ما بين غزة والضفة يبحثُ العدوُّ عن إنجاز تكتيكي واستراتيجي
أحمد عبدالله المؤيد
على مقربة من انتهاء العام الأول وَعلى امتداد اثني عشر شهرًا من الطوفان يبحث العدوّ الصهيوني عن أي إنجاز في غزة، مرتكبًا أبشع الجرائم بحق الإنسانية، من تدمير وحصار وقتل إبادة ومجازر جماعية وتهجير وانتهاك لكل القوانين والأعراف الدولية بمساندة الولايات المتحدة الأمريكية ودعم من الدول الأُورُوبية وبريطانيا، بالتوازي مع الخذلان الدولي والجمود المخزي العربي وَبالصمت المشين من الدول الإسلامية، لم يحقّق العدوّ الصهيوني أي إنجاز عسكري يرمم به ما حقّقه الطوفان المبارك خلال بضع ساعات، حطّم فيها هيبة الكيان ومزَّق هيكله الإداري وكشف ضعفهم العسكري وشتت مجتمعهم الإجرامي.
العدوّ الصهيوني أدرك خلال الحرب خسارته الاقتصادية والمادية واللوجستية العسكرية والبشرية، فلم تتحمل جيوشه الورقية وقع الضربات الحيدرية، فكان النصيب الأوفر لمستشفيات الحالات النفسية، لمن لم يقتل منهم، وقد ترتب على إثر تلك الضربات أزمة بشرية وتباين واختلاف وزاري وفرقة داخلية وصل لحد التظاهر ضد حكومتهم المشؤمة؛ بسَببِ التجنيد الإجباري وخَاصَّة لما يسمى بالحريديم، فكان لزاماً على الحكومة المشؤمة البحث مع الولايات المتحدة الأمريكية عن أي إنجاز يعيد ترميم الواقع الوزاري المنهار ويعيد الثقة للمجتمع ويعزز معنويات جيشه المنهار، فعلى المستوى الوزاري وبعد التشاور مع البيت الأبيض أقدموا على تنفيذ اغتيال الشهيد إسماعيل هنية والقائد فؤاد شكر من حزب الله، ولترميم الواقعي المجتمعي يتجهون حَـاليًّا إلى الضفة الغربية بحملة عسكرية هدفها التهجير والسيطرة لزيادة الاستيطان، ولفئة الحريديم المتطرفة يسعون لبناء كنيس في باحات المسجد الأقصى الشريف.
لم يكن للعدو الصهيوني المجرم أن يقدم على تهويد الأقصى الشريف وأن يسعى لطمس المعالم الإسلامية والمقدسات الدينية وارتكاب المجازر الوحشية لولا الصمت العربي والتخاذل الإسلامي وخَاصَّة تلك الدول العربية الإسلامية المجاورة للأراضي الفلسطينية المحتلّة والخطر عليها قادم لا محالة لولا تلك الفصائل الفلسطينية المجاهدة في الضفة وغزة.
لقد مثلت الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية خط الدفاع الأول عن الأردن فلولاهم لكانت الأراضي الأردنية اليوم محتلّة كما هو حال الجولان السوري ومزارع شبعا اللبنانية؛ لأَنَّ العدوّ الصهيوني متأسس على الاستيطان من يومه الأول، وهدفه السيطرة والتوسع نحو البلدان العربية، فواهمٌ من يظُنُّ أن العدوّ الصهيوني سيكتفي بالضفة الغربية أَو بالأراضي الفلسطينية وعلى العرب أن يتحَرّكوا لوقف الهمجية الصهيونية قبل أن يداهمهم الخطر وعلى الأردن قبل غيرها التحَرّك لدعم فصائل المقاومة في الضفة الغربية وأن لا تسمح للصهاينة بالاستمرار لتحقيق أهدافهم كون المقاومة الفلسطينية خط الدفاع الحقيقي الأول لمنع الخطر المحتوم لا سمح الله وإلا فَــإنَّ شعب الأردن من سيكتوي بنار الصهاينة كما أن مصر العربية أول من ستكتوي بنار الصهاينة في حال تمكّنوا من فصائل المقاومة في غزة لا سمح الله.