
يعني: أنت تعلم، وأنا أعلم، وأمريكا وكل العالم يعلمون يقيناً أن لا وجود لحلٍ واردٍ يقوم على أَسَاس حَـلّ الدولتين إلا في مخيلتك أنت وأقرانك من الحكام العرب..
أما أمريكا و”إسرائيل”، فلا..
تعرف لماذا..؟
لأن أمريكا و”إسرائيل”، في حقيقة أمرهما، يريان في حَـلّ الدولتين تهديداً وجودياً لـ “إسرائيل”..!
وبالتالي، من سابع المستحيلات أن يقبلوا صراحةً أَو في قرارة أنفسهم بذلك..
حتى وإن وعدوا..
أو سوَّقوا لذلك ما بين حينٍ وآخر..
أتشترط حَـلّ الدولتين..؟
قد اشترط السادات ذلك من قبل..
واشترط من بعده عرفات في أسلو..
وحسين الأردن في وادي عربة..
فمَا الذي حصل..؟
وافقوا في حينها، وافردوا لها بنداً خاصاً ضمن بنود اتّفاقيات كامب ديفيد وأسلو ووادي عربة..!
فهل تحقّق هذا الشرط..؟
قطعاً لا..
كما لا تنسى أن عمك الملك عبدالله قد تقدم بهذا الشرط أَيْـضاً في شكل مبادرة سعوديّة أقرها باقي الحكام العرب وتقدموا بها كمبادرةٍ عربية..
مبادرةٍ قدمت تنازلاتٍ وإغراءاتٍ كثيرة لـ “إسرائيل”..
فما الذي حصل..؟
لم يكلف نفسه آرئيل شارون يومها عناء قراءتها؛ ليقابلها مباشرةً، وعلى الفور، بعملية عسكرية مستفزة وإجرامية ضد الفلسطينيين..!
وها أنت اليوم تعيد الكرَّة..!
ها أنت تسوِّق لحل الدولتين..!
ولن يحصل، بالطبع، شيءٌ كما أنت تعلم وأنا كذلك أعلم وتعلم أَيْـضاً أمريكا والعالم أجمع سوى مزيد من العمالة والانبطاح لأمريكا و”إسرائيل” لن يكون آخرها إعلان حالة التطبيع المجاني مع كيان العدوّ الإسرائيلي..!
طبِّع بن سلمان..
طبِّع ولا عليك، فحياتك وعرشك القادم في أمان وسلام ما دمت مطبِّعاً ومنبطحاً، أَو كما تعتقد أنت ومن معك من المطبعين والمنبطحين.