صنعاء: خروجٌ مليوني غاضب يتوعَّـــدُ العدوّ بالرد على الجرائم وتدنيس المقدسات
المسيرة: صنعاء
للأسبوع الـ47 توالياً، يُجَدِّدُ الشعبُ اليمني خروجَه المليوني الحاشد؛ نصرةً للشعب الفلسطيني وتأكيداً على ثبات الموقف ضد العدوّ الصهيوني الغاصب ورعاته المجرمين، حَيثُ احتضن ميدان السبعين، الجمعة، طوفاناً بشريًّا مليونيًّا حمل شعار “نصرتُنا لغزة والأقصى.. مسؤولية وجهاد”.
وفي الميدان اليمني المقدسي الأكبر على وجه المعمورة، رفع أحرارُ اليمن صور المصحف الشريف، مؤكّـدين أن العدوّ الصهيوني سيجني عواقبَ تدنيسه لأقدس مقدسات الأُمَّــة، فيما تزيَّنت الحشود بصور شهداء المقاومة والأعلام اليمنية والفلسطينية ورايات الشعار في وجه المستكبرين.
واستنكر المشاركون الموقفَ العربي المخزي تجاه قيام جنود العدوّ الصهيوني بتمزيق وإحراق نُسَخٍ من المصحف الشريف في أحد مساجد غزة، لافتين إلى أن العدوّ الصهيوني قد تجاوز كُـلّ الخطوط وبالغ في استفزاز المسلمين.
وردّد أحرار اليمن هتافات حذرت من خطورة التفريط في المقدسات الإسلامية وعواقب السكوت عن انتهاكات اليهود الصهاينة، مؤكّـدة على ضرورة أن تُقابَلَ هذه الجرائم بقوة من قبل أبناء الأُمَّــة.
وزأر الحاضرون بأعلى صوت قائلين “تمزيق كتاب الرحمن.. عدوانٌ فوق العدوان.. لن نتسامح في القرآن”، “وليفهم جُند الشيطان.. أنَّا أنصار القرآن.. لن نتسامح في القرآن”، “المليار ونصف مُدان.. بالصمت تجاه القرآن.. لن نتسامح في القرآن”، “صمتك يا مسلم إذعان.. خزيٌ في الدنيا وهوان.. لن نتسامح في القرآن”، “من لم يغضب للقرآن.. ليس به ذرة إيمان.. لن نتسامح في القرآن”، “ثُوري يا أمتنا الآن.. خافي من غضب الديَّان.. لن نتسامح في القرآن”، “هذا التمزيق استبيان.. فلتفهم دول الطغيان.. لن نتسامح في القرآن”، “يخبركم يمن الإيمان.. والأحرار بكل مكان.. لن نتسامح في القرآن”.
وتواصلت الهُتافات النارية الصارخة باسم غزة، قائلين “في غزة صبرٌ وصمود.. حطَّمَ أطماعَ اليهود”، “القرآن كتاب الله.. لن ينجو أعداء الله”، “يا مسلم هذا قرآنك.. فاغضب أَو راجع إيمانك”، “حين ترى القرآن يُمزَّق.. وتواصل صمتك فلتقلق.. راجع إيمانك وتحقّق”، “جند الله يا جند الله.. انتصروا لكتاب الله”، “الحمد لربِّ العباد.. أن وفقَّنا للإسناد”، “الردُّ سيأتي في وقته.. عهداً وسيأتيهم بغتهْ”، “يا من يسأل ماذا نعمل.. اصرُخ وتحَرّك لا تغفل”، “لن يُعذَر في الأُمَّــة واحد.. ما دامت تسمع وتُشاهد”، “إما نصر أَو استشهاد الدينُ عطاءٌ وجهاد”.
وجدد أحرار اليمن التأكيد على ثبات موقفهم في نصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ومقاومته الباسلة، داعين كُـلّ الشعوب العربية والإسلامية إلى الخروج عن دائرة الجمود والصمت المخزي.
كما جدد الأحرار تفويضهم المطلق للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في الرد على جرائم العدوّ الصهيوني، وكذا الاستعداد والجهوزية العالية لمواجهة قوى العدوان الأمريكي والإسرائيلي والتصدي لكل مؤامرتهم التي تستهدف الأُمَّــة ومقدساتها.
وشدّد الحاضرون على أهميّة مواصَلةِ الاستنفار والتعبئة العامة والدعم الكامل للصناعات العسكرية وتطوير قدرات القوات المسلحة اليمنية لتنفيذ خيارات وعمليات التصعيد لردع قوى العدوان، نصرة لغزة والشعب الفلسطيني.
وصدر عن المسيرة بيان أكّـد فيه أحرار اليمن أنه “واستجابة لله ولرسوله وللهداة من عباده، وجهاداً في سبيله وابتغاء لمرضاته، يستمر أبناء الشعب اليمني في خروجه الأسبوعي في مسيرات مليونية حتى النصر بإذن الله”.
وقال البيان: إن “الليالي والأيّام تمر وما زالت غزة تعيش المعاناة والظلم والإجرام الصهيوني للأسبوع السابع والأربعين في جريمة إبادة جماعية لم يسبق لها مثيل، إلى جانب حصار خانق بمشاركة أمريكية، ودعم من بعض الدول الأُورُوبية في ظل تخاذل عربي إسلامي مخز، وصمت عالمي معيب”.
وجدد البيان، التأكيد على موقف اليمن الثابت والمبدئي المساند للشعب الفلسطيني، والذي يبرأ إلى الله تعالى من كُـلّ المتخاذلين والساكتين والمتآمرين، ولن يتراجع عن هذا الموقف العظيم والمشرف مهما كانت الأخطار والتحديات، لافتاً إلى أن الردَّ على جرائم العدوّ آت، والمفاجآت قادمة، وراية الجهاد مرفوعة، والله خير ناصر ومؤيد ومعين، والعاقبة للمتقين.
وأدان واستنكر الصمتَ الأممي والعالمي تجاهَ استمرار جرائم الإبادة الجماعية في غزة، والتي تعد “وصمةَ عار على كُـلّ المجتمع البشري؛ فمن العار أن تسجل الذاكرة البشرية بالصوت والصورة جرائمَ بهذا الحجم وهذه البشاعة وأن يلطخ بها وجه هذا الجيل”.
وخاطب البيان العرب والمسلمين “ماذا تنتظرون أكثر من هذا؟ فالعدوّ الإسرائيلي دنّس مقدساتكم، ومزَّق قرآنكم، وقتل أكثر من خمسين ألفًا من أطفالكم ونسائكم ومستضعفيكم، وجرح ما يقارب المِئة ألف، وها هو الآن يسعى لتوجيه أقسى الضربات إليكم ببناء كنيس يهودي في المسجد الأقصى، وَإذَا لم تحَرّك ضمائركم هذه الجرائم المرتكبة والمشاهد المأساوية؛ فما الذي سيحركها؟”.
وَأَضَـافَ “هل تعلمون أن تخاذُلَكم يقتُلُ أبناءَ فلسطين؟ ويغرِي الأعداء لقتلكم واستباحة مقدساتكم؟ فالأسلم لنا ولكم هو المواجهة والجهاد في سبيل الله”.
كما خاطب المتخاذلين والمطبِّعين بالقول: “نحن نتألم عندما نشاهدُ الاستنفارَ الأمريكي والغربي لدعم ومساندة العدوّ الصهيوني لارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، ونرى في المقابل تخاذلكم وتآمركم، ألا تخجلون حينما ترون أمريكا تنصر الباطل؟ بينما أنتم تخذلون الحق؟ ولكن مهما تخاذلتم وتآمرتم، ومهما كانت المأساة والمعاناة كبيرة ستخيب آمالكم بإذن الله، وزوال العدوّ الإسرائيلي وعدٌ إلهي محتوم وقريب بإذن الله”.
وحيَّا البيانُ المجاهدين الأبطالَ في غزة والضفة الغربية وفي لبنان والعراق ويمن الإيمان والحكمة والجهاد، الذين لن يوقف إبادة اليهود للفلسطينيين إلا ضرباتهم الفتاكة المسندة، وتصعيدهم المُستمرّ والمتنامي بتوفيق الله.