حكومتُنا الجديدة.. ما لها وما عليها
د. شعفل علي عمير
عندما تكونُ التحدياتُ هي المحكَّ الذي تظهرُ فيه ومن خلاله قدرةُ الإنسان وحكمتُه في التغلب على تلك التحديات، هنا يمكنُ أن نقيِّمَ القائمين بالأعمال التقييمَ العادلَ، التقييمَ الذي يأخذ بنظر الاعتبار حجمَ التحديات التي كانت بمثابة الاختيار الصعب، ونظرًا لتباين حجم التحديات والصعوبات يجب عدم المساواة في التقييم أَو في نسبة النجاح بين القائمين بالأعمال والمهام؛ نظرًا لاختلاف طبيعة وحجم الصعوبات والأعباء التي قد تواجههم.
وحتى يتم التقييم بالشكل الذي يكون فيه جانب الرقابة فاعلًا فَــإنَّ الضرورة تقتضي على القائمين بالأعمال الموكلة إليهم في المؤسّسات أَو الوزارات أَو أية منظمة إدارية أن يقوموا بعملِ خطط توضحُ المساراتِ التي تحقّق أهدافَ تلك الجهات بالشكل الذي يساعد المقيّمين على معرفة حجم الإنجاز في كُـلّ مرحلة وتشخيص مكامن الإخفاق حتى تستطيعَ الجهاتُ الفاعلة من معالجتها في حينه، وهذا ما يحتّم على حكومتنا الجديدة العملُ به في وزاراتها المختلفة التي نسألُ اللهَ أن يعينَهم في أداء مهامِّهم ومسؤوليتهم في هذا الظرف الاستثنائي.
في حكومتنا الجديدة التي ضَمَّت أفضلَ الكوادر التخصُّصية ذات الخبرات المتراكمة يعتبرُها الشعبُ اليمني طوقَ نجاة ويعوّل عليها بعد الله سبحانه وتعالى في حَـلّ كُـلّ مشاكلهم وبشكل سريع وكأن أعضاء هذه الحكومة يمتلكون عصا سحرية، وهنا يجب التنويه بأن إصلاح الاختلالات يحتاجُ إلى صبر؛ فهي كما أشار إليها القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي “يحفظه الله” مرهونةٌ “بالتعاون والتكامل بين الحكومة والشعب” والأمر الذي يجب أن يدركه الشعب اليمني بأن الأعباءَ والتحديات التي تنتظرُ الحكومة الحالية كبيرة جِـدًّا ومعقَّدة بشكل أكبر. وسوف نسمعُ ونقرأُ ردودَ فعل المرتزِقة بعد أشهر إن لم يكن أسابيعَ من تشكيل حكومة التغيير والبناء، من خلال بث سمومهم وتشكيكهم في قدرتها على تحقيق متطلبات الشعب وتوفير احتياجاتهم التي توفر لهم الحياة الكريمة.
وعليه فَــإنَّ الوعيَ الشعبي يصبح ضرورةً في هذه المرحلة، ويجب علينا جميعاً أن نقفَ بوعي ضِدَّ من يتآمر على شعبنا وحكومتنا، ونساند حكومة البناء والتغيير في كُـلّ ما يمكِّنُها من النجاح في مهامها؛ لنكون جزءًا فاعلًا من عملية التغيير والبناء بما يخدم ويحقّق آمالَ الأُمَّــة وطموحاتها، وأن نكون المتراس الذي يصد كُـلّ مؤامرات المرتزِقة وكيد الأعداء؛ فقد ذكر السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي “يحفظه الله” بأن الأعداء سوف يحاولون محاربة هذا الإنجاز الكبير والمهم في مسألة التغيير والبناء، والذي ترجمه تشكيلُ حكومة البناء والتغيير، مؤكّـداً أنه يجب أن يكون هناك دعمٌ شعبي ومساندة لهذه الحكومة؛ حتى تستطيعَ تحقيقَ ما يتطلع إليه الشعب اليمني.