إحراقُ القرآن الكريم جَـــسٌّ للنبض الإسلامي
أم المختار مهدي
قال تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)، على طول الزمان وتتابع الأيّام ومنذ أنزل الله القرآن، وأعداء الإسلام يحاربون القرآن الكريم بكل ما يستطيعون؛ لأَنَّهم على معرفة بأن قوة الأُمَّــة ومنعتها فيه.
ولأن الله “تعالى” حفظه من التحريف والتبديل، سعى أعداء الله لتغيير مفاهيم الآيات المباركة وغاياتها، وحذف الكثير من الآيات التي تتحدث عن الجهاد، أَو الإنفاق، أَو الصراع مع أهل الكتاب من: المناهج الدراسية، والخطب، والمحاضرات، ففصلوا الأُمَّــة عنه، وبهذه الخطوة التي خططوا لها لسنوات وأنفقوا؛ مِن أجلِها المليارات استطاعوا أن يجنِّدوا الأُمَّــة في صفهم، سواءٌ من حَيثُ تشعر أَو لا تشعر، وأبعدوها عن أهم ركن في دينها الإسلام الجهاد في سبيل الله، كما أبعدوها عن معادَاة عدوها الحقيقي (اليهود والنصارى)؛ حتى تمكّنوا من السيطرة عليها فكريًّا وعقائديًّا وثقافيًّا من خلال إبعادها عن القرآن الكريم.
واليوم بعد ما دجّن اليهود والنصارى الأُمَّــة، وأماتوا القرآن في قلب أبنائها، يحاولون جسَّ نبضها من خلال إحراق القرآن الكريم، هذا الفعل المسيء لله ولكتابه ولدينه وللأُمَّـة جمعاء سيتبين من هو الذي سيجعل من إسلامه مواقف فيغضب ويندّد؛ لتدنيس مقدساته وحرق كتابه، ومن سيسكت ويجبُنُ وكأنَّ الأمر لا يعنيه، وهو من يدَّعي الإيمان مُجَـرّدَ ادِّعاء أجوفَ، هو من لم تحَرّكْه شلالات دماء، ولا آلافُ الجثث، ولا مئاتُ المنازل والمستشفيات والمدارس المدمّـرة، ولا الخيام المحترقة، مَن باع ضميرَه وإنسانيتَه بمرقصٍ أَو بملهى كيف سيوقظُه حرقُ القرآن وهو في الأصل لا يعرفُ من الإسلامِ إلا اسمَه ولا من القرآن إلَّا رسمَه؟!.
بكل أسف لقد أصبح انتماء غالبية المسلمين للإسلام مُجَـرّد انتماء شكلي لا يقدم ولا يؤخر، بل لا يضرب العدوّ له حسابًا ولا يخاف منه أبدًا، بل وصل لما خطط له وسعى لتحقيقه منذ قرون.
شاء اللهُ “تعالى” أن تكونَ هذه الأحداثُ مقياسًا لدرجة الإيمان، فيُظهِر اللهُ “تعالى” قوةَ دينه، ويعطي نصرَه لخُلَّصِ عباده الذين تلوا القرآن قولًا وطبَّقوه عملًا، (وَسَيَعْلَـمُ الَّذِينَ ظَلَـمُوا أي مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ)، (وَالْعَاقِبَةُ لِلْـمُتَّقِينَ).