ذاكرة العدوان: 24 أغسطُس خلال9 أعوام: شهداءُ وجرحى في قصف لطيران العدوان على منازل وممتلكات المواطنين في عدة محافظات يمنية

المسيرة- منصور البكالي:

في مثلِ هذا اليوم 24 أغسطُس آب، خلال الأعوام 2016م، 2018م، 2019م، واصل العدوانُ الأمريكي السعوديُّ استهدافَ مزارع ومنازل وممتلكات المواطنين في عدد من محافظات الجمهورية.

وأسفرت الغاراتُ عن 4 شهداء و4 جرحى، وتدميرٍ للمنازل والمزارع وتضرُّرٍ للممتلكاتِ الخَاصَّة والعامة، وترويعٍ للأهالي وزيادة معاناتهم، إضافةً إلى موجة من النزوح والتشرد المُستمرّة، على مدى 9 أعوام، أمام صمت وتواطؤ دولي مكشوف.

 وفيما يلي أبرزُ تفاصيل جرائم العدوان بحق الشعب اليمني في مثل هذا اليوم:

 

 24 أغسطُس 2016.. شهيدٌ وجريحٌ في استهداف طيران العدوان لجسر في محافظة إب:

في مثل هذا اليوم 24 أغسطُس آب من العام 2016م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، الجسر الرابط بين مديريتي السدة والنادرة في محافظة إب.

أسفرت غارات العدوان عن شهيد وجريح، وَتدمير جسر السدة، وتعطيل حركة النقل للبضائع والاحتياجات الضرورية وإسعاف المرضى والجرحى، وقطع الطريق في وجوه المسافرين لساعات طويلة ومضاعفة معاناتهم.

غارات العدوان حوَّلت الجسرَ إلى دمار وحديد متساقط في وسط سائلة عميقة، قطعت الأسمنت والخرسانات، فقطعت الطريق في وجه السيارات، والمارة الراجلين على حَــدّ سواء.

أحد الأهالي يقول: “هذا الاستهداف هو تدمير للخدمات العامة والبنية التحتية، والعدوان حين يهزم في ميدان المواجهة يعود لاستهداف المنشآت والأعيان المدنية، وهذه المكتسبات لن نتنازل علنها، كما لن نتنازل عن أية قطرة دم يمني، وبيننا وبينه ميدان الجهاد المقدس”.

الشهيد مزّقت الغاراتُ جسدَه، وأثخنت جراحَه ونزف كُـلّ دمه وفاضت روحُه إلى بارئها، فيما الجريح الذي كان بجواره، جروحُه غائرة، وحالته خطيرة نُقِلَ على إثرها إلى العناية المركزة في أحد المستشفيات لتلقي العلاج.

معاودة استهداف طيران العدوان للجسر الوحيد الرابط بين مديريتي السدة والنادرة، بغارتين دمّـرتا ما تبقى من الطريق التي سبق أن استهدفها بغارات سابقة، إمعانٌ في تدمير البنية التحتية للشعب اليمني، وجريمة حرب على الأعيان المدنية، وواحدة من آلاف جرائم العدوان بحق الإنسانية في اليمن، ومخالفة واضحة وصريحة للقوانين والمواثيق الدولية.

ويعد قطع الطريق وتدمير الجسور، أحد جرائم الحرابة التي أمعن العدوان في ممارستها طوال 9 سنوات، بحق الشعب اليمني.

 

24 أغسطُس 2018.. شهيدٌ وجريحٌ في قصف صاروخي سعوديّ على باقم:

في مثل هذا اليوم 24 أغسطُس آب من العام 2016م، استهدفت صاروخية جيش العدوان السعوديّ الأمريكي، منطقة القطينات بمديرية باقم الحدودية بمحافظة صعدة.

أسفرت الغارات عن استشهاد المواطن محمد علي الشغبي، وجرح ولده بجروح بليغة أثناء سقيهما المزرعةَ التابعة لهما، وحالةٍ من الخوف في نفوس الأطفال والأهالي في المناطق المجاورة، ومضاعفة معاناة المزارعين والصامدين في مختلف المناطق المحاذية للمناطق الاشتباك من العدوّ.

فيما المواطن الشغبي وابنه يسقيان مزرعتهما، كان قناصة العدوّ السعوديّ، وخلايا الرصد لحركة الحياة على أرض صعدة المحاذية لحدودها، والمتداخلة بمزارعها وقراها للأراضي السعوديّة، يشاهدون ذلك ويبحثون عن هدف مدني يصنعون منه انتصارًا صوريًّا، وحربًا نفسية في نفوس الأطفال والنساء؛ فكانَ الشغبي وابنُه الهدفَ على رأس القائمة.

مدفعية وصواريخ العدوّ، وجّهت بدقة عالية على المزرعة ومن بداخلها، وفي لحظة تطلق وتحول العمل والنشاط وفلاحة الأرض، وري الأشجار فيها إلى جريمة إبادة سقت الأرض بالدماء، ووزّعت الأشلاء على كُـلّ الأنحاء والأغصان.

يقول أحد الأهالي: “هذا عدوان خبيث، وهذه أفعاله القذرة، ونواياه الشيطانية، تتجسد صورتها في إحراقه المناطقَ الحدودية، وقتل سكانها، بقصف صاروخي سعوديّ، يتم قتلُ أسرة يمنية بالكامل، لا معيلَ لها بعد اليوم.. إنه القصف الهمجي العدواني على المدنيين الأبرياء، الذي خلّف وراءه مئاتِ وآلافَ القصص الإنسانية الحزينة، وجرائم إبادةٍ للحياة ومقوماتها على الأرض اليمنية، بشكل عام، وفي محافظة صعدة بشكل خاص”.

وعلى هذا المسار الإجرام واصل جيشُ العدوّ استهدافَ منازل ومزارع وممتلكات المواطنين في المديريات والقرى الحدودية بمحافظتَي صعدة وحجّـة منذ 26 مارس آذار 2016م، إلى يومنا هذا، رغم التهدئة ومزاعم خفض التصعيد، مخلفاً آلاف المجازر وجرائم الحرب والإبادة بحق النساء والأطفال، أمام المجتمع الدولي والأمم المتحدة المشاركين بصمتهم.

 

24 أغسطُس 2018و2019.. 4 شهداءَ وجرحى في استهداف العدوان ومرتزِقته ممتلكات ومنازلَ المواطنين بالحديدة:

في مثل هذا اليوم 24 أغسطُس آب من العام 2018م، و2019م، استهدف العدوانُ السعوديّ الإماراتي الأمريكي ومرتزِقته، الأحياءَ السكنية، وممتلكات المواطنين، في مديريات الدريهمي والحالي وزبيد.

ففي مديرية الدريهمي، استهدف طيرانُ العدوان لليوم الثالث على التوالي أُسرةَ آل دحفش وأحرَقَ ودمّـر ممتلكاتهم في منطقة الزعفران، حَيثُ أسفرت عن جرح أحد المواطنين، وإحراق وتدمير السيارة التي كان عليها، وحالة من الخوف والذعر في نفوس الأهالي، وإتلاف المزرعة ومحتوياتها ومشروع المياه وشبكة الري، وموجة من النزوح والحرمان والتشرد المتكرّرة بحق المزارعين.

غارات العدوان المتتالية استهدفت البئرَ الارتوازي ومولّد الكهرباء، والسيارة وحفرت الأرضَ وحطّمت المزرعة.

يقول أحد الأهالي: “طيران الـF16 استهدف آل دحفش بالكامل رجالًا ونساءً وأطفالً وممتلكات ومنازل ومزارع ومواشيَ في جريمة إبادة جماعية لم يسبق لها مثيلٌ، وخلال يومين متتاليين، قضى على كُـلّ ممتلكاتهم”.

أموال بيت دحفش كان منها مبالغُ مالية على متن السيارة المستهدَفة التي لم تسلم، وأحرقت الغارات منها الكثير ولا تزال باقية من آثارها ومنها بجوار الحديد المدمّـر والمحترق.

يقول أحد الأهالي: “ثلاثة ملايين وخمسمِئة ألف كانت على متن السيارة، وها هي أمام العالم تحترق بالغارات، داخل السيارة، لماذا كُـلّ هذا التعنت والإصرار والتوحش بحق آل دحفش، وهم مزارعون، لا حول لهم ولا قوة، مثلهم مثل أي مزارع في الحديدة، وهذه هي المزرعة الثالثة التي أحرقها ودمّـرها الطيران منذ يوم أمس، إلى اليوم؟”.

وفي مديرية زبيد قصف مرتزِقة العدوان منطقة السطور بقذائف المدفعية، حَيثُ أسفرت عن استشهاد أحد الأهالي، وعَمَّ الحزنُ ذويه وأهله، وجيرانه، وحالة من النزوح، ومضاعفة المعاناة وصعوبة التحَرّك والعمل في المناطق المحاذية لمنقاط الاشتباك.

مدفعية مرتزِقة العدوان مزَّقت شظاياها أحشاء الشهيد إبراهيم عبدالله خليل، ونالت من كُـلّ ملامحه المضرجة بالدماء، وفقأت عينَه”.

يقول أحد الأهالي: “قذيقة العدوان الهاون جاءت من جهة الغرب، ضربت إبراهيم في منطقة السطور، ومزَّقت جسده، أين هي الهُدنة التي يتحدثون عنها؟!، لماذا ما تنقل الكاميرات حقيقة الهُدنة المزعومة التي تقتل وتجرح وتدمّـر كُـلّ يوم؟!، عالم منافق وكذاب، يضلل المواطنين ويخادعهم ومرتزِقة العدوان مُستمرُّون في قتلنا وحصارنا وتشريدنا وتدمير منازلنا وممتلكاتنا”.

أما في مديرية الحالي، فقد استهدف مرتزِقةُ العدوان الأحياءَ السكنيةَ بالأعيرة النارية في حي الشهداء، وأسفرت عن جرح مواطنين.

يقول أحد الجرحى: “ما شعرت بنفسي إلا في الأرض والدماء تسيل من صدري، ولي أسرة أعمل مِن أجلِها”، ومواطن آخر من جوار الحافلة الذي دمّـرها مرتزِقة العدوان، وكسروا زجاجاتها بوابل من الرصاص يقول: “هذا مصدرُ رزقي أنا وأطفالي؛ فقد تم تعطيله من قبل العدوان، وحاولوا إحراقَه بنيرانهم الكثيفة، كنت نائماً، وما فزعت إلا والباص محطمٌ تماماً، وابني جريح، جاءت له شظية في بطنه وأُخرى في يده”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com