ماذا بعد غزة والضفة يا عرب؟
د. شعفل علي عمير
لن تكتفيَ “إسرائيلُ” بما ارتكبته من مجازرَ في غزةَ، ولم يكتفِ العربُ بسكوتهم وصمتهم لكل ما يحصلُ في غزة، بل إن سكوتَهم كان بمثابة الضوء الأخضر للكيان الصهيوني بمواصلة طغيانه، وبشاعةُ إجرامه خلال العدوان على غزة كانت عبارةً عن اختبار مدى الخضوع الذي وصل إليه بعض الحكام العرب فاطمأنَّ العدو بل وتأكّـدت أن مشروع “إسرائيل” الكبرى أصبح مسألة وقت، بل إن هذا التخاذُلَ كان إشارة للكيان بالاستقرار في تنفيذِ مخطّطاته في إقامة ما يسمى {بإسرائيل الكبرى} التي تضم وتلتهم دولاً وأجزاء كبيرة من دول عربية.
أوجد الموقفُ الرسمي العربي المتحاذِلُ إشارةَ الموافَقة للكيان الصهيوني أن يتمادى في أطماعه، مشفوعاً بالدعم الأمريكي والغربي عُمُـومًا؛ ففي كلمته الأخيرة التي قال فيها السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله-: “نحن أُمَّـة مستهدَفة، وترامب في حملاته الدعائية الانتخابية يبدي تحسُّرَه ونَدَمَه على أن فلسطين صغيرة وأن العدوَّ بحاجة لمنطقة أوسع” نعم ما نلاحظه نحن العرب والمسلمين في كُـلّ البرامج الانتخابية لرؤساء أمريكا هو تركيزهم الكبير على خدمة ودعم الكيان الصهيوني؛ لأَنَّ مدى نجاح أَو فشل الرئيس مرهون بحجم الدعم الذي سيقدمه للكيان خلال فترة حكمه، والغريب أن هناك من العرب والمسلمين من يتقرَّبُ لأمريكا بكل الوسائل وكأن أمريكا تقدِّمُ خدمةً للأُمَّـة.
العدوُّ يدركُ تماماً بأن ما يقومُ به حربٌ وجودية، وهي الفرصة الأخيرة، ونتنياهو يعتقد بأن الوقت قد حان لذبح غزة لتزداد أطماعُهُ؛ نتيجة الموقف العربي والإسلامي في إلحاق الضفة بغزة؛ تمهيداً لخطته الخبيثة في استهداف لبنان.
وَإذَا تُركت الضفة وذُبحت فسيُذبَحُ لبنانُ حتماً؛ فكلما ازداد وطال صمتُ الأُمَّــة اتسعت آفاق الكيان وزادت أطماعه، فماذا ينتظر العرب وقت تجلت أهداف الكيان الصهيوني بالشكل الذي لا لبس فيه؟!.
سَتدفع الأنظمةُ العربيةُ الثمنَ غاليًا إن لم تخرج عن صمتها وتصحوا من سباتها؛ فالمَثَلُ العربي يقولُ: “إنما أُكِلَتُ يومَ أُكِلَ الثورُ الأبيض” لتعرف أن مجاهدي غزة لا يقاتلونَ مِن أجلِ فلسطين فحسب، بل إنهم متراس الأُمَّــة وحارسها؛ فحين ينهار هذا المتراس ويُذبح حارسُها فَــإنَّ الأُمَّــة تصبح مستباحة ًلعدوها الذي ليس لأطماعه حدودٌ، والحقيقة التاريخية أن الزمن سَيوثِّقُ في صفحاته السوداء مواقفَ المتخاذلين.