التغييرات الجذريّة.. فجرٌ جديد
زينب إبراهيم الديلمي
كُلُّ كسرٍ لا بُـدَّ له من جبر، وكل اعوجاج لا بُـدَّ له من استقامة، وكل فسادٍ لا بُـدَّ له من تطهير.. تلك هي أروقة التغييرات الجذريّة التي أينعت بثمارٍ قُرآنيّة خالصة، واكتست بإستبرق المبادئ والخصال الحميدة المُستمدة من كتاب الله الأعظم وسيرة الهدي النّبوي المحمّدي، وتوجيهات قائدنا المقدام -يحفظه الله-.
عند التأمل بما تضمّنت تعليمات القيادة بشأن التغييرات الجذريّة عظيمة الأهداف والمُخرجات، نجدها تُخاطب النّفس الآدميّة بالولوج لتوظيفها أولاً قبل أن توظَّف لتحمّل مسؤوليّة استغلال المناصب بخدمة النّاس، على ألاَّ تتخذَ من أكتاف التكبُّر والمُخاتلة مجلساً فتسقُط في وحول الآثام ولحود السُّخط.
في ثلاثينيّات العقود التي ظلَّت خيامُ الفساد منصوبةً بعمود مؤسّسات الدولة، وعلامة نصبها ظِلالاً أمريكيةً أَلِفت على مُمارسة الفرعنة والنّمردة بهُــوِيَّة اليمن الإيمانيّة.. واستشرت عشوائيّة العمل بما هو هوىً لمن غَلَبهُ شهوةُ المنصب واستخدامها وفقاً لغائيّته وحدَه دون الخدمة للمواطن.
“دوام الحال من المُحال” مقولةٌ نعرفها حق المعرفة، وفي اليمن جسَّدتها واقعاً ببريق أمل أيلول الحادي والعشرين ٢٠١٤م، وحَالَت دون دوام الفساد الكَظَيم الذي ظلّت جاثمة منذُ نيّف وثلاثين عام، وحتى العدوان المُشين علينا منُذ تسعٍ عجاف لا ننكر أنّ بُقَعَ الاتساخ الغروري والسّلوكيّات المُتعجرفة ما زالا قائميَن في بعضٍ من مؤسّسات الدولة، ولا بُـدَّ لها أن تنضبط بسلوكيّاتٍ هي أحوجُ ما تكون فجراً جديدًا لها.
لا ننسى المعطاءَ الفيّاضَ وأوّل السّالكين لطريق التغيير الجذري رغم تعرّجات الصّعوبات، والذي أقرّها بتحمّله لأغمض مرحلةٍ أيقنتها اليمن، وضحّى بروحه؛ ذوداً وصوناً لبناء وطنٍ لا يمكث الفساد مُتبختراً مرحاً على أرضه ومحيطه وجغرافيّته ومؤسّساته، لا ننسى رئيسنا الشهيد/ صالح علي الصمّاد -رِضْـوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ- المثال المُحتذى لكُل مسؤولٍ وموظّف وكُل إنسان حرٍّ في ربوع يمننا الحبيب.
التغييرات الجذريّة هي محور ارتكاز لمن حمل على كاهله المواظبة بتنفيذها في شؤونه الفرديّة والجماعيّة، وجاءت كقسطاسِ حقٍّ تنفض به مؤسّسات الدولة غُبار الالتباس، وتقييمٍ لمن سيتّزن بمكيال الإخلاص والوفاء للعهود والعقود، العاقبة والطّوبى الحسنة لمن استند بعضيدها وتمسَّك بها؛ مُدركاً أن نِتاجَها الطّيبة مُستعرضة يوم يقوم الأشهاد.