الوسطُ التربوي كما سعت له أمريكا.. بيئةٌ خصبةٌ للتدمير والتدجين وطاردةٌ للتعليم والبناء
المسيرة: خاص
يوماً تلو الآخر، يؤكّـدُ عُملاءَ خلية الاستخبارات الأمريكية البريطانية الإسرائيلية، مدى فظاعة العدوّ الأمريكي في استهداف الشعوب وتبديد أية مقومات للنهوض، فضلاً عن السعي لقتل الأجيال بآلات ناعمة وأُخرى حادة، حَيثُ تجددت اعترافات للجواسيس، وحملت معها جوانبَ تآمريةً جديدةً تحَرّكت بها واشنطن لتمرير مخطّطاتها الهدامة.
وقد أوضح الجواسيس في الاعترافات التي نشرها الإعلام الأمني مساء الاثنين، بعض العناوين التي تحَرّكت بها أمريكا في الوسط التربوي، تحت يافطات خفية تولت كبرها منظمات أممية ودولية، وكذلك استحداث وحدات “حكومية” لإعطاء التحَرّكات الأمريكية زخمًا أكثر، وسط خضوع حكومة السبت، لكل الإملاءات الأمريكية.
وكشفت الاعترافات عن حقيقة الأهداف من وراء الأدلة التربوية والبرامج التدريبية الزائفة التي كانت ذات أهداف تدميرية استخباراتية، وفي مقدمتها “الشراكة العالمية للتعليم” وَ”استعادة التعليم” وغيرها من البرامج التي سعت لتدمير الأجيال، وأُخرى برامج لقتل القضية الفلسطينية في نفوسهم؛ ما يسهل مهمة العدوّ الإسرائيلي في السيطرة على الرقاب.
وتطرق الجواسيس إلى جملة من المسارات التآمرية، تستعرض صحيفة “المسيرة” جانباً منها في هذا التقرير، وعلى النحو التالي:
دليلُ “التربية على السلام”.. وسيلةٌ نحو إخضاع الأجيال للعدو الإسرائيلي:
وفي سِياقِ الاستهداف الأمريكي للتعليم بما يطوِّعُ الأجيال على الخضوع للأعداء، برز عنوان يسمى “التربية على السلام”، وهو مشروع تديره المخابرات الأمريكية عبر وسطاءَ خفيين؛ وذلك بغرض تطويع الأجيال لمسألة حتمية القبول بالعدوّ الإسرائيلي، وذلك حسب اعترافات الجواسيس والخونة.
وفي هذا السياق يؤكّـد الجاسوس مجيب المخلافي بقوله: “تم استقدام دليل التربية على السلام واستخدم في إفريقيا”، وذلك بإشراف الوكالة الأمريكية للتنمية، عبر “مؤسّسة دبي فلاي”، وتم تنفيذ هذا المخطّط عن تطريق قطاع التدريب والتأهيل في وزارة التربية والتعليم.
ويوضح الجاسوس مجيب المخلافي أن منظمة “البحث عن أرضية مشتركة” ولجنة الطوارئ في قطاع التدريب والتأهيل، ومنظمة اليونسيف، علموا كفريقٍ لنشر وتعليم هذا الدليل “التربية على السلام”، مؤكّـداً أن “النشاط هَدِفَ إلى كيف يكون هناك بيئة مسالمة داخل البيئة المدرسية، وهذا هدف عام”.
ويتابع الجاسوس المخلافي في اعترافاته “المانح ومن فوقه الأمريكي لهم أهداف خفية، ومنها الآثار التي ستنتج عن استخدام هذه الأدلة وتتمثل في إيجاد ثقافة بديلة تقوم على مبدأَينِ:-
الأول: عدم المواجهة مع أعداء الأُمَّــة ونشر ثقافة عدم الاستعداد لمواجهة الأعداء، في مقابل نشاط تعبوي يقوم به الأعداء ضد العرب والمسلمين.
والثاني: إيجاد ثقافة دخيلة على المجتمع المدرسي، من حَيثُ نشر مصطلحات توحي بالعنف بأشكاله داخل المدرسة، منها الحديث عن العنف الجنسي والأسري”.
أما بالنسبة لدليل “الحد من العنف ضد النوع الاجتماعي”، فيوضح الجاسوس المخلافي، أنه عنوان مخادع ويروِّج للشواذ.
ويقول: “في البداية ظننا أن هذا الدليل (الحد من العنف ضد النوع الاجتماعي) يقصد الحد من العنف ضد الذكر أَو الأنثى، ولكن اتضح فيما بعد أنه يهدف لمنع العنف ضد الشواذ، سواء ذكور أَو إناث”.
ويشير إلى أنه تم تعميم هذا الدليل وتمويل أنشطته، ومنها إنشاء ما يسمى “مركز النوع الاجتماعي” في جامعة صنعاء والذي تم بناؤه بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية.
ويؤكّـد أن “الأمريكي عندما يبني أهدافه لتدمير التعليم، هو يأتي بمصطلحات بسيطة لا نأخذ بالنا منها مثل عنوان النوع الاجتماعي”، لافتاً إلى أن المخابرات الأمريكية دعمت هذا الدليل، وهذا العنوان بشكل كبير.
عنوان “الشراكة العالمية للتعليم”.. استراتيجية أمريكية لتدمير التعلم والمتعلمين:
وفي ظل الهجمة الأمريكية الشرسة على التعليم، برز عنوان “الشراكة العالمية للتعليم”، وهو عنوان تديره مباشرةً المخابرات الأمريكية عن طريق أذرع خفية، من بينها منظمات وجهات رسمية في وزارة التربية والتعليم، وتم تخصيص وحدة مستقلة في الوكالة لتنفيذ برامج هذا المخطّط الهدام.
وفي هذا الصدد يتحدث الجاسوس عامر الأغبري، بقوله: “في العام 2013 تم التنسيق مع نائبة السفير الأمريكي واثنين من ضباط المخابرات الأمريكية، وكانت رئيس القسم السياسي والاقتصادي في السفارة الأمريكية “أولقا رومانوفا” وطلبت مني أعمل في برنامج الشراكة العالمية للتعليم”، مُضيفاً “هذا البرنامج هو ممول من قبل الوكالة الأمريكية والاستخبارات ودول أُخرى أجنبية، وأعطتني نسخة أولية، لاطلع عليها، وقلت لها سوف أبدأ انسق مع ضابط المخابرات آدم سميث في واشنطن، على أَسَاس نعمل على الخروج بأُستاذية متكاملة لإضعاف التعليم في اليمن”.
ويتابع الجاسوس الأغبري في اعترافاته “حركنا موضوع تطوير المناهج، ولكن تطويرها بما يخدم السياسة الأمريكية ومشاريعها التي تعمل على تدمير التعليم من الداخل، وكذلك إدخَال مفاهيم الجنس في مختلف المناهج، وبدء عملية إفراغ التعليم من محتواه بإضعاف التدريب والتعليم في مختلف المجالات، وخلق بيئة طاردة في المدارس”.
وبين أنه تم إنشاء وحدة مستقلة في وزارة التربية والتعليم اسمها “وحدة الشراكة العالمية للتعليم”؛ لكي تعمل بأريحية ولكن تحت مظلة وزارة التربية والتعليم، وإشراف اليونسيف ومن فوقها المخابرات الأمريكية”.
ويوضح “نحن سبعة أشخاص ندير المشروع بمبلغ 72 مليون دولار لمدة أربع سنوات، ولكن تم تمديد المشروع إلى 2021؛ بسَببِ الأحداث”.
ويقول: “بدأنا بتنفيذ الأجندة الأمريكية بضرب التعليم وإفراغه من محتواه عبر مشروع معلمة الريف، واخترنا 2300 معلمة وقمنا بتدريبهن عبر اختيار مجموعة من المدربين؛ وذلك بغرض إخراجهن بنتائجَ ضعيفة في عملية التعليم في الأرياف”.
ومن ضمن مخطّط “الشراكة العالمية للتعليم” يؤكّـد المخلافي أنه تم تعطيل عملية النزول الميداني للموجهين إلى المدارس عبر إيقاف مخصصات هذه الأنشطة؛ وذلك بغرض التغطية على مخطّطات التدمير.
وفي السياق يؤكّـد الجاسوس عامر الأغبري، أن وحدة “الشراكة العالمية للتعليم” سعت لـ “خلق بيئة طاردة للطلاب عبر خلق فوضى في الكتب العلمية والتلاعب بالدروس في الرياضيات وغيرها بغرض تعقيد الطلاب، بالإضافة إلى منع استحداث أية فصول دراسية؛ كي تتسبب الازدحامات في تنفير الطلاب، وكذلك انتشار الأمراض؛ بما يجعل الجميع ينفر عن المدارس”.
ويقول الجاسوس الأغبري: “في 2015 طلبت الوزارة إلغاء بعض المواد ومشينا في العلوم والرياضيات، وقبل البدء في النشاط تم التنسيق مع العنصر المجند في وزارة التربية في قطاع المناهج وفريقه.. وأنا بقيت أتابعهم 4 أشهر، كُـلّ واحد على حدة، إلى أن تم إقناعهم وتوفير 8000 ألف دولار على كُـلّ مادة، وكل واحد قال سيعمل تغييرًا في دروس الرياضيات بحيث يجعل الطالب غير قادر على الاستيعاب”.
ويضيف “وفي الصف الرابع كنا سنعمل الكسور العشرية بطريقة متباينة ومتعاكسة كي لا يستوعب الطالب، ثم مشينا في المسائل البسيطة عبر تغيير الأرقام وإحداث دربكة ولخبطة بحيث يعجز الطالب عن الفهم تماماً، وتغييرات تجبر الطالب على النفور عن التعلم”، متبعاً حديثه “كذلك مادة العلوم كنا نعمل بعض الخطوات العلمية والتجارب ونغيرها ونعيد ترتيب الخطوات بشكل خاطئ وحذف متطلبات التجارب ونتائج التجارب؛ لكي نقوم بإرباك الطالب وإحداث مشاكل بين الطلاب والمدرسين”.
ويؤكّـد أنه حصل تسهيلٌ لتمرير هذه المؤامرات؛ “لأنه كنا نعمل تنسيق مع المعنيين في تغيير المواد إلى جانب المنسق العام الذي يعمل على التنسيق.. ونسقنا مع مدير المركز على أَسَاس يتم تمرير التغييرات، وقد أغريته بـ4000 دولار؛ كي يقرها”.
ويشير إلى أنه “من ضمن الأنشطة هي استقطاب كبار المدربين وعملنا على إضعافهم”، بالإضافة إلى “إدخَال المفاهيم الجنسية لبعض المدارس الخَاصَّة، بإعطائها لكبار المدربين وتم تطبيقها في مختلف المدارس، إلى جانب إدخَال الرموز المسيحية مثل البابا نويل”.
وفي ظل المؤامرات التي يتم تمريرها عبر ما يسمى وحدة “الشراكة العالمية للتعليم” يؤكّـد الجاسوس الأغبري أن هناك مؤامرات أُخرى انبثقت من هذا العنوان، وهي مؤامرات خفية تحت عنوان “استعادة التعليم”.
ويوضح الجاسوس الأغبري أن مشروع “استعادة التعليم” حظي بدعم كبير من البنك الدولي والوكالة الأمريكية للتنمية ومن اليونسكو واليونسيف ومنظمة رعاية الأطفال، حَيثُ تم جمع 153 مليون دولار، لتنفيذ المخطّطات تحت هذا العنوان وذلك للفترة من العام 2021 إلى العام 2030.
وفي ختام حديثه، يؤكّـد الجاسوس عامر الأغبري، أنه ورغم تحَرّكاتهم المكثّـفة، إلا أنه تم تصعيب مهماتهم منذ ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، في إشارة إلى أن الثورة السبتمبرية الفتية اتجهت مباشرة لبتر الأذرع الأمريكية وملاحقة خلاياها والقضاء على كُـلّ أشكال النفوذ الأمريكي، سواء الظاهر أَو الخفي.
محو القضية الفلسطينية من ذاكرة الأجيال.. هدف أمريكي رئيسي:
ومع تصاعد التآمر والهجمات الأمريكية الضارية على التعليم، سعت واشنطن لقتل القضية الفلسطينية في ذاكرة وأرواح الأجيال، وذلك عبر محو ذكر فلسطين من المناهج، وهذا ما أكّـدته اعترافات جواسيس الخلية الأمريكية البريطانية الصهيونية.
وفي هذا السياق يشير الجاسوس محمد حاتم المخلافي إلى أن أمريكا موَّلت تحَرّكات لهذا المسار، مؤكّـداً أن أمريكا سعت لمعرفة مستوى الدعم الذي توفره الحكومة في اليمن والدول العربية للقضية الفلسطينية؛ بغرض القضاء على هذا الدعم.
ويقول الجاسوس محمد حاتم المخلافي: “كانت أمريكا تسعى لمعرفة مستوى الدعم في الدول العربية للقضية الفلسطينية وتصنيف هذا الدعم (قوي، ضعيف، متوسط، منعدم)”.
ويضيف “بعد ذلك استخدام المعلومات التي تم تجميعها، في المشاريع التي يخطط لها الأمريكي للتدخل في هذه الدول، والدول التي فيها دعم لفلسطين سيسعى لتخفيف مستوى قوة الدعم، والمتوسط سيكون أضعفَ من المتوسط، والضعيف سيضعفه أكثرَ أَو ينهي الدعم تماماً حتى يصلَ إلى انعدام أي ذكر للقضية الفلسطينية”.
ويؤكّـد الجاسوس المخلافي أن “الأمريكي يهدفُ إلى دعمِ “إسرائيل” وتمرير مشروع التطبيع مع العدوّ الإسرائيلي، وهذه أهدافٌ خفية في استهداف التعليم في كُـلّ الدول العربية”.
مشروعُ استعادة التعليم:
وحول مشروع استعادة التعليم يقولُ الجاسوس مجيب المخلافي في اعترافاته: “من البرامج التي اشتغلتها وحدة البرامج، الذي هو مشروع استعادة التعليم 2021-2025، وهو مشروع تم بدعم من البنك الدولي والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لوزارة التربية والتعليم بصنعاء ولوزارة التربية والتعليم في عدن، ومن ثم في 2021 تم إيلاء مهمة تنفيذ الأنشطة إلى منظمة رعاية الأطفال ومنظمة اليونيسف التي كلّفت وأشرفت على البناء المؤسّسي في وزارة التربية والتعليم في صنعاء ووزارة التربية والتعليم في عدن، وكذلك منظمة رعاية الأطفال كلفت بالإشراف على العمل في المدارس، والمتمثّل في تنفيذ التدريب ودعم الزيارات التوجيهية للمعلمين وعلى أَسَاس أن يتم تنفيذ ورشة تعريفية لأنشطة المشروع”.
ويضيف: “تم تنفيذ هذه الورشة التعريفية في الوزارة بحضور وكلاء القطاعات ومديري العموم في القطاعات وتم عرض الأنشطة وبعدها حدثت المشاكل، وكلّ واحد يريد ينفذ النشاط”، مؤكّـداً أن المديرين كانوا يتسابقون على تنفيذ الأنشطة فقط، ولا يقومون بمناقشة الأنشطة وأهدافها ومخرجاتها وهل هذه الأنشطة مقبولة أم لا ويرفعون توصيات للوكلاء، وهذا أثبت أنه لا يوجد مديرون عموم مؤهلين بشكل كافٍ لهذه الأنشطة، ولا يوجد داخل الوزارة فريقاً للتخطيط، وهذا يطبق القاعدة التي تقول من لم يخطط، يخطط له، وهذه نفذت في مشروع استعادة التعليم.
ويتابع: تم تكليفي أنا ومحمد خماش على أَسَاس أن نكون منسقين لتنفيذ نشاط “حصص القراءة والحساب” في المحافظات التسع التي حدّدت من قبل المانحين، ولهذا وضمن اتّفاقية تنفيذ مشروع الحصص والحساب، كان يفرض علينا أن نستخدم الكراسات التي تم إنتاجها من قبل وزارة التربية والتعليم عبر قطاع التدريب والتأهيل في 2020، موضحًا أن قطاع التدريب والتأهيل في 2020 كان مع منظمة رعاية الأطفال، والمشروع كان يتم تنفيذه في محافظة عمران على أَسَاس أنهم أنتجوا كراسات للقراءة والحساب، وهذه الكراسات على أَسَاس أنها موحدة ما بين الشمال والجنوب بوزارة التربية والتعليم في صنعاء وعدن، مؤكّـداً أن هذه الكراسات كان فيها مشاكل ستؤثر على تنفيذ النشاط في الميدان، وهذه المشاكل تتعلق بالعادات الاجتماعية، وفي أسرار غير مناسبة، وفي ألفاظ غير يمنية.
ويؤكّـد الجاسوس المخلافي أن في عام 2021 كان هناك مشروع مدعوم من الاتّحاد الأُورُوبي تحت مسمى مشروع “تحسين التعليم”، الذي يندرج ضمنه عدة أنشطة، منها أنشطة استراتيجية “تدريس القراءة” وَ”تدريب المعلمين” على استراتيجية القراءة والحساب، وعقد لقاءات لمجالس الآباء والأُمهات، وتدريب المعلمين على الدعم النفسي، موضحًا أن قطاع التدريب والتأهيل في الوزارة تولى مسألة تدريب المعلمين على الدعم النفسي الاجتماعي والتربوي، وتدريب المعلمين على استراتيجية تدريس القراءة واستراتيجية تدريس الحساب، وأن هذه الأدلة هي نفس الأدلة المنتجة في 2008 والتابعة للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والدليل النفسي هو الذي كان منتجاً في 2015 مع منظمة giz الألمانية.
ويؤكّـد أن الأهداف التي يسعى البرنامج إلى تحقيقها من خلال اللقاءات والزيارات التوجيهية للمعلمين في المدارس الممولة من الاتّحاد الأُورُوبي، هو تحديد نوعية الأنشطة المقبولة في المدارس من قبل مجالس الآباء والأُمهات، حَيثُ تم رفع إلى وحدة البرامج قائمة بكل مدرسة محدّد فيها اسم المدرسة، وَنوعية الأنشطة التي المدرسة بحاجة إليها، وعلى المانح أن ينصاع إلى قبول تدرج المجتمع لأنشطة تخص الفتاة، وهذا يؤدي إلى اختراق عادات المجتمع المحافظ والقبول بالأنشطة الأكثر انفتاحاً للفتيات.
وبالنسبة للخطة من 2024 إلى 2030 فَــإنَّ الغرض منها، كما يقول الجاسوس محمد حاتم المخلافي في اعترافاته: “كان لدينا خطة مركزية من 2024 إلى 2030 الغرضُ منها هو إعدادُ خطة استراتيجية للتعليم بشكل عام في اليمن، وكان لي دور كبير في هذه الخطة، حَيثُ عقدت ورشتين لتقييم الخطة في صنعاء، الأولى كانت في يوليو 2023 والثانية كانت من 2 إلى 6 سبتمبر في العام 2023”.
وعن الوسائل والاختلالات التي ساعدت على تمرير المخطّطات الأمريكية لتدمير التعليم في اليمن، يقول الجاسوس عامر الأغبري في اعترافاته: “من الوسائل التي قمنا باستخدامها في تنفيذ هذه الاستراتيجية لضرب التعليم في اليمن، استخدام التمويل الأجنبي في تنفيذ مؤامرات برنامج الشراكة العالمية للتعليم، وبعض المشاريع التنموية الأُخرى مثل اليونيسف وَgiz والمنظمة الدولية للإغاثة والغذاء العالمي”.
ويواصل: “استغلينا الفساد المالي والإداري في وزارة التربية والتعليم لاستقطاب عدد من المسؤولين فيها، إلى جانب العملاء الذين تم استقطابهم سابقًا وتم استقطاب عدد كبير لتنفيذ هذه الاستراتيجية بالمال وحسب الأنشطة وتدفع له مبالغ مالية وهو ينفذ وبتعاون متكامل من منظمة اليونيسف خَاصَّة بوجود انديريا الخبيرة السويسرية التي ساعدتنا أكثر في تنفيذ الاستراتيجية وبرفع التقارير الدورية إلى واشنطن عبر اليونيسف”.
أما الجاسوس مجيب المخلافي، فيكشف في اعترافاته الآثار السلبية التي ترتبت على تدخلات الوكالة الأمريكية للتنمية وَالمانحين، موضحًا أن هناك آثاراً سلبية كثيرة منها الفساد المالي والإداري، وهذا أَدَّى إلى ضعف المبادرة لدى الكادر العامل في وزارة التربية والتعليم وانتشار الإحباط في أوساط الكوادر الفنية نتيجة أن المسؤول المباشر عن تلك الكوادر أصبح يكلِّفُ أشخاصاً غير مؤهلين للقيام بالعمل؛ بهَدفِ الاستفادة من الجانب المالي.
ويضيف: من 2004 حتى اليوم نجد أن هناك ضعفاً وانحداراً شديداً في مستويات بناء الكادر على مستوى الوزارة ومخرجاتها بشكل عام سواء في الجانب المركزي والمحلي، مُشيراً إلى أن تدخلات المانحين في هيكل بناء الوزارة، أثر على مستوى تنفيذ سير خطط الوزارة، وأدى دعم المانحين إلى السباق في الوزارة نحو تنفيذ المشاريع بمعزل عن طبيعة تداخلاتها وتداعياتها.
من جهته يقول الجاسوس محمد المخلافي في اعترافاته: كان هناك بعض المكونات التي كانت تخالف سياسات الوزارة، ولا تلتزم بها وتقوم بجمع المعلومات الاستخباراتية ومنها ما يتعلق بالجانب الأمني في المدارس، وَأَيْـضاً كان هناك بعض المنظمات التي كانت تفرض أولوية خاطئة على عمل الوزارة؛ بهَدفِ تدمير التعليم، بالإضافة إلى التعامل المباشر للتك المنظمات مع الفروع والمكاتب في المحافظات دون الرجوع لوزارة التربية والتعليم، ومن تلك المنظمات منظمة giz الألمانية التي تعمل بطريقة منفصلة بذاتها؛ أي مستقلة والتي كان لها عناصر كثيرة في وزارة التربية والتعليم وفي كلية التربية بجامعة صنعاء وفي كُـلّ محافظات اليمن ويعملون على تنفيذ الأنشطة بمعزل عن الوزارة.
أما الجاسوس مجيب المخلافي، فيقول في اعترافاته: “كنا في وزارة التربية والتعليم مسؤولين عن إنشاء الأجيال، والأجيال تتأثر بشكل كبير جِـدًّا نتيجة الممارسات الخاطئة التي تمت”، مؤكّـداً أن الوضع إذَا استمر بنفس الآلية في وزارة التربية فَــإنَّ اليمن قادم على كارثة على المدى البعيد.