ذاكرة العدوان 26 أغسطُس خلال 9 أعوام.. 61 شهيداً وجريحاً في غاراتٍ لطيران العدوان السعوديّ الأمريكي على منازلَ ومحطاتِ وقود وكهرباء باليمن
المسيرة- منصور البكالي:
في مثلِ هذا اليومِ 26 أغسطُس آب، خلالَ الأعوامِ 2015م، و2016م، و2017م، و2019م، استهدف طيرانُ العدوان السعوديّ الأمريكي ومرتزِقته، منازلَ ومزارعَ وممتلكات المواطنين ومحطات الوقود والكهرباء، والطريق العام، في محافظات صعدة وصنعاء، وحجّـة والحديدة وعمران وذمار، بعشرات الغارات الجوية ومختلف الأعيرة النارية.
أسفرت الغارات عن 35 شهيداً و26 جريحاً بينهم أطفال ونساء، وتدمير عشرات المنازل، والمنشآت الخدمية والمزارع، وموجة من النزوح والتشرد والتهجير القسري، ومضاعفة معاناة الأهالي، في ظل غياب المنظمات الإنسانية والحقوقية الدولية، وتواطؤها المكشوف خلال 9 أعوام وجرائم الإبادة للإنسانية في اليمن.
وفي ما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان بحق الشعب اليمني في مثل هذا اليوم:
26 أغسطُس 2015.. 7 شهداءَ وجرحى في استهداف العدوان لمنازل المواطنين بصعدة:
في مثل هذا اليوم 26 أغسطُس آب، من العام 2015م، استهدفت غاراتُ طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، منازلَ المواطنين في منطقة بركان بمديرية رازح، محافظة صعدة.
أسفرت الغاراتُ عن شهيد و6 جرحى وتدمير كامل لـ 3 منازل، وأضرار في الممتلكات والمنازل والمزارع المجاورة، وحالة من التشرد والنزوح ومضاعفة المعاناة، في جريمة وحشية مكتملة الأركان ترتقي لجرائم الحرب، واستهداف الأعيان المدنية، ومخالفة لكل المواثيق والقوانين الدولية.
من تحت الدمار والخراب المهول تنتشل جثة الشهيد وأجساد الجرحى، وبعد انتهاء الغارات تشرد الأسر من منازلها ولم تجد لها مأوى آخر يقيها حرارة الشمس ومخاوف الليل، وبرودة الجو، وماء الأمطار، فهذه أسرة وأُخرى تنظر إلى مدخراتها وملابس أفرادها والأثاث بين الركام، وتأخذ منها ما أمكن ولا يزال صالحاً للاستخدام، في الجروف والكهوف وخيام النزوح.
يتساءل أحد المواطنين من فوق دمار منزله: “ما ذنبُ أطفالنا يا جيران السوء تقصفون منازلنا ليلاً ونهاراً، وتدمّـرون المساجد والمدارس، وتشرّدون الناس، هذه هي أفعال أمريكا و”إسرائيل”، ومعهم السعوديّة التي تنوب عنهم وتنفذ أوامرهم وتوجيهاتهم، ولكن ذلك يزيدُ فينا حُبّ الجهاد في السبيل الله والاستمرار في ذلك إلى أن ننتصرَ ونأخذَ بحق شعبنا اليمني”.
26 أغسطُس 2015.. 3 شهداءَ في استهداف العدوان لمنزل المواطن عبدالله خليفة بسنحان صنعاء:
وفي مثل هذا اليوم 26 أغسطُس آب 2015م، استهدفت غاراتُ طيران العدوان السعوديّ الأمريكي منزلَ المواطن عبد الله خليفة في قرية عمد بمديرية سنحان، محافظة صنعاء.
أسفرت الغارات عن 3 شهداء وتدمير المنزل، وتضرر المنازل والممتلكات المجاورة ومضاعفة معاناة الأهالي، في ظل غياب الجهود الإنسانية والحقوقية للمجتمع الدولي ومنظماته.
جثُثٌ ممزَّقةٌ ودماءُ مسفوكةٌ وحقوقٌ منتهكة، ومنزل مدمّـر وأُخرى متضررة، وأمن مفقود، وسكينة لا معنى لها سوى في الجروف والخنادق الأرضية التي لم يصلها طيران العدوان.
جثامينُ الشهداء تأخر انتشالها؛ بسَببِ التحليق المتواصل على المنطقة، وبعد المغادرة كانت الدماء النازفة كبيرة جِـدًّا؛ ما أفقدها القدرةَ على الاستمرار في الحياة، وفاضت الأرواحُ شاكيةً الطغاة والمجرمين إلى بارئها، فيما بقي أفراد الأسرة الناجون والجيران والمحبون والأقارب يعيشون الحزن والقهر وينتظرون دورهم على سكة قطار الإجرام السعوديّ وغاراته القاتلة.
تقول أُمُّ وجَدَّةُ الشهداء عبدالله ورضيعته دعاء من فوق دمار منزلها: “قتلونا دمّـرونا شردونا، أطفال ونساء وكبار وصغار، ماذا يريدون من شعبنا اليمني؟ ما عندنا لهم نحن مواطنون لا ذنب لنا! لكن أوصي عيالي وأحفادي وكلّ أحرار اليمن أن يجاهدوا في سبيل الله ويدافعوا عن أنفسهم وشعبهم، فهذا عدو جبان لا يعرف سوى قصف المدنيين”.
الطفلة الرضيعة مودة زاهد أقل من عام، كانت في بيت جارها عبدالله لحظة استهدافه، فلم تعد لوالديها بل قضت نحو السماء مع جارتها دعاء، وهما تشكيان ظلمَ العدوان إلى الملك الجبار.
26 أغسطُس 2016.. 32 شهيداً وجريحاً في غارات للعدوان على صعدة:
في مثل هذا اليوم 26 أغسطُس آب، من العام 2016م، استهدفت غاراتُ طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، عدداً من منازل المواطنين ومزرعة دجاج ومحطتَي كهرباء وغاز في عدد من مديريات صعدة.
أسفرت عن 25 شهيداً، و7 جرحى، وتدمير للممتلكات ومضاعفة للمعاناة، وموجة من النزوح والتشرد والحرمان.
ففي مديرية باقم الحدودية استهدفت غارات طيران العدوان، منازل المواطنين في منطقة آل الزماح، حَيثُ أسفرت عن 24 شهيداً وجريحين، وتدمير المنازل والممتلكات، وحالة من الخوف والحزن، والنزوح والتشرد نحو المجهول، ومضاعفة المعاناة.
هنا مجزرةٌ وحشيةٌ وجريمةُ إبادة جماعية بحق عدد من الأسر التي فقدت 24 شهيداً، أطفالًا ونساءً، وكبارًا وصغارًا، وهم في ديارهم نائمون، وجُرح اثنان، وكانوا قبل تحليق الطيران في أمن وأمان، كُلٌّ منهم له همومُه وأحلامه وحياته وتطلعاته وأحلامه، لكن غارات العدوّ قضت على كُـلّ ذلك، ومعهم وفيهم حنان القربى والأهل والأصدقاء.
يقول أحد الأهالي: “ما ذنب هؤلاء الأطفال والنساء والمسنين يُقتَلون بدم بارد؟ والعالم يشاهد دون أي تحَرّك لوقف العدوان على الشعب اليمني، هذه الدماء الأشلاء لعنة في جبين المجتمع الدولي والإنسانية جمعاء”.
ساقين وكما هي الحال في باقم كانت الغارات متزامنة في مديرية ساقين، هدفها الإجرام والإبادة وقتل النفس البشرية وإهلاك الحرث والنسل وهو ما حقّقته الغارات على منزل العفاد في وادي الحبال، فاستشهد على إثرها أحد أفراد الأسرة، وجرح 5 آخرين، وأفاق كُـلّ من في الوادي على جريمة وحشية دمّـرت المنزل على رؤوس ساكنيه.
الأسرة فقدت أحدَ أفراد أسرتها وجُرح البقية ودُمّـر مسكنها الوحيد، وكانت مهدّدةً بالإبادة لولا لطف الله ورعايته، وسرعة الأهالي في انتشال الجرحى من تحت الدمار، ومن بين الشظايا والنيران والدخان والغبار.
يقول أحد الجرحى وكله دماء: “استهدفونا ونحن نائمون، هذا جرم لا يمت للإسلام بصلة، وعلى كُـلّ الأحرار سرعة التحرك مع إخوانهم المجاهدين صوب الجبهات للدفاع عن أهلنا وشعبنا وأرضنا، ومن يتخاذل أمام هذا الإجرام وهذه الوحشية فليس إنساناً سويًّا، وقلبة مليء بالنفاق”.
أما في مديرية مجز، فقد استهدف العدوان بغارتين مزرعة دواجن في مدينة ضحيان، أسفرت عن تدمير المزرعة ونفوق ما بداخلها، وخسائر مالية بالملايين، وتضرر المزارع والممتلكات المجاورة، وحالة من الخوف في قلوب الأهالي، ومضاعفة معاناة مالك المزرعة وعمالها، وذويهم وأسرهم التي حُرمت من مصدر دخلها.
في مثل هذا اليوم 26 أغسطُس آب، من العام 2017م، استهدفت غاراتُ طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، محلات ومنازل المواطنين في منطقة بركان بمديرية رازح، محافظة صعدة، أسفرت عن أضرار بالغة، وحالات من النزوح والتشرد والحرمان، ومضاعفة المعاناة.
حلّق الطيران وبدأت الغارات في تدمير المنازل والمحال وتحويل المساكن إلى أكوام ودمار، وتشرد ونزوح للأهالي الذين يعودون لتجميع ما يمكنهم الاستفادة منه، كالملابس والأثاث والدقيق وعيونهم تجري دموعاً، وقلوبهم تخفق حمداً على السلامة، وأياديهم ترتجف من خشية معاناة الأيّام القادمة تحت الشمس والمطر والهواء وبين الكهوف والخيام.
كما هو حالُ أصحاب المحال التجارية يجمعون ما بقي دون إتلاف لبيعه مجدّدًا وتجميع البسيط من رؤوس أموالهم التي خسروها بغارات جبانة، وضعت معايش الشعب اليمني ومصادر دخله وممتلكاته على قائمة أهدافها.
26 أغسطُس 2016.. 8 شهداءَ وجرحى في غارات لطيران العدوان على منازل المواطنين بذمار:
في مثل هذا اليوم 26 أغسطُس آب، من العام 2016م، استهدفت غاراتُ طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، الطريق العام ومنازل المواطنين في منطقة زراجة بمديرية الحداء، محافظة ذمار.
أسفرت عن 5 شهداء و3 جرحى وخراب ودمار في الممتلكات والسيارات والمنازل، وترهيب المسافرين وسفك دمائهم، وموجة من الحزن والتشرد ومضاعفة المعاناة.
جثث الشهداء مرمية على الطريق العام مقطعة، أوصال وأشلاء وأُخرى مضرجة بالدماء، ومن جوارها يقول ابن عمهم الناجي الوحيد من هذه السيارة: “نحن قاصدين الله نعمل في بيع القات ونطلب الله على أرزاق أطفالنا، أين هي حقوق الإنسان، وحق الطريق، أين هو العالم من هذه الجرائم الوحشية بحق الشعب اليمني، من سيعول 8 أسر من بعد اليوم؟!”.
وتتواصل جرائم العدوان بحق المسافرين في الطريق العام وتدمير المنازل في محافظة ذمار وغيرها من المحافظات الحرة، دون أي تحَرّك أممي لوقف العدوان على الشعب اليمني خلال 9 أعوام.
26 أغسطُس 2019.. جريحتان برصاص مرتزِقة العدوان في الحديدة:
في مثل هذا اليوم 26 أغسطُس آب، من العام 2019م، استهدف مرتزِقة العدوان السعوديّ الإماراتي الأمريكي، قرية القنزعة بمديرية التحيتا، في محافظة الحديدة، بوابل من الأعيرة النارية التي أسفرت عن جرح امرأتين، وحالة من الخوف والتشرد والنزوح، ومضاعفة المعاناة، في ظل استمرار الخروقات المتواصلة من قبل الغزاة وأدواتهم لاتّفاق وقف إطلاق النار، تحت إشراف الأمم المتحدة ولجنتها المختصة.
طفلة وامرأة في المستشفى.. يخرج الأطباء من أجسادهن الأعيرة النارية، إحداهما في قدمها وأُخرى في يدها اليمين، ومعهما أهاليهما يملأ الخوف والرعب نظراتهم المحبطة، ووجوههم المفجوعة.
يقول أحدهم: “مرتزِقة العدوان يستهدفون منازلنا وأحياءنا السكنية ليلَ نهارَ، ولا نجد أي دليل على وقف إطلاق النار، الذي يتحدثون عنه، أين هي الأمم المتحدة، توقف جرائمهم بحقنا؟ لماذا السكوت عن هذه الجرائم، أَولسنا من بني الإنسان ولا يوجد لحياتنا ولأسرنا أية قيمة وكرامة في هذه الإنسانية؟”.
جريمةُ مرتزِقة العدوان في مديرية التحيتا واحدة من آلاف جرائم الحرب المتواصلة أمام اللجان الأممية الخَاصَّة بمراقبة وقف إطلاق النار، ووصمة عار في جبين المجتمع الدولي المتواطئ أمام كُـلّ الخروقات المُستمرّة إلى اليوم.