“رويترز”: الانسحابُ من البحر الأحمر يؤكّـدُ أن أمريكا تواجهُ حقبةً جديدةً
المسيرة | خاص:
أكّـدت وكالةُ “رويترز” انسحابَ السفن الحربية الأمريكية من البحر الأحمر، واعتبرت أن “تخلي الولايات المتحدة عن مهمتها هناك لم يكن متوقعاً، بالنظر إلى السُّمعة التي حاولت بناءَها على مدى عقود بشأن قوتها البحرية”، مشيرة إلى أن ذلك يعكسُ تغيُّرَ الموازين، ومواجهة زمن مختلف.
وذكرت “رويترز” في تقرير نشرته هذا الأسبوع إنه “في مقياس للحاجة إلى اتِّخاذ خيارات صعبة، قلَّصت واشنطن القواتِ التي احتفظت بها في البحر الأحمر منذ أواخر عام 2023، بعد أن قضت مجموعةُ حاملة الطائرات (يو إس إس آيزنهاور) شهورًا في مواجهة الطائرات بدون طيار، والصواريخ التي أطلقها الحوثيون” حسب تعبير الوكالة.
ويؤكّـد هذا ما نشره موقع “أكسيوس” الأمريكي مؤخّراً حول خلو البحر الأحمر من السفن الحربية الأمريكية، وهو ما كانت صحيفة “تلغراف” البريطانية قد أكّـدته في وقت سابق، وأوضحت أن “السفن البريطانية هي الأُخرى غادرت المنطقة”.
وأوضح تقرير “رويترز” أن مجموعة (آيزنهاور) في معركة البحر الأحمر “استخدمت صواريخ (توماهوك) الهجومية أكثر مما اشتراه الجيش الأمريكي في عام 2023 بأكمله”.
ومع ذلك، أكّـد التقرير أن الهجمات اليمنية “استمرت، ولم تعد السفن الحربية الأمريكية قريبة”.
وأضافت “رويترز” أنه “بما أن الكثير من السفن التجارية تتجنب الآن البحر الأحمر، فَــإنَّ فكرة أن القوة البحرية الأبرز في العالم، وهي البحرية الأمريكية، قد تتخلى إلى حَــدٍّ كبير عن حملتها هناك كانت أمراً لا يمكن تصوره في السابق”.
وقالت: “إن حقيقة أن الولايات المتحدة قد فعلت ذلك تشير إلى الشعور بأن الولايات المتحدة تواجه الآن حقبةً مختلفةً تمامَ الاختلاف”.
وَتُمَثِّلُ هذه التعليقاتُ شهادةً جديدةً بنجاح القوات المسلحة اليمنية في فرض معادلات جديدة، أنهت زمنَ الهيمنة الأمريكية البحرية، وأجبرت الولايات المتحدة على تغيير نظرتها بعد الفشل في الحد من العمليات اليمنية المساندة لغزة.