أأَحرقتَها لتُغَرِقَ أهلَها؟.. لا تسألونا عنها
يحيى صالح الحَمامي
انقَلبت الآية مع العرب من موقف البحرية اليمنية التي فرضت الحصار البحري على الكيان الصهيوني نصرةً للشعب الفلسطيني وما تقوم به القوات المسلحة اليمنية من استهداف سفن العدو نجد انقلاب الآيات الكريمة وما دار من حوار في سورة الكهف فالعرب لم يفهموا ما عليهم من المسؤولية نحو مقدسات الأُمَّــة المحتلّة العالقة بأعناقهم؛ فالصمت العربي مطبق حتى على دماء إخوانهم الفلسطينيين؛ مما أصبحت الكثير من القيادات العربية والإسلامية أدوات رخيصة تعمل وبكُلَّ صدق وإخلاص مع السياسة الأمريكية التي تصب في صالح اليهود.
لم تكتف القادة العرب من مواقفهم السياسية بل سخروا أموال الأمة لتنفيذ مشاريع الغرب في الشرق الأوسط.
يؤسفنا نحن كعرب ومُسَّلمين عندما نجد الخذلان لأبناء فلسطين والذي تشاهده ملوك العرب وقادة الإسلام ما يحدث من جرائم حرب إبادات جماعية بحق الشعب الفلسطيني في مدينة “غزّة” وكأن القضية الفلسطينية وتحرير المسجد الأقصى لا تعنيهم، هل ختم الله على أسماعهم وأبصارهم أمام تلك الجرائم الوحشية بحق الأطفال والنساء الضحايا من المواطنين الفلسطينيين العُزل؟ ما لكم كيف تحكمون يا ملوك وقادة الأُمَّــة الإسلامية؟
من خلال متابعة الإعلام وبعض مواقع أخبار الدول العربية الرسمية كأنهم يفسرون لنا بعض أحداث سورة الكهف وكأن الله من سخر أبناء اليمن إلى جانب قيادته الثورية والسياسية والعسكرية وأصبح اليمن يخاطب ملوك وشعوب العرب ويقول لهم: لا تصاحبونا ولا تقفوا معنا إلى جانب فلسطين ولا تستغربوا مما يحدث وما تقوم به الأبطال في القوات المسلحة اليمنية من تنكيل بالسفن التابعة للعدو الصهيوني وكُلّ من يتعامل مع “إسرائيل” ولا تسألونا حتى يحدث لكم قائد الثورة اليمنية المباركة منه أمرا.
لا تسألوا عن إحراق وإغراق سفن “إسرائيل” ومن يقف وراءها.
نقول للعرب: لقد أنساكم الغرب دينكم؛ فسلام ربي على قائد الشعب اليمني والذي نهض وبجانبه الشعب اليمني لمناصرة أبناء فلسطين من بعد حرب عبثية وحصار لمدة تسعة أعوام والحصار لا يزال قائما، نهَض اليمنيون من بين ركام المعاناة، لقد أثبتنا إيماننا من مناصرة “غَزّة” بالتوكل على الله وقد تحقّق على أيدي القوات المسلحة اليمنية النصر الذي عجزت قوى الاستكبار العالمي بقيادة أمريكا على إفشال أَو إيقاف عملياتنا العسكرية في البحر.
أَحَرقتها لتغرق أهلها.. هذا كان المنطق العربي تجاه عملياتنا العسكرية والتي رممت جدار الأُمَّــة الذي كاد ينقض، ونجد أخبار العرب في مواقعهم الرسمية هم من يثبطون ويخاطبون اليمن بالاستغراب والتعجب، نقول لهم: لا تسألونا عن شيء حتى يحدثكم السيد القائد عن هذه العمليات العسكرية التي هي واجبة عليكم وعلينا، وهذه مسؤوليتنا نحن العرب والمُسلمين تحرير المسجد الأقصى ليست قضية منحصرة ولا مسؤولية منفردة في شعب فلسطين ومن موقف اليمن الجهادي النابع من مصدر المعاناة والحصار يجب أن تأخذوا العظة والعبرة يا قيادة العرب.
لقد تحَرّك اليمن بما أوتي من قوة وبما أتيح لهم من فرصة وعمليات جيش اليمن العسكرية أثرت على “إسرائيل” بشكل كبير ومباشر.
تحَرّك أمريكا في البحر بإرسال الفرقاطات وحاملات الطائرات التابعة للبحرية الأمريكية ومن ورائها من الدول الغربية العظماء، التحَرّك كبير وبقوة الله لم يؤثر ولم يحقّق إيقاف عمليات البحرية اليمنية، ولم يستطع أن يشكل سياجًا ودرعًا لـ “إسرائيل” بمنع إطلاق الصواريخ وإغارة المسيرات والزوارق الانقضاضية التي تستخدمها القوات المسلحة اليمنية وبقوة الله أصبح سلاحُ اليمن يشكل خطرًا يلاحق كُـلّ هذه القطع البحرية وظلت كُـلّ هذه القوات البحرية الأمريكية مهدّدة بالاستهداف المباشر ومرمى لصواريخ ومسيرات القوات المسلحة اليمنية.
لقد عجزت أمريكا ومن وراءها وأُصيبت بالإحباط الذي فتك في جيش وضباط أمريكا، فنحن نرى الأمر تمكينًا إلهيًّا لليمن، لم يتحقّق بما نملك أَو نمتلك من قوة، ونقول للعرب: لا تصاحبونا بعد موقفنا قد بلغتم من فلسطين عذرا، هذا هو شعب اليمن بقيادة المؤمنة ثابت لم يركع إلا لله كما قال الله تعالى: (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ).