ذاكرة العدوان 19 أغسطُس خلال 9 أعوام.. 43 شهيداً وجريحاً في قصف للعدوان السعوديّ الأمريكي على عدة محافظات يمنية
المسيرة – منصور البكالي:
واصل العدوانُ السعوديُّ الأمريكي، ومرتزِقتُه، في مثل هذا اليوم 19 أغسطُس خلال 9 أعوام، ارتكابَ الجرائمِ بحق أبناء الشعب اليمني.
أسفرت غاراتُ العدوان وأسلحتُه المحرَّمة عن 8 شهداء و35 جريحاً، وتدميرِ عشرات المنازل والمحال الجارية، والسيارات والمزارع، والممتلكات الخَاصَّة والعامة، وتوريع الأهالي وزيادة معاناتهم، وحصارهم وتجويعهم وحرمانهم، وتشريدهم ونزوحهم أمام صمت أممي ودولي مطبق.
وفيما يلي أبرزُ الجرائم في مثل هذا اليوم
19 أغسطُس 2015.. 6 شهداءَ وجرحى في غارات عُنقودية على صعدة:
في مثل هذا اليوم 19 أغسطُس آب، من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، بغاراته العنقودية وقصفه الصاروخي والمدفعي، منازل ومزارع المواطنين لمنطقة آل الزماح بمديرية باقم الحدودية بمحافظة صعدة.
أسفرت عن شهيد و5 جرحى، وحالة من الخوف، والحزن، وتدمير عدد من المنازل والمزارع وشبكات الري الحديث، وممتلكات المواطنين، وموجة من النزوح والتشرد، والحرمان، وزيادة معاناتهم.
19 أغسطُس 2015.. جريحان في استهداف غارات العدوان منزل الشيخ حميد فنبور بصنعاء:
في مثل هذا اليوم 19 أغسطُس آب، من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، منزل الشيخ حميد فنبور في مديرية أرحب محافظة صنعاء، بعدد من الغارات، أسفرت عن جريحين، وتدمير المنزل بشكل كلي وبئر المياه، وتضرر عدد من منازل وممتلكات ومزارع المواطنين المجاورة، وحالة من الخوف في نفوس الأطفال والنساء، وموجة من التشرد والنزوح، ومضاعفة المعانة.
يقول مالك المنزل الشيخ حميد فنبو: “هذه الغارة الثالثة على منازلي ولم يخيفوني أَو يغيّروا موقفي منهم، والقضية مبدأ وثقافة ودين، وليس بيننا وبين الأشقاء في المملكة، أي شيء قبل عدوانهم علينا، بل بنينا لهم دولتَهم ومنازلهم بالدماء والسواعد اليمنية الشابة، من الخمسينات إلى اليوم، والمملكة تبنى على أكتاف اليمنيِّينَ، وها هم اليوم يجازونا بالغارات وهدم المنازل على رؤوس الأطفال والنساء، فهل آن لهم أن يعوا ويراجعوا مواقفهم الخاطئة؟!”.
تدمير مساكن اليمنيين جزء من أهداف العدوان اليومية، في أكثر من محافظة، ونوع من أنواع الاستهداف للأعيان المدنية التي يوجد بها الأطفال والنساء، وهدف دسم لتحقيق الإبادة الجماعية والمجازر الوحشية، وهذه الجريمة، واحدة من آلاف جرائم الحرب بحق الشعب اليمني، المُستمرّة منذ 9 أعوام.
19 أغسطُس 2016.. 20 شهيداً وجريحاً في استهداف العدوان سوق الدحل بالجوف:
في مثل هذا اليوم 19 أغسطُس آب، من العام 2016م، استهدفت غارات طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، سوق الدحل في مديرية خب والشعف بمحافظة الجوف.
أسفرت عن 3 شهداء و17 جريحاً بينهم أطفال، وحالة من الخوف والحزن لدى الأهالي في المناطق المجاورة، وتدمير ممتلكات ومحلات وسيارات المواطنين، وخسائر وأضْرَار مالية ونفسية كبيرة، ومضاعفة المعاناة، وتقييد الحركة والتنقل وشحة الأغذية والأدوية، وتشديد الحصار على الأطفال والنساء في القرى والمناطق المستفيدة.
19 أغسطُس 2016.. 3 شهداء وعدد من الجرحى في استهداف العدوان للمسافرين و3 منازل بصعدة:
في مثل هذا اليوم 19 أغسطُس آب، من العام 2016م، استهدفت غارات طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، سيارات المواطنين المحملة بالفاكهة في الخط العام، بمديرية باقم الحدودية، و3 منازل في منطقة رحبان بالمدينة، ومحطة وقود بمنطقة آل عقاب بمديرية سحار، محافظة صعدة.
ففي مديرية باقم أسفرت غارات العدوان عن استشهاد أكثر من 3 وعدد من الجرحى، وخسائر مالية بالملايين، في الممتلكات، وحالة من الخوف في نفوس الأطفال والنساء، والمارة، ومضاعفة معاناتهم.
هنا سيارة على متنها رمان مقلوبة على الطريق العام، هي واحدة من عشرات السيارات التي استهدفتها غارات العدوان وقتلت وجرحت من كانوا عليها، وأتلفت محاصيلهم، في مشهد إجرامي، وحرب تستهدف الإنسان والزراعة والاقتصاد اليمني، في آن واحد.
من بين السيارات المستهدف شاص محترقة ومدمَّرة بالكامل لم يتم العثور على جثة سائقها، ولا يزال في عداد المفقودين لساعات، ليظهر لاحقاً قِطَعًا وأوصالًا وأشلاء محترقة، ومفرقة على فوق أغصان الشجر وبين التربة وعلى التباب وفي المزارع المجاورة.
يقول أحد الأهالي: “تحليق طيران العدوان هذا اليوم فوق مديرية باقم كثيف ومتواصل منذ الفجر حتى بعد الظهر، وهناك عشرات السيارات التي تم استهدافها على الطريق العام في مناطقَ متفرقة، ولقينا صعوبة في إسعاف الجرحى؛ بسَببِ الغارات المتواصلة والاستهداف المباشر لأية سيارة متحَرّكة في المنطقة”.
وفي مدينة صعدة، أسفرت غارات العدوان، عن تدمير 3 منازل للمواطنين، وتضرر المنازل المجاورة، ومسجد، وحالة من التشرد والنزوح، ومضاعفة المعاناة.
يغادر طيران العدوان سماء المدينة ويعود الأهالي لتفقد منازلهم والجامع المجاور لها، ويبدأوا بتجميع مصاحف القرآن الكريم الممزقة والمندثر فوق وتحت الدمار، وكلهم غضب على استهداف العدوان كتاب الله، فيقول أحدهم والمصاحف وأوراقها فوق ذارعه والبندقية والجعبة على جنبَيه: “هذا المصحف يا سلمان أعز وأغلى وأهم وأكرم لدينا من حياتنا ومنزلنا وما نملك، ولم يعد يهمنا دمارك وجرائمك بحقنا فنحن في سبيل الله، بعناه حالنا ومالنا وكل شيء، ولكن استهدافك للقرآن الكريم، يزيدنا يقيناً أنك إلى زوال وأن زوالك بأيادينا إن شاء الله”.
أما في مديرية سحار، أسفرت غارات العدوان عن تدمير محطة الوقود، وأضْرَار في المحلات التجارية المجاورة وسيارات المواطنين، وزيادة معاناة المواطنين جراء الحصار المفروض على المشتقات النفطية ومخازن المواد الغذائية.
أحد الأهالي من فوق دمار المحطة: “الساعة الـ 2 آخر الليل ضرب العدوان بغارات على المحطة، وهذا عمل جبان يستهدف ممتلكات المواطنين، والأعيان المدنية، هذه أغذية، والمشتقات النفطة، التي باتت هدفًا يوميًّا لغاراته، لكن إذَا فيه شجاعة يتقدم في الجبهات وهنا سيجد الشعب اليمني، ويعرف مستواه ومستوى جيشه وقوته الحقيقية”.
19 أغسطُس 2016.. 5 جرحى في استهداف طيران العدوان منزل مواطن بحجّـة:
في مثل هذا اليوم 19 أغسطُس آب، من العام 2016م، استهدفت غاراتُ طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، منزل أحد المواطنين بمنطقة خدلان مديرية مستبا، محافظة حجّـة، أسفرت عن 5 جرحى “الأبوين و3 أبنائهم” في جريمة وحشية، يندى لها جبين الإنسانية.
الأب من فوق سرير المشفى مضرجًا بالدماء والغبار والأتربة، يقول وبجواره كُـلّ أفراد عائلته الجرحى على الأسرة الأُخرى: “طيران العدوان استهدف منزلنا ونحن على وجبة الغداء الساعة واحدة ظهراً، في أمان الله، وما دريت غير بالغارة على المنزل والدمار على أجسادنا، والحمد لله تم إخراجنا من بين الدمار، وكنا في غرفة واحدة جوار الغرفة التي وقعت عليها الغارة بشكل مباشر، فماذا لو كانت الغارة على رؤوسنا مباشرةً! هذه حياة جديدة أنعم بها علينا الله، وسنكون لهذا العدوان، حَيثُ يكره”.
أطفاله الثلاثة وزوجته بجراح غائرة ودماء نازفة وقلوب مرتعبة على الأسرّة لتلقي الرعاية الطبية والجراحية، لا يزالون مصدومين من هول الجريمة، وكيف تحولت وجبة الغداء إلى كابوس لم يُصدق.
هنا الطفلة منيرة عبده أحمد، وأختها فاطمة، وأخوها الرضيع الذي لم يتجاوز عمرة 8 أشهر، كانوا قبل ساعات يلعبون ويمرحون وما أن حان وقت الغداء حتى اجتمعوا في حلقة دائرية على السفرة، لتناول الطعام، فغاظوا بذلك العدوان، الذي حلّق بطائراته فوق سمائهم واستهدفهم بغارة منعت وصول أياديهم النحيلة إلى أفواههم، ومنع حلوقهم من ابتلاع، كسرةَ خبز، وحاولت إبادتهم وتقطيع أجسادهم، لولا رعاية الله ولطفه.
بدوره بقول جد الأطفال الجرحى، الذي يبتعد منزله عنهم عشرات الأمتار: “جرح ابني وزوجته وأحفادي، وقتل علينا العدوان 2 أبقار وعشرات المواشي، ودمّـر المنزل وتضررَت 3 منازل مجاورة، وهذا جرم وتوحش، لا يمت للإسلام بصلة، نحن مواطنون مدنيون فقراء لا علاقة لنا بالحرب، حسبنا الله ونعم الوكيل”.
تذرف دموع الجد وتستمر معاناة أسرته وذويه ومعها آلاف الأسر اليمني، باستمرار العدوان والحصار على الشعب اليمني، وارتكاب غاراته للمجازر الوحشية وجرائم الإبادة الجماعية، المتواصل على مدى 9 أعوام، أمام المجتمع الدولي والأمم المتحدة وكل الجهات المنظومات والهيئات المعنية بالجوانب الإنسانية والحقوقية والقانونية، والجنائية.
19 أغسطُس 2017.. 5 شهداء وجرحى في استهداف العدوان لمزرعة نحل بحجّـة:
وفي سياق متصل بمحافظة حجّـة، في مثل هذا اليوم 19 أغسطُس آب، من العام 2017م، استهدفت غارات طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، مزرعة لتربية النحل بمديرية حيران، أسفرت عن شهيد و4 جرحى، ونفوق عشرات من خلايا النحل، وخسائر مالية في المزرعة ومحتوياها.
يقول أحد الناجين من عمال المزرعة: “الغارات كسرت النوب، وأفقدتنا الأمان، وبات الطيران يلاحقنا أينما وصلنا وحيث ما انتقلنا، ما ذنبُ النحالين، استشهد أخي وجرح 4 آخرون، ودمّـر علينا 500 خلية نحل، والسيارة، سلمان مجرم وطاغية، وإن شاء الله ندخل له إلى الرياض، ونذيقه العناء ونعرّفه من هو الشعب اليمني”.
ويتابع النحال من فوق مكان الغارة التي أحدثت حفرةً غائرة في الأرض: “شاهدوا يا عالم هذه أعواد ومساكن للنحل، هذه أخشاب، وليست صواريخ، قطعوا أرزاقَ أسرنا، ويتموا أطفالنا، ولكن هذه كله يحرّضنا على أهميّة الجهاد في سبيل الله”.
19 أغسطُس 2019.. جريحان في استهداف قذائف مرتزِقة العدوان لرعاة الأغنام بالحديدة:
في مثل هذا اليوم 19 أغسطُس آب، من العام 2016م، استهدفت قذائفُ مرتزِقة العدوان السعوديّ الإماراتي الأمريكي، رعاة الأغنام في حي الربصة بمديرية الحوك، أسفرت عن جرح طفلين، وحالة من الخوفِ في نفوس الأهالي، ومضاعفة معاناتهم.
نُقل الطفلان إلى أحد المستشفيات وجراحهما غائرة ودماؤهما نازفة، وقلوب أهاليهم وذويهم مرعوبة بين الأمل والخوف، وهنا يقول أحد الأهالي أمين مقبل: “كنا مارِّين في المنطقة نرعي الأغنام، ووقعت علينا قذيفة من جهة مرتزِقة العدوان، وتوزعت الشظايا، فجُرح 2 من الأطفال الذين يرعون الغنم، أيمن علي حسين، وأنس إسماعيل علي عوض، وكانت دماؤهم تنزف، والحمد لله سلمنا وكنا بجنبهم، وهذا عمل إجرامي أطفال وغنم، هل هذه أخلاق الحرب؟!”.
الطفل أنس الجريح من فوق السرير يقولُ: “مرتزِقة العدوان استهدفونا ونحن بعد أحوالنا وبعيدون كُـلّ البعد عن مناطقهم، ولكن نؤكّـد لهم أن دماءنا لن تسيرَ هدراً، وإن شاء الله نأخذ بحقنا منهم اليوم أَو بعد اليوم”.