حكومةُ تغيير وبناء.. حقائبُ أقلُّ وحِقبةٌ جديدة
ياسر مربوع
بعد مخاضٍ عسير ولدت حكومةُ التغيير والبناء من رحم السيادة، وهو تطورٌ سياسي يبعث على التفاؤل والأمل للمستقبل الكبير والواعد، وخطوةٌ أوليةٌ في مسار التغييرات الجذرية التي أطلقها سيد الثورة في ذكرى المولد النبوي الشريف ١٤٤٥هجري وانتظرها الشعب كُـلّ الشعب بمختلف شرائحه، وأطيافه وتوجّـهاته.
التغييرات الجذرية في مفهومها لا تعني تغيير أشخاص أَو تدوير آخرين وحسب، بل تهدف إلى تغيير السياسات داخل مؤسّسات الدولة وترشيق الهيكل، وتحديث القوانين، وتأهيل الكادر البشري، وتذهب أَيْـضاً إلى إصلاح المؤسّسة القضائية ورفدها بكادر بشري من ذوي الاختصاص والكفاءة؛ وهذا سينعكس إيجاباً على السرعة والكفاءة في تقديم الخدمات والارتباط المباشر بالجمهور.
لقد عمد النظام السابق إلى وضع سياسات عقيمة وفاشلة تفتقر إلى المشروع الحضاري لبناء الدولة اليمنية الحديثة، وتضمن له الاستمرارية في السلطة فقط، وتوزيع النفوذ دون أي اعتبار للمصلحة العامة، وهو ما تجلى بوضوح في وضع البلد الذي ظل يدور في حلقة مفرغة طيلة العقود الماضية فلا تقدم، ولا تنمية، ولا سيادة.
والملاحظ أن الأعداء وأبواقهم قد شرعوا منذ الوهلة الأولى لإعلان قائمة رئيس وأعضاء حكومة التغيير والبناء إلى التشكيك والإساءة إلى الأشخاص الذين يقودون هذه الإصلاحات، وهي نفسُ الأبواق التي شكَّكت في الخطوات الجادة التي عزمت القيادة على اتِّخاذها فيما يخص بالتغيير الجذري؛ وهؤلاءِ البيادق وهم (قلة) في الحقيقة يتحَرّكون وفق أجندة عدائية هدفُها تقزيمُ الأحداث التأريخية وحرفُ مسارها الصحيح وتوظيفها بشكلٍ يؤثر سلباً على كُـلّ الخطوات الجادة للنهوض بالوطن.
واجبنا الآن يكمن في التصدي لكل تلك الأبواق الارتزاقية، والوقوف خلف الحكومة الجديدة ودعمها في هذه المرحلة التاريخية والمفصلية في تاريخ اليمن والمنطقة.
إن اختيار رئيس وأعضاء حكومة التغيير والبناء كان اختياراً موفقاً. وحسبُنا في ذلك أن السيدَ القائدَ هو من وضع التشكيلة النهائية لهذه الحكومة التي ضمّت أسماءً شابةً وطموحة؛ راعت الكفاءةَ والنزاهة والتنوع السياسي والجغرافي، وهي أسماء قادرةٌ -بإذن الله وببركة السيد القائد- على إحداث التغيير، وتحقيق النهضة وانتشال البلد من وضعه المزري.