(طوفان الأقصى) في يومه الـ316: مجاهدو غزة يسطّرون ملاحمَ بطولية جديدة.. والاحتلالُ يقرُّ بخسائرَ في صفوفه
المسيرة | متابعة خَاصَّة
في الوقت الذي تستهدفُ المقاومةُ الفلسطينية العدوَّ وآلياتِه وتحصيناتِه، فَــإنَّ هذا الجيشَ المتعطِّش للدماء، لا يجيد سوى استهداف الأطفال والنساء، وتدمير كُـلّ مقومات الحياة الإنسانية والعالم يتفرّج ولا يحرّك ساكناً.
ولا زالت الإدارة الأمريكية تدعمُ تعنُّتَ الاحتلال وإصراره على الاستمرار في الإبادة، ولا تريد من كُـلّ المفاوضات إلا حماية الاحتلال وحماية مصالحها، وتوفير كامل الغطاء لحكومة مجرمي الحرب الصهاينة؛ وهو ما سيقود لاشتعال المنطقة.
ورغم جرائم كيان الاحتلال الصهيوني والقصف والدمار والخراب والقتل، إلا أن الحاضنة الشعبيّة في غزة متمسكة بخيار المقاومة لانتزاع الحقوق وتحرير الأرض.
خيبةُ أمل من نتائج مفاوضات الدوحة:
في الإطار؛ قالت حركة حماس: إنه وفي “استمرار للعدوان الوحشي على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة”، مشيرةً إلى أن “هذه الانتهاكات والجرائم بحق المدنيين الفلسطينيين من أطفال ونساء وشيوخ، تتواصل أمام سمع وبصر العالم، وبدعم مطلق من الإدارة الأمريكية وعواصم غربية، لا زالت توفّر الغطاء والوقت اللازم لحكومة المتطرفين الصهاينة، للمضي في حملة الإبادة الوحشية في قطاع غزة؛ سعياً وراء أهداف متوهّمة بإخضاع شعبنا ومقاومته”.
وحذَّرت الحركة من هذا السلوك الصهيوني الذي يواصل استهداف المدنيين بشكل مباشر ومتعمّد للشهر العاشر، في صورة من أبشع صور العقاب الجماعي والتطهير العِرقي.
ودعت المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسّساتها، إلى مغادرة مربع الصمت والاضطلاع بمسؤولياتها بحماية المدنيين الفلسطينيين، والعمل على وقف هذه الجرائم الوحشية بحق المدنيين، ومحاسبة مجرمي الحرب الصهاينة على جرائمهم الوحشية.
بدورها، تؤكّـد الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين أن ما تضمَّنه البيانُ الثلاثي القطري-الأمريكي-المصري، وإعلانه استكمال أعماله قبل نهاية الأسبوع، هو تغطية لاستمرار المماطلة والتعطيل من قبل الاحتلال الصهيوني؛ مما يعني مواصلة المجازر والتهجير القسري كوسيلة ضغط على شعبنا، وأن الاحتلال يحاول تقطيع الوقت لنسف الاتّفاق بالكامل.
وطالبت الجبهة الوسطاء بجديّة العمل لتحقيق وقف شامل لإطلاق النار، وإن دورهم مرهون بقدرتهم على إلزام دولة الاحتلال بوقف العمليات العسكرية أثناء عملية التفاوض حتى لا تكون المفاوضات وقت إضافي وغطاء للمجرم نتنياهو لاستكمال حرب الإبادة ضد أبناء شعبنا.
وتؤكّـد أن “جميع الدلائل تشير إلى أن الوفد الصهيوني وبتعليماتٍ من مجرم الحرب نتنياهو، تعمد وضع العراقيل أمام التوصل إلى اتّفاق، وأن الحديث عن “فجوات” بين الطرفين ليس سوى إصرار صهيوني على عرقلة الوصول إلى حَـلّ، رغم تأكيد الوسطاء أن إطار الاتّفاق قائم على مقترح بايدن، الذي وافقت عليه المقاومة، وحتى الاحتلال أبدى موافقته عليه، والآن ينقلب عليها”.
وقالت: إن “ما يسمى بـ “الفجوات” ما هي إلا الشروط التي فرضها نتنياهو خارج إطار الاتّفاق، مثل الاستمرار في احتلال القطاع وحصاره واستمرار الإبادة بطرق ومسميات أُخرى، وهو ما يستحيل أن يقبله شعبنا ومقاومتنا”.
ونوّهت، أن “ما تم من مفاوضات لا يتضمن الالتزام بما تم الاتّفاق عليه في 2 يوليو، والتفاوض بهذه الطريقة تخدم فقط مساعي الاحتلال وشريكه الأمريكي، والطريقة الوحيدة لإثبات جدية هذا المسار التفاوضي هو الشروع في تنفيذ ما هو متفق عليه بالفعل بما يضمن انسحاباً شاملاً من القطاع، وعودة النازحين، وخطة عاجلة للإعمار والإغاثة.
من جانبها، صرَّحت الطبيبة “جيل ستاين” المرشحة السابقة لانتخابات الرئاسة الأمريكية لموقع “ميدل إيست آي” الأمريكي، بالقول: إن “البيتَ الأبيض لديه سيطرة مطلقة على “إسرائيل” التي ليس لها أمل في البقاء 24 ساعة دون الولايات المتحدة، لذلك طلب وقف الحرب في غزة يجري بالفرض عليها وليس أمامها سوى الامتثال، ولو وصلت لمنصب الرئيس لأوقفت كُـلّ الدعم والأسلحة حتى يوقفوا حرب الإبادة الجماعية وينسحبوا من الأراضي الفلسطينية”.
بدوره، أشار عضو المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة “غازي حمد”، إلى أنه “كنا نتوقع أن مفاوضات الدوحة سوف تصل إلى هذه النتيجة، “نتنياهو” كان يمارس الخديعة ولم يعط إجاباتٍ على كُـلّ الأسئلة المطروحة للوصول لاتّفاق”.
وَأَضَـافَ أن “نتنياهو يضع شروطًا جديدة وينسف ما تم الاتّفاق عليه سابقًا وهدفه الاستمرار بالحرب، وكان يتحدث بصريح العبارة أنه لن يوقف الحرب وكان ذلك مطروحاً في الإعلام”.
من جهته، أكّـد عضو المكتب السياسي لحركة حماس “حسام بدران”، أن “نتنياهو” يماطل بالمفاوضات وأمريكا تواصل إعطاء الغطاء للاحتلال، ويؤكّـد أن الفلسطينيين متمسكون بما تم التوافق عليه في وثيقة 2 يوليو، وهو المقترح الذي قدمه “الإسرائيليون” برعاية أمريكية، ويعتمد أَسَاساً على خطاب الرئيس الأمريكي “جو بايدن” وقرار مجلس الأمن الذي تبعه.
وأشَارَ إلى أن “حماس وفصائل المقاومة حريصون على وقف الحرب وحرب الإبادة المُستمرّة ضد شعبنا في غزة”، ونوّه بدران إلى أن “نتنياهو، وفقًا لتصريحاتِ وزير الحرب الإسرائيلي “غالانت”، هو المسؤول عن تعطيل التوصل إلى أي اتّفاق”.
وفي السياق، قال اللواء احتياط في جيش الاحتلال، “إسحاق بريك”: “التقيت نتنياهو 6 مرات خلال الحرب والانطباع لدي أنه يدرك جيِّدًا استحالة القضاء على حماس، ورغم ذلك يواصل الإعلان أن “إسرائيل” ستواصل القتال؛ مِن أجلِ إرضاء المتطرفين الذين يجلسون معه في الائتلاف وناخبيه”.
وفقاً للمعطيات الميدانية فكيان الاحتلال يواصل عرقلة كُـلّ المساعي لإتمام أي اتّفاق لوقف إطلاق النار، كم أن واشنطن تتبنى موقفه بالكامل والاحتلال تراجع عن بنود سابقة، ولسنا أمام اتّفاق أَو مفاوضات حقيقية بل أمام فرض إملاءات أمريكية جديدة.
وبحسب مراقبين تحاول واشنطن ردع أي تحَرّكات في المنطقة ضد “إسرائيل”، والحديث عن قرب التوصل إلى اتّفاق لوقف إطلاق النار هو وهم، وما استمعنا إليه من الوسطاء يشير إلى تراجعات كبيرة عن اتّفاق 2 يوليو.
وبالتالي فَــإنَّ جل ما يعنيه الكيان الصهيوني هو إطالة أمد الحرب واستكمال التدمير والإبادة، والمجتمع الدولي يدرك خطورة الأوضاع في هذه المرحلة ويحاول إنقاذ الاحتلال؛ لأَنَّ الولايات المتحدة منخرطة بشكلٍ كامل في حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة وتواصل النفاق والكذب لحماية الاحتلال.
ويعتبر خبراء عسكريون أن عدم حصول الرد الإيراني وحزب الله لحد هذه اللحظة هو بحد ذاته عقاب للاحتلال وأمر مرهق جِـدًّا له ولكل حلفائه في المنطقة.
تفاصيلُ المشهد الميداني لعمليات المقاومة خلال الـ24 الساعة الماضية:
وفيما تواصلُ فصائلُ الجهاد والمقاومة الفلسطينية لليوم الـ316 من معركة (طوفان الأقصى) البطولية، تصديها الحاسم لقوات الاحتلال الصهيوني، وتوقع جنوده بين قتلى وجرحى في عمليات نوعية ومركبة، تحدثت وسائل إعلام عبرية عن حدثٍ أمني خطير مقرّةً بمصرع جندي على الأقل وإصابة آخرين، وهبوط مروحيات الاحتلال لنقل الإصابات.
في التفاصيل؛ أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، السبت، عن عملية نوعية ومركَّبة مستهدفةً قوات “جيش” الاحتلال، في ظل قصف إسرائيلي مكثّـف على مناطق من قطاع غزة وتمهيد لعمليات عسكرية، ولا سيما في المناطق الشرقية من وسط القطاع وفي “خان يونس”.
وأكّـدت القسام في تفاصيل العملية، تمكُّنَ المجاهدين من تفجير عبوتين مضادتين للأفراد في جيبين لقوات الاحتلال في محيط الكلية الجامعية بحي “تل الهوى” جنوبي مدينة غزة.
بعد ذلك، اشتبك مجاهدو كتائب القسّام مع من تبقى من الجنود الإسرائيليين بالأسلحة الرشاشة، ليوقعوهم بين قتيل وجريح، حَيثُ تمّ رصد هبوط الطيران المروحي الإسرائيلي للإخلاء.
سرايا القدس بدورها؛ أكّـدت أن مجاهديها خاضوا اشتباكاتٍ شرسة مع جنود الاحتلال في شرقي منطقة “القرارة” شمالي مدينة “خان يونس”.
من جانبها وفي بلاغٍ عسكري قال: إن “الوحدة المدفعية في كتائب الشهيد أبو علي مصطفى دكت تمركز لجيش الاحتلال في “تل زعرب” غربي مدينة “رفح” بقذائف الهاون من العيار الثقيل وذلك في تمام الساعة 12:30 ظهراً، حَيثُ أكّـد مقاتلونا بعد الرصد هبوط مروحية احتلالية لنقل إصابات العدو”.
كتائب شهداء الأقصى من جانبها قالت: “قصفنا بوابل من قذائف “الهاون” قوات الاحتلال وآلياتهم المتوغلة شمالي شرقي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة”.
أما كتائب المجاهدين أكّـدت بالقول: “استهدفنا تموضعاً لقوات الاحتلال في محور “نتساريم” بصاورخي “حاصب 111”.
في السياق، أقرّ الاحتلال الصهيوني بوقوع جنود “جيشه” بين قتلى وجرحى في إثر تعرضهم لحادث أمني من جراء المعارك الدائرة في قطاع غزة، والتي تواصل المقاومة الفلسطينية خوضها في محاور القتال كافة، منذ نحو 11 شهراً.
وسائل إعلام إسرائيلية، كشفت مصرع جندي على الأقل في الحدث الأمني الذي وصفته بـ “الخطير”، ومِنصة إعلامية إسرائيلية أُخرى أكّـدت إصابة 11 جندياً بجروح متفاوتة من جراء هذا الحدث.
يُشار إلى أنّ المعلومات الإضافية بشأن ما جرى لا تزالُ خاضعةً للرقابة العسكرية التي يفرضها الاحتلال ضمن سياسة التعتيم على حجم خسائره.
5 مجازرَ في الـ24 الساعة الماضية والعددُ يرتفعُ إلى 40074 شهيدًا:
في الإطار؛ أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، السبت، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 40074، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أُكتوبر الماضي.
وأضافت الوزارة، في تقريرها الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 92537 منذ بدء العدوان، مشيرةً إلى أن الاحتلال ارتكب في الساعات الـ24 الماضية، “5 مجازر راح ضحيتها 69 شهيدًا، و136 جريحًا”.
يأتي ذلك مع استمرار حركة نزوح المواطنين من مدينة “حمد” شمالي مدينة “خان يونس” مع استمرار قصف المدينة وتدمير أبراجها السكنية في ظل صعوبة مشهد النزوح الذي أرهق السكان لعديد المرات.