صراعُ المجتمع مع تركي.. من ينتصر؟
أحمد أمين باشا
السعوديّةُ دخلت بابَ التطور والانفتاح ولكن من الباب الخطأ.
السعوديّة ظنت أن الحداثة تكمنُ في استضافة أعياد الهالوين التابعة لمنظمة عبدة الشيطان واحتفالات أجمل أنواع وسلالات الكلاب.
السعوديّة أقامت حفلات لنجوم عالميين اشتهروا بأفلامهم الإباحية، وآخرين بالمِثلية الجنسية، وغيرهم مجاهر بانتمائه واعتزازه بالصهيونية، وكانت حفلاتهم تلك تقام في نفس الوقت الذي يقصف فيه الصهاينة غزة ويبيد أهلها الأبرياء في أبشع جريمة يسجلها التاريخ الحديث.
السعوديّة افتتحت أندية ليلية وجلبت الراقصات العاريات والمغنيات الماجنات من شتى أنواع العالم وانشأت بارات القمار وما تحتويه من عهر فاضح وقبيح.
السعوديّة بدأت تشجع فتياتها وشبابها على ما يسمى بالانفتاح على هذه الحياة الجديدة داخل مدن المملكة دون التقيد بأية ضوابط.
تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه البديلة عن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هكذا كان مفهومه للتطور والحداثة داخل المملكة، وصحيح أنه في الأخير يظل عبداً مأموراً من أسياده في انتهاج هذه السياسة لكنه يظل عنوانها الظاهري.
أنا أشعر بقدر الأسى التي تحمله الأسر المحافظة والمحترمة داخل المملكة وهي ترى بأم عينيها كيف أن الدولة وبمرسوم ملكي تسوق أبناءها وبناتها إلى الانحلال والتفسخ تحت شعار الحداثة والتطور.
فالاحتقان الحاصل اليوم؛ بسَببِ مظاهر الانحلال والمجاهرة بالرذيلة داخل المجتمع السعوديّ المحافظ والأصيل في عاداته وتقاليده أصبح أكثرَ حدةً وأشدَّ إيلاماً مما كان عليه أَيَّـام التشدُّدِ والتضييق التي كانت تمارسُه جماعةُ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
بل إن المجتمعَ السعوديَّ بدأ يشعرُ حَـاليًّا بأنه فقد تلك القيمَ الخلاقة والمبادئ السوية التي كان يعيشها قبل قدوم تركي آل الشيخ بمشروعه الانحلالي ومن خلفه أسياده الجدد.
كنا نتمنى أن نرى المملكة تسخّر مواردَها في خدمة العلم والتكنولوجيا؛ بهَدفِ رخاء شعبها وازدهاره بحيث تأكل مما تزرع وتستهلك مما تصنع.
كنا نريد المملكة تتقدم في كافة المجالات وتنشئ أكاديميات للعلوم والتقنيات.
نريدها تنافس في إنتاج الرقائق الإلكترونية التي تحتاجُها كافةَ الصناعات، ونريدها تبدع في إنتاج وصناعة الأدوية للأمراض المستعصية والخبيثة والفيروسية.
نريدها تسابق الآخرين في إطلاق أقمار صناعية مصنعة محليًّا وبخبرات سعوديّة، وكذلك في مجال السيارات والأجهزة المنزلية وليس مُجَـرّد إقامة أَو تركيب منشآت لشركات أجنبية داخل الأراضي السعوديّة لتصنيع هذه المتطلبات.
فهذا هو المفهوم الحقيقي وجوهر التطور النوعي والاستراتيجي لأية دولة تريد النهوض واللحاق بركب الدول المتقدمة بحيث تكون قادرة على ضمان ديمومة رخاء وازدهار الوطن والمواطن على حَــدٍّ سواء.
لكن قبل هذا وذاك نريدها أن تسخّر مواردَهَا المهولة في خدمة الإسلام وإعلاء كلمة الله في الأرض قاطبة ونصرة المسلمين المستضعفين في الأرض.
فلا يكفي أن شعارَ التوحيد يرفرف فقط في عَلَمِ المملكة، بل يجب أن يتبعَه العملُ الدؤوبُ والمخلص في النوايا لتحقيق الغاية من ذلك الشعار.
هنا فقط ستتحقّق مقولة إن السعوديّة هي حارس الإسلام بحق، ولكن حتى اليوم لا تزال سعوديّة تركي آل الشيخ هي الحارس الأمين للصهاينة ومظاهر التفسخ والانحلال المجتمعي الذي يغزو مدن المملكة دون هوادة.
فهل يا تُرى ستكون المملكة قادرةً على تصحيح مفاهيم سياستها وتنهج الطريق القويم الذي لا يجب أن تتوه عنه؛ كونها تظل المركز المقدس للمسلمين في العالم، أم أنها ستنجرُّ إلى ثقب تركي آل الشيخ الأسود والمجهول.