أمريكا تتهمُ اليمنَ بتجاوزها الخطوطَ الحمراء
صفاء العوامي
نتيجة للعمليات البطولية التي يقوم بها أبطال القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر، أمريكا تتهم اليمن بأنها تجاوزتِ الخُطوط الحمراء، لكن السؤال هُنا ما هي الخطوط الحمراء التي تم تجاوزها؟
هل سفكنا الدماء وقتلنا الأبرياء بقلب بارد؟
هل اخترقنا القوانين والأعراف الدولية؟
هل استخدمنا الأسلحة المحرمة دوليًّا لقتل الأطفال والنساء والمدنيين؟
هل انتهكنا حُرمات المقدسات والمعالم الدينية؟
هل اعتدينا على سيادة الدول الغربية في عقر ديارهم؟
هل…؟ وهل…؟ وهل…؟ ألف سؤال وسؤال يُطرح؟
الخطوط الحمراء التي تتحدث عنها العجوز الشمطاء “أمريكا الشيطان الأكبر” هي أن نتحَرّك ونحمل في أعناقنا مسؤوليتنا كعرب ومسلمين بنصرة المستضعفين من أبناء جلدتنا، أن نُحاصر العدوّ الغاشم الذي لم ينفك مُنذ أحد عشر شهراً في قتل البشر، وقطع الشجر، وَسفك الدماء، دون راَدِع أَو مستنكر.
الخطوط الحمراء هي أن نتحكم في مياهنا وبحارنا الإقليمية دون وصاية أمريكية وبريطانية، أن نستغل موقعنا الاستراتيجي لردع العدوّ الصهيوني الغاشم المتغطرس، أن ندعم إخواننا المستضعفين المظلومين في فلسطين إعلاميًّا ونعمل على فضح العدوّ الواهن بكل ما استطعنا، أن نتبنى الحقيقة، ونفضح الراوية الإسرائيلية الكاذبة.
هذه هي الخطوط الحمراء التي ترى أمريكا فيها حقاً لها وخطًا أحمر لنا.
فهي تدعم حليفتها ومُدللتها “إسرائيل” سياسيًّا وعسكريًّا واقتصاديًّا ولوجستيًّا واستخباراتيًّا وإعلاميًّا دون كلل أَو ملل علناً تحت مرأى ومسمع من العالم أجمع دون أي خجل أَو تحرُج أَو استنكار من أحد!
هذه هي ازدواجية المعايير التي تتحلى بها الدول الغربية صانعة الحقوق المزورة، لكننا كُنا وما زلنا سنداً ورزحاً وظهراً قويًّا لا ينكسر لإخواننا في فلسطين ولا تثنينا وعود ولا اتّهامات ولا عقوبات.
البحر لنا وأمريكا قشة هشة، وفي اليمن تعرت أُسطورتها وانكشف زيف هيبتها، والآن هي تعترف بفشلها، وما اتّهاماتُها هذه إلا غِطاء لرحلة عجزِها عن حماية السفن الصهيونية من ضرباتِ النُصرةِ اليمانية.
وليتأكّـد العالم أجمع بأن هذا البحر عربيّ إسلاميّ ولا مكان فيه لمن يعتدي على العرب والمسلمين ويقتلهم دون رادع أَو زاجر؛ فلا حركة طبيعية فيه إلا بإذنٍ من يمن الإيمان والحكمة، والخطوط الحمراء التي تزعم أمريكا أننا تعديناها إنما هي دماء شُهدائنا التي نسجنا منها خيوط حريتنا واستقلالنا فلا تهون ولن تهون.
وستبقى جبهة إسنادنا لإخواننا في غزة إلى أن يتحقّق النصر أَو الشهادة.