الكيانُ الصهيوني بين غضبَينِ
دينا الرميمة
“الموت والاعتقال والنزوح” عناوين لثلاثية القدر الخبيث الذي أنزله الصهاينة على غزة وسكانها منذ بدء الحرب عليها حرب قال عنها ناتنياهو إنها ستمضي في القضاء على كُـلّ قتلة حماس، حَــدّ وصفه لأبطال قادة الطوفان، مؤكّـداً أن هذه الحرب لن تنتهي إلا بتحقيق أهدافها وعليه أكّـد قادة حكومته أن استمرار الحرب يأتي في إطار الضغط العسكري على حماس!!
غير أنه ومع بلوغ الحرب شهرها الحادي عشر لم نرَ لهم من هدف تحقّق سوى قتل المدنيين والكثير من الأسرى الصهاينة الذين طالهم نفس القدر الذي حَـلّ بسكان غزة!!
ما يعني أن الضغط العسكري الذي يتحدثون عنه هو ممارسة الضغط على سكان غزة في سبيل زرع الفتنة بينهم وبين المقاومة وتوجيه نيران الغضب من السكان على المقاومة، وهو أمر فشلوا فيه فشلا ذريعا بعد تأكيد المدنيين على لذة الموت في سبيل غزة ومقاومتها التي إن كان الصهاينة قد تمكّنوا من بعض قادتها “هنية والعاروري” فلم يكن إلا خارج حدود غزة بطريقة الجبان الضعيف لم يجنوا منه إلا غضبًا وويلا وثبورا تساقط عليهم من قبل المقاومة وَدول المحور التي كانت السند لغزة والداعم الرئيسي لمقاومتها في عملياتها التي جعلت الكيان يتهاوى في أكثر من جبهة بدءًا من جبهة الشمال مع حزب الله وعملياته المساندة لغزة والتي أظهرت قدرة الحزب على خوض المعركة وامتلاكه صواريخ تتساقط على مستوطناتهم وقواعدهم العسكرية وجعلتها خاوية على عروشها!!
ولعل العملية الأخيرة “يوم الأربعين” التي نفذتها المقاومة الإسلامية بمئات الصواريخ؛ ردًّا على استهداف القائد فؤاد شكر قد بينت تنامي قوة حزب الله والتي بلا شك تمثل تهديدًا على الكيان الصهيوني، لا سِـيَّـما أن هذه العملية قد حقّقت أهدافها بدقة بضرب أحد عشر موقعًا عسكريًّا أهمها قاعدة غليلوت قرب تل أبيب مع تأكيد السيد حسن نصر الله أن العملية أُنجزت كما خُطط لها بمرحلتين الأولى بالصواريخ والثانية بالطائرات المسّيرة انطلقت من مرابضها وقواعدها التي ادعت “إسرائيل” استهدافها بعملية استباقية!! كما أكّـد نصر الله على أن العملية مطروحة للتقييم، وحسب الخسائر سيحدّد إن كان هناك رد آخر أم أنها كانت شافية للصدور المجروحة.
مثل هذه العملية التي باركتها حماس واعتبرتها صفعة بوجه الصهاينة أكّـدت على أنه إذَا قال فعل بإرادته القوية التي لم تثْنِها أمريكا وما جاءت به من أسلحة ردع.
ومنها إلى جبهة اليمن التي جعلت بعض موانئ الكيان تعلن إفلاسها وخلوها من أي نشاط تجاري بعمليات تستهدف كُـلّ السفن والشركات الداعمة لاقتصاد الكيان إلى جانب العمليات التي تصل إلى بعض مدنهم وعلى رأسها مركز كيانهم الذي وصلته مسيرة يافا اليمنية مع توعد برد انتقامي على قصف ميناء الحديدة!!
ومن اليمن إلى الغضب المنتظر من إيران التي تؤكّـد حقها في الرد على انتهاك سيادتها باغتيال هنية على أرضها.
مثل هذا الغضب من أعداء الكيان الصهيوني نما على إثره غضب الأصدقاء على رأسهم المستوطنين سواء أُولئك الذين لا تتوقف مظاهراتهم المطالبة بمفاوضات تعيد إليهم بقية أسراهم أحياء وليس في توابيت أَو المستوطنون المفارقون مستوطناتهم والقابعون داخل ملاجئ خوفًا من صواريخ المحور المقاوم.
وما بين غضب العدوّ والصديق وُضعت الحكومةُ الصهيونية، ما د يجعلها ترفع يدها عن غزة وتلجأ لحل سياسي يحفظ لها ما تبقى من ماء وجهها وقد يطفئ الغضب المتنامي عليها ويلجمها عن الحديث حول اليوم الثاني لغزة الذي هو حق لغزة ومقاومتها فقط.