ناقوس الخطر: تراجُعُ الهُــوِيَّة في أسماء المواليد
د. نجيب علي مناع
تشهدُ أسماءُ المواليد في المجتمعات العربية، وخَاصَّةً البنات، تحوُّلًا ملحوظًا يدقُّ ناقوسَ الخطر حول تراجع الهُــوِيَّة العربية والإسلامية؛ فبدلاً عن الأسماء العربية الغنية بالمعاني والجمال، نجد انتشارًا واسعًا لأسماء غربية: مسيحية، يهودية، وتركية، تُغني ثقافتنا العربية عن غرابةٍ وجمالٍ فريد.
تُثير هذه الظاهرة سؤالاً ملحاً: لماذا تفضّل بعض الأسر أسماءً غير عربية، يصعب نطقها، وتُغيِّبُ الروح العربية؟ هل هو تقليد أعمى للثقافة الغربية، أم هناك ضغوطٌ اجتماعية ورغبة في الاندماج في مجتمعات عالمية تجعل بعض الأسر تتخلى عن هُــوِيَّتها؟
إن اختيار أسماء غربية لأطفالنا، يُعدّ مؤشرًا مقلقًا على تراجع هُــوِيَّتنا العربية والإسلامية؛ فاسم الإنسان ليس مُجَـرّد رمز، بل هو جزء لا يتجزأ من هُــوِيَّته وثقافته؛ فبينما تُغني أسماءنا العربية عن جمالٍ فريد وعمقٍ تاريخيّ وموروث ثقافي أصيل، نجد بعض الأسر تُفضّل أسماءً غير عربية، وُضعت لأشخاص آخرين، وتحمل معانيَ وثقافات مختلفة، يصعب على أطفالنا فهمُها أَو حتى نطقُها، وقد يكون معناها أَو اشتقاقها غيرَ لائق وغير ملائم.
تُثير هذه الظاهرة تساؤلاً آخر: هل يقلدنا الغربيون أَو الأتراك بتسمية أطفالهم بأسماء عربية أَو إسلامية؟ الإجَابَة هي “لا”. ففي الغرب، لا يوجد اتّجاهٌ لِتَبنّي أسماء عربية أَو إسلامية، بل على العكس، يحافظون على أسمائهم التي تُجسد ثقافتهم وتاريخهم.
ومن هنا يجب علينا جميعاً أن نُدرك أهميّة اختيار أسماء عربية لأطفالنا؛ لتُجسّد هُــوِيَّتنا وَتُغني ثقافتنا، وَتُحافظ على مَوروثنا الأصيل؛ فاختيار اسم للطفل هو خطوة مهمة، يُفترض أن تعكس هُــوِيَّته وثقافته وتاريخه.
ندعو الجهات المختصة إلى توعية المجتمع بأهميّة اختيار الأسماء العربية، وإبراز قيمتها ومعانيها، وتوضيح مخاطر تَبنّي أسماء غريبة عن ثقافتنا، أَو سَنّ قانون يجرّم ويمنع هذه الأسماء الداخلية؛ فالتجاهل سيُؤدي إلى فقدان هُــوِيَّتنا بعد سنوات قليلة، ونصبح في مجتمعاتنا العربية مع أسماء غريبة عن ثقافتنا، لا تُجسّد هُــوِيَّتنا، بل تُفاقم الشعورَ بالفقدان والتيهان.
ختامًا، يُعدّ هذا التحوُّلُ دَقًّا لناقوس الخطر، ونحن مطالَبون كأمةٍ عربية إسلامية موحَّدة أن نعتزَّ بأسمائنا وهُــوِيَّتنا وثقافتنا؛ بالحفاظ عليها، من خلال اختيار أسماء تُجسِّدُ ثقافتَنا وتَعكسُ تراثَنا الغني.