صورتان وتعليق
وشعبُنا اليمني العظيم يتحضَّرُ لاستقبال الذكرى الشريفة للمولد النبوي الشريف بالاستعدادات والتجهيزات والندوات والفعاليات، تتجلى واحدةٌ من الصور العظيمة التي خلَّدها القرآنُ عن هذا النبي الكريم ومن معه، بأنهم أشداءُ على الكفار، رحماءُ بينهم.
في هذا الأسبوع كانت القواتُ المسلحةُ معبِّرةً بشكل رائع عن الآية الكريمة، وصنعت صورتَينِ ناصعتَينِ واضحتَينِ جميلتَينِ في ميدانَينِ مختلفَينِ من كُـلّ النواحي، حَــدَّ التناقُضِ بين الرحمة والشدة.
الأولى كانت هناك في عرضِ البحر؛ إسنادًا لأهلنا المظلومين في غزة؛ بفرص الحصار النوعي والفريد على ملاحة العدوّ الإسرائيلي وداعميه الغربيين من الأمريكان والإنجليز، ومشهد إشعال السفينة “سونيون” سيظل محفورًا في ذاكرة الأجيال القادمة، بعد ذلك الاقتحام المذهل الذي أذلَّ كُـلَّ البوارج البحرية والقطع الحربية في البحار وجعلها تتكتفي بالتفرج، وتنتظر ما سينشره الإعلامُ الحربي اليمني من مشاهِدَ عن واحدة من أهم العمليات، لا تجرؤ حتى على الاقتراب من السفينة المستهدَفة لإنقاذها إلَّا بعدَ سماح اليمن بذلك.
لقد كانت تلك صورة الشدة.
أمَّا الرحمة، فكانت في ميادين الإنسانية والتعاون والتراحم، حَيثُ نزلت القوات المسلحة للمساهمة في عمليات الإنقاذ والإغاثة للمتضررين من ضحايا السيول في البلاد، وعندما لم تتمكّن وسائل النقل من الوصول لتلك الأسر بالغذاء والحاجيات الضرورية، حملها المجاهدون المخلصون على ظهورهم ومشوا بها مسافات طويلة؛ فكانت بحق صورة معبرة عن مدى ذلك الاهتمام بإبراز جوانب العظمة في الدين الحنيف، وتمثُّل أبناء شعبنا، وخُصُوصاً من أبناء القوات المسلحة لتلك القيم.
صورتان لم ينقصْهما إلَّا بعضٌ من الوسائل التي تمكّنهم من إظهار أبلغ الشدة، وبالغ الرحمة، وربما كان انعدامها هو الذي وضع الصورة في مكانها المبهر.
لا يمكن لأي متابع إلَّا أن يقفَ إجلالًا وإعظامًا لهذه الأخلاق الكريمة والرائعة؛ لأنها ساهمت بغير قصد، في توجيه احتفالات شعبنا بذكرى مولد الهدى والنور والرحمة الإلهية.
شكرًا لأبطال قواتنا المسلحة على هذه القيم وهذا الرقي وتلك الشدة والرحمة.