أحرارُ العالم ينبهرون بخروج اليمنيين وسطَ الأمطار لمناصرة غزة
المسيرة: أصيل حيدان:
في مشهدٍ يُلهم القلوب ويوقظ الضمائر، ويبعث على الفخر، خرج اليمانيون أحفاد الأنصار، الجمعة، في مسيرةٍ كبرى بميدان السبعين بالعاصمة صنعاء؛ لنصرة إخوانهم في فلسطين.
الخروج المليوني في ميدان السبعين كان استثنائيًّا هذه المرة، فعلى الرغم من غزارة الأمطار، وتدفق السيول في الشوارع، إلا أن اليمنيين أصرُّوا على الاستمرار والتدفق إلى ساحة ميدان السبعين، مؤكّـدين أنهم لن يتوقفوا عن نصرة غزة مهما كانت الظروف والأحداث.
رسائل الحاضرين كانت قوية كقوة عزيمة المشاركين وصلابتهم في الثبات بالساحة حتى انتهاء الفعالية، رجالاً وشيوخاً، وأطفالاً، ثبتوا في ساحة السبعين، مردّدين هتافات الإسناد لغزة، في مشهد لفت انتباه أحرار العالم، فكانت الصورة مدهشة للجميع؛ ولهذا كتب الكثيرون عن اليمن، وامتدحوا اليمنيين، ولسان حالهم يقول: “الشعب اليمني لا نظير له في العالم”.
وفي السياق يقول الناشط الثقافي محمد عشيش: “عندما نزل الغيث علمنا أن الله معنا، وحقّق لنا بهذه الأمطار أربعة أشياء: طهّرنا – وأذهب عنا رجس الشيطان – وثبّت أقدامنا – ونصرنا على أعدائنا”، مؤكّـداً أن الأمطار لا تزيدهم إلا ثباتاً واستبشاراً بأن اليمنيين في طريق الله”.
من جهته أكّـد أحدُ المشاركين، أن خروجهم في الساحات لمناصرة غزة، رغم هطول الأمطار الغزيرة، يزيد من المعنويات، مُشيراً إلى أن حضور اليمنيين اليوم هو تجديد لثبات الموقف مع إخواننا في غزة”.
ويواصل: “وليعلَمْ رجالُ وأطفال ونساء غزة أننا حاضرون معهم، سواءٌ أكان ذلك تحتَ أشعة الشمس، أَو تحت الحر، أَو تحت زخات المطر، أَو في البرد، وسنكون معهم ولن نتخلى عنهم”.
مواطنٌ آخر يصرِّحُ لـ “المسيرة” والأمطار تتدفق: “سنبذُلُ أرواحَنا وأنفُسَنا بين المطر، في البحر، في الجو، يضرِبُ بنا سيدي أينما يشاء، مستعدون جاهزون فداءً لغزة”.
ولفتت المشاهد التي تم تناقلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لليمنيين وهم بين المطر في مسيرات المساندة لغزة انتباه أحرار العالم.
وقال الناشط البحريني يحيى الحديد، وهو كذلك رئيسُ معهد الخليج للديمقراطية وحقوق الإنسان: “طوفان بشري في العاصمة صنعاء وسط أمطار غزيرة؛ لم يتوانَ الشعب اليمني عن تلبية نداء النصرة لغزة وخرج بالملايين للشوارع والميادين، أظهر للعالم أنه لم ولن يتخلى عن فلسطين مهما كانت التضحيات”.
من جانبه قال مدير الإعلام الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة: “من هنا من غزة، قاهرة الطغاة نبرق بتحية عظيمة ملتهبة إلى هذا الطوفان البشري الأسبوعي للأشقاء أصحاب الأصالة، الشعب اليمني الجليل، الذي لم يتعب من الخروج لنصرة قطاع غزة؛ وتنديداً بالإبادة الجماعية والتطهير العِرقي الذي يتعرض له شعبنا الفلسطيني العظيم في قطاع غزة”.
صالح أبو عزة -باحث سياسي فلسطيني- قال في تغريدته أيضاً: “للناس أعذارُهم في الأمطار والسيول، إلا أن الشعب اليمني يرفُضُ الأخذ بالرُّخصة، على حساب الهمّة التي لا تعرف التراجع أَو الخنوع.. راية الواجب عندهم فوق الإمْكَان، بل فوق كُـلّ إمْكَان”.