الإمامُ محمد الباقر واسطةُ عِقد الفضائل
ق. حسين بن محمد المهدي
مما لا ريب فيه أن من وثق بالله أغناه، ومن توكل عليه كفاه.
فمن عرف الله تمت معرفته
وظهرت حكمته
وقوي فهمه
وكثر حفظه
واشتهر ذكره
وقد كان مولد الإمام الصوام القوام واسطة عقد الزمان عز الإسلام وزينة الليالي والأيّام محمد بن علي زين العابدين بن الحسين سبط رسول رب العالمين وخاتم النبيين ابن الإمام علي بن أبي طالب عليهم السلام في الثالث من شهر صفر سنة ٥٧ للهجرة وقيل في شهر رجب.
فتربى في حجر والده وأخذ العلم عنه
وسمي بالباقر لتبقره في مختلف العلوم والفنون
قال عنه حافظ علوم العترة المجتهد المجدد مجد الدين بن محمد المؤيدي: هو باقر علوم الأنبياء
وقال العلامة أحمد بن عبدالله الجنداري: سمي بالباقر لتبقره في العلم.
وقال عنه الشاعر:
يا باقر العلم لأهل التقى
وخير من يمشي على الأرجل
وقيل لقب بالباقر لبقره العلوم بقراً؛ أي أظهر العلم إظهارا
وقيل لما روى عن جابر بن عبدالله الأنصاري عن رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم” أنه قال: (يا جابر إنك ستعيش حتى تدرك رجلًا من أولادي اسمه اسمى يبقر العلم بقرًا أوْ لأَنَّه تبقر في العلم أي توسع)
وقال ابن حجر الهيثمي: أبو جعفر محمد الباقر سمي بذلك (من بقر الأرض)؛ أي شقها، وأثار مخباتها ومكانها.
فلذلك هو أظهر من مخبئات كنوز المعارف وحقائق الأحكام واللطائف ما لا يخفى الأعلى منطمس البصيرة أَو فاسد الطوية والسريرة، ومن ثم قيل هو باقر العلم وجامعه وشاهر علمه ورافعه.
وقال عنه محي الدين النووي: هو تابعي جليل إمام بارعٌ مجمَعٌ على جلالته.
وقال عنه ابن تيمية: أبو جعفر محمد بن علي من خيار أهل العلم.
وقيل سمي الباقر؛ لأَنَّه بقر العلم.
وقال عنه الذهبي: أبو جعفر الباقر هو السيد الإمام أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين.
كان أحد من جمع بين العلم والعمل والسؤدد والشرف والثقة والرزانة وكان أهل للخلافة.. إمامًا مجتهدًا تاليًا لكتاب الله كبير الشأن؛ فهو من كبار علماء الأُمَّــة، وفُحُوْل الأئمة، وسيد الفقهاء يشار إليه بالبنان.
روى عنه أولاده وجابر الجعفي روى عنه ٧٠ ألف حديث كما حكى ذلك العلامة الجنداري وغيره.
وكان من الآخذين عنه أبو حنيفة، وابن جريج، والاوزاعي، والزهري وغيرهم.
قال محمد بن مسلم: سألته عن ثلاثين ألف حديث وقد روى عنه معالم الدين.
وكان عالم قانتا زاهدا عابدا عاملا بعلمه نفع الله بعلمه هذه الأُمَّــة.
ومع ذلك فَــإنَّه كان يقول في أخيه الإمام زيد لقد أوتي زيدٌ علينا من العلم بسطة.
ومن وصاياه وحكمه
إن ظُلمت فلا تظلم
وإن خانوك فلا تخن
وإن كُذِّبت فلا تغضب
وإن مُدحت فلا تفرح
وإن ذُممت فلا تجزع
وفكر فيما قيل فيك فإن عرفت من نفسك ما قيل فيك فسقوطك من عين الله عز وجل عند غضبك من الحق أعظم عليك مصيبة مما خفت من سقوطك من أعين الناس.
وإن كنت على خلاف ما قيل فيك فثواب اكتسبته من غير أن يتعب بدنك.
فالإمام الباقر -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ- هو أحد أئمة العترة المجمع على عدالته، وفضله، وجليل قدرة، وخامس الأئمة عند الشيعة الاثني عشرية، وعند الإسماعيلية.
وقد خرج له أئمةُ الزيدية جميعاً الكثير الطيب وتمر علينا في شهر صفر من هذا العام ذكرى ميلاده، وقد ملأ شيعته وأتباعه الدنيا، وهاهم اليوم يرفعون راية الإسلام راية الجهاد في فلسطين متبعين نهج الإمام الباقر وأخيه الإمام زيد بن علي عليهم السلام بإيمان صادق، وهمة عالية تدل على العزيمة والرشد والتجديد للسير على نهج أئمة العترة الذين ساروا على منهاج النبوة وعلى دربها.
وقد جدَّدَ لهذه الأُمَّــة الثورةَ على الظلم والظالمين من اليهود والأمريكان المستكبرين السيد الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي -رِضْـوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ-
وسار على نفس المنهج الإسلامي الصحيح في نصرة قضية فلسطين قضية المسلمين الأولى ليث الله الغالب قائد المسيرة القرآنية السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- الذي أذاق الصهيونية اليهودية في البر والبحر الذلة والصغار والذي سيتحقّق بإذن الله على يده ويد أنصار الله وحزبه وأتباع الإمام الباقر -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ-
النصر للإسلام والمسلمين، والهزيمة والذلة للكافرين والمنافقين (ولَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).