حكومةُ تغييرٍ وبناءٍ.. وانضباطٍ إعلامي
محمد صالح حاتم
أثناءَ لقائه بحكومة التغيير والبناء، تحدَّثَ السيد القائد -يحفظُه الله- بعدة تعليمات وتوصيات للحكومة، وكان من ضمن تلك التوصيات الانضباطُ الإعلامي.
السيدُ القائدُ عندما قدَّمَ هذه التوصيةَ، يعرفُ أهميّةَ الإعلام ودورَه في البناء والهدم؛ ونظرًا لما للإعلام من أهميّة، سواء في مواجهة العدوّ إعلاميًّا والتصدي للحرب الإعلامية، والشائعات والفبركات التي دأب العدوُّ على نشرها.
ومن ضمن ما شدَّدَ عليه السيدُ القائدُ هو الانضباطُ الإعلامي للوزراء والمسؤولين، والهدفُ من ذلك هو الضبط، من خلال الظهور الإعلامي، والتصريحات والبيانات، وكذا من خلال الخطابات والكلمات؛ لأَنَّ كُـلّ كلمة تخرج من فمِ الوزير أَو المسؤول الفلاني لا تعبِّرُ عنه شخصيًّا بقدر ما تُعَبِّرُ عن الحكومة بشكل عام، خَاصَّة في ظل وجود فَضاء إعلامي واسع ينتظرُ الزَّلةَ أَو الفلتة من هذا الشخص أَو ذلك. وهنا يتوجَّبُ توخِّي الحذر، والابتعاد عن الشطحات والتصريحات، سواء في وسائل الإعلام الرسمي، أَو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
العدوّ يتربَّصُ ويراقبُ كُـلَّ كبيرة وصغيرة وينتظرُ تصيُّدَ الأخطاء؛ فعلى الإخوة الوزراء والمسؤولين بشكل عام أن يكون كلامُهم متوازنًا، وعدم الإدلاء بالتصريحات غير المسؤولة، وكذا عدم التدخُّل والكلام في مواضيع ليست من اختصاصه، وكذلك الوعود الإعلامية الكبيرة التي تعوَّد الوزراءُ على إطلاقها عند توليهم الحقائب الوزارية.
المرحلةُ مرحلةُ عمل بصمت، وجدية ومثابرة، مرحلة تغيير وبناء، وليست مرحلة مشاريعَ إعلامية، كما تعوَّدنا عليها سابقًا.
فالجبهةُ الإعلامية تعد من أهمِّ الجبهات والتي لها دورٌ كبيرٌ في خلق الوعي، وكشف الحقائق، وهذا ما أكّـد عليه السيد القائد ووجَّه وزارةُ الإعلام بتشكيلِ جبهةٍ إعلامية موحَّدة تَضُمُّ جميعَ الناشطين والعاملين بحكمةٍ، والدفع بهم نحو الاتّجاه البناء والصحيح.
الحكومة أمام مهامٍّ كثيرة، ومعقَّدة، في ظل وضع اقتصادي صعب، وحرب معلَنة ومفتوحة من العدوّ الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي، ناهيك عن حالة اللاحرب واللاسلم من تحالف العدوان السعوديّ والإماراتي ومرتزِقتهم.
المرحلة القادمة تتطلَّبُ تضافُرَ كُـلِّ الجهود الشعبيّة والرسمية، وتوحيد الصف أكثرَ من ذي قبل؛ لأَنَّها المرحلة الأكثر تعقيدًا وأهميّة، وتحتاج مصداقيةً وإخلاصًا مستندًا للهُــوِيَّة الإيمانية، ممن كُلِّفوا بهذه المهمة، حتى يتمَّ إرساءُ مداميكَ قوية لتغيير السلبيات وَبناء مؤسَّسات منتجِة وفاعلة.
مما يُحسَبُ لهذه الحكومة أنها حكومة يمنية خالصة لم تتدخَّلْ فيها السفاراتُ والمخابراتُ الخارجية، ولم يتم التعيين وفقًا للمحسوبية، والقرابة والحزبية، بل جاءت التعيينات وفقًا لمبدأِ الكفاءة والوطنية والإخلاص والنزاهة، والقدرة على تحمل المسؤولية والأمانة، وراعت توزيعَ الحقائب على المكونات السياسية والتنوع الجغرافي.
الاقتصادُ مِلفٌّ شائكٌ، ويعد المقياسَ لدى عامة أبناء الشعب لمدى نجاح الحكومة أَو فشلها في مهامها، ولكن هذا المِلف -بإذن الله- يتم التغلبُ عليه من خلال الاهتمام بتنمية الموارد المحلية واستثمارها الاستثمار الأمثل.