ما هي إنجازاتُ أنصار الله؟ سؤالٌ يطرحُه رُوَّادُ فنادق الرياض
محمد الموشكي
إن من الأسئلة التي دأبنا على سماعها هي: ماذا قدّم أنصار الله (الحوثيون) للشعب اليمني منذ 10 سنوات؟ في بادئ الأمر، إذَا بحثنا عمن يطرح ويكرّر هذا السؤال، لوجدنا أنه من عديمي الكرامة بالمستوى الأول؛ لأَنَّه لو كان يمتلك الكرامة، لما طرح هذا السؤال. ولذلك، مهما شرحنا أَو سردنا له أَو لغيره إنجازات أنصار الله، فلن يستوعبها أَو يقدرها أبداً؛ لأَنَّ منزوع الكرامة لا يمكن أن يقدر ما تعنيه الكرامة وما ينطوي تحت هذا الاسم، وهذا الوسام وهذا المكسب الكبير جِـدًّا.
ولن يقدر ويستوعب ما تعنيه الحرية، وماذا يعني الاستقلال، وهما من أهم الثمار التي جناها الشعب اليمني من ثورة 21 سبتمبر بقيادة أنصار الله؛ لأَنَّ هؤلاء يعتبرون التحرّر من هيمنة أمريكا والقوى الاستكبار العالمي ليس حرية، واستقلال بلد وخروجه من العباية والهيمنة الأمريكية ليس باستقلال.
ولأنهم كذلك لا يستوعبون ولا يقدرون أهم وأعظم المكاسب والإنجازات التي يتطلع لتحقيقها كُـلّ الشعوب الحرة في العالم، وجب أن نسألهم نحن بشأن الإنجازات التي حقّقها هؤلاء المرتزِقة بكل تشكيلاتهم للشعب اليمني منذ 10 أعوام.
أيها المرتزِقة: هل حقّقتم السيادة والحرية والاستقلال وامتلاك القرار في مناطق سيطرتكم القابعة تحت الاحتلال الإماراتي السعوديّ الأمريكي البريطاني؟ بل هل حقّقتموها ووفّرتموها حتى لأنفسكم، وأنتم تندسون وتُحتجَزون وتهانون في فنادق الارتزاق؟
الأمر الثاني في الجانب العسكري، ما هي الإنجازات التي حقّقتموها؟ هل حقّقتم انتصارات عسكرية استراتيجية وبنيتم جيشاً قويًّا يستطيع أن يجابه أكبر دول العالم؟ وهل حقّقتم نجاحات مذهلة في مجال التصنيع الحربي كما حقّقها أنصار الله، أصحاب الجيش الذي هزم تحالف أقوى دول الاستكبار العالمي وأصحاب الصواريخ فرط الصوتية والمسيرات الخارقة لكل أنظمة الدفاع الجوية الحديثة والمتطورة؟
الأمر الثالث، في الجانب السياسي، يا ترى ما هي إنجازاتكم في المجال السياسي؟ هل أصبحتم قوة سياسية ذات ثقل عالمي ومحلي كما أنصار الله، أم إن قراركم السياسي مرهون بيد سكرتير السفير محمد بن جابر؟
الأمر الرابع، في المجال الاقتصادي، ما هي إنجازاتكم في هذا المجال؟ هل حقّقتم استقراراً في سعر الصرف مقابل العملة الصعبة واستقرار أسعار المواد الغذائية في مناطقكم بشكل أفضل من مناطق أنصار الله أَو حتى موازية لهذه المناطق، أم أن العكس هو الصحيح؟
وفي الجانب الأمني، ما هي إنجازاتكم؟ هل حقّقتم الأمن والاستقرار للمواطنين، بل حتى لحكومتكم التي لم تستطع أن تتواجد في عاصمتها السياسية عدن؟ وكذلك، كم خليّة استخباراتية استراتيجية كبيرة تابعة للمخابرات الأمريكية والإسرائيلية تم القبض عليها من قبلكم كما حقّقه أنصار الله في مناطق سيطرتهم؟ أم أن نجاحاتكم في هذا المجال، كما في كُـلّ المجالات، عكسية تماماً؟ فلا أمن تم توفيره ولا خلايا، وَلا عصابات نشل وقتل وسلب أوقفت.
وبشأن الحاضنة الشعبيّة، ما هي إنجازاتكم في هذا الجانب؟ هل تملكون ما يملكه أنصار الله من حاضنة شعبيّة مليونية كبيرة تستنفر وتخرج بالملايين بدعوة وخطاب واحد من قبل قائدهم؟
وبشأن المواقف المشرفة، هل تملكون أنتم وأسيادكم موقفاً مشرفاً يضاهي موقف أنصار الله الحق والقوي والبارز مع القضية المركزية للأُمَّـة، والذي يشيد به كُـلّ أحرار العالم ويرتعب منه كُـلّ طغاة العالم؟
نعم، عليكم أن تجيبوا عن هذه الأسئلة قبل أن تسألوا الآخرين الناجحين، رغم أنهم قابعون تحت حصار وعدوان عالمي غاشم. الآخرون الذين لا يملكون كما تملكون أنتم من كُـلّ الموارد ومن كُـلّ مقومات الدولة من الاعتراف والشرعية الدولية والدعم الدولي ومن إيرادات النفط والغاز الذي بين أيديكم، ومن إيرادات المطارات والموانئ غير المغلقة وغير المحاصرة.