التغييرُ الجذري.. وفقَ المشروع القرآني
عدنان عبدالله الجنيد
الحمدُ لله القائلُ: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَـمَعَ الْـمُحْسِنِينَ)، العنكبوت- آية (69).
التغيير الجذري وفق المشروع القرآني، ليس وليد اللحظة؛ فهو امتدادٌ إلى الشهيد القائد المؤسّس السيد/ حسين بن بدر الدين الحوثي -سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ- بدءاً من نشرِ الوعي الإسلامي الأصيل، وذلك بالعودة إلى الثقافة القرآنية التي تورثُ العزةَ والكرامة، ونبذ الثقافات الغربية المغلوطة والهزيلة التي تورث الذل والهوان والاستسلام، وعليه تم إطلاقُ شعار المشروع القرآني الصرخة في وجه المستكبرين، وهتُاف البراءة عام 2002م؛ للتصدي للهجمة الأمريكية والإسرائيلية على أمتنا الإسلامية، والمقاطعة الاقتصادية لبضائعهم، مضافاً إليه التثقيف القرآني الذي يربط الأُمَّــة بالقرآن الكريم في مواقفها، ويرفع مستوى وعيها تجاه أعدائها، ويحيي فيها الشعور بمسؤوليتها، ويهديها لما يبنيها لتكون في مستوى مواجهة التحديات، ويرسم الخطوات العلمية الصحيحة، والحكيمة، والبناءة التي تنقذها من واقعها المُطمِّع لأعدائها، وتخلصها من حالة الخنوع والذل والبؤس.
ولم تتحمل دول قوى الاستكبار العالمي هذا التغيير الثقافي البناء، فشنت على المشروع القرآني عبر النظام المرتهن لها سِتَّ حروب ظالمة في محافظة صعدة، وتجلت في هذه الحروب المعجزاتُ الإلهية، والوعدُ الإلهي ليزدادَ المجاهدون ثقةً بالله، وعليه تبنَّى المشروع القرآني القضية المركزية للأُمَّـة، ودعوة الأُمَّــة العودة إلى من يجمعها لا يفرِّقها وأن الركيزة الأَسَاسية لتوحيدها هو العودةُ إلى نبيها محمد “صلوات الله عليه وآله”، وعليه تم إحياء فعالية المولد النبوي الشريف لتوحيد الأُمَّــة.
وبفضل من الله هبت ثورةُ 2011م الذي وصفها القائد بـ (أنها نفخةٌ من روح الله)، وحث الأنصار المشاركة فيها، وعليه تم انتشارُ المشروع القرآني في أصقاع اليمن، ولم تتحمل دول قوى الاستكبار العالمي انتشارَ المشروع القرآني الثوري التحرّري النهضوي الذي يقوده السيد القائد “يحفظه الله” في اليمن، بل تم التآمر عليه بالمبادرة الخليجية، وزيادة التدخُّلات الخارجية في الشأن اليمني، وبفضل الله ثم القيادة تمت مواجهتهم، وتولَّدت ثورة الـ 21 من سبتمبر عام 2014م ثورة رفض الوصاية، وهزيمة أجندة أمريكا و”إسرائيل” في الداخل، والقضاء على الحركات الإرهابية والتكفيرية المصطنعة من قبل أمريكا، ولم تتحمل أَيْـضاً دول قوى الاستكبار العالمي تحقيقَ الثورة وإنجازها الثوري، بل خططت لشن حربٍ بالوكالة من عدة دول بقيادة عملائها من آل سعود وآل نهيان على شعب الإيمان والحكمة استمر لمدة عشر سنوات، وبفضل الله والقيادة تم هزيمة هذا التحالف والحرب، وعليه خرج الشعبُ اليمني احتشاداً وإعداداً إلى الساحات والميادين لتفويض قائد الثورة بالتغيير الجذري، فلبت القيادة النداء، ورسمت التغييرَ الجذري وفقَ المشروع القرآني المناهض للمشروع الاستعماري لدول قوى الاستكبار العالمي في عدة مسارات منها ما يلي:
المسار الأول: إغلاق باب المندب وإعادة البحر الأحمر إلى الحاضنة العربية في نصرة الشعب الفلسطيني، وكبَّد هذا التغيير العدوّ الإسرائيلي خسائرَ اقتصادية باهظة.
المسار الثاني: تغيير جذري في سياسات الملاحة في البحار والمحيطات، وهو منع سفن ثلاثي الشر من المرور في البحر العربي والمحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط حتى رفع الحصار على غزة، وتكبد ثلاثي الشر في هذا التغيير خسائر اقتصادية باهظة.
المسار الثالث: تغيير جذري في معادلة الردع وهو استهداف السفن والبوارج وحاملات الطائرات والمواقع الحيوية بالصواريخ الباليستية المجنحة وفرط صوتي والطائرات المسيرة، وأثمر هذا التغييرَ في كسر الهيمنة لدول قوى الاستكبار العالمي.
المسار الرابع: التغيير الجذري في مكافحة الفساد ومعالجة التضخم والفهم الصحيح للمسؤولية وتكامل الأدوار وإصلاح الأجهزة الإدارية والقضائية في التشكيل الحكومي في حكومة البناء والتغيير، كعنوان للحكومة في مناهضة دول قوى الاستكبار العالمي في تحقيق هدفها ومهامها الرئيسي، وهو تحقيق الأمن القومي العربي، وانتعاش الاقتصاد الكلي، والتجارة البينية، والاستثمار العربي البيني، والاكتفاء الذاتي، والاستخدام الأمثل للموارد والثروات، وتحريرها من سياسات وقيود دول قوى الاستكبار العالمي على النحو الآتي:
– تطبيق نظرية اقتصادية إسلامية وفقَ الهدي الإلهي، مضاعفات إنتاج الثروات، وتحرير ثروات الأُمَّــة من الأنظمة الغربية التي تهدف إلى نهبها من خلال اصطناع الحروب والأزمات ونشر الفساد.
– رسم السياسات المالية والاستثمارية في مناهضة سياسات التجارة العالمية التي تصب في مصلحة دول قوى الاستكبار العالمي.
– العمل المشترك والفعال مع كُـلّ أحرار العالم في مناهضة المشروع الاستعماري لدول قوى الاستكبار العالمي في جميع المجالات.
وثقتنا بالله والقيادة أنه كما نجح المشروع القرآني في التغيير الثقافي والعسكري، وأصبحت اليمنُ قوةً إقليمية، والرقم الأول في الشرق الأوسط، وتجاوزت الحروبَ الاقتصادية والناعمة، وعليه تم انتشارُ المشروع القرآني في أصقاع العالم الإسلامي، سينجح المشروع القرآني في حكومة البناء والتغيير، وتحرير المقدسات، ونصر محرومين العالم لينتشر في أصقاع الكرة الأرضية.