المساعي الأمريكيةُ لتأليب دول المنطقة ضد اليمن تصطدمُ بحقيقة الوضع في البحر الأحمر
المسيرة| خاص:
في محاولةٍ مكشوفةٍ لحشدِ دولِ المنطقة ضد اليمن لوقف العمليات البحرية المساندة لغزة بعد فشل كُـلّ المحاولات الأمريكية والأُورُوبية، زعم الجيش الأمريكي أن القوات المسلحة اليمنية استهدفت سفينة نفطية مملوكة للنظام السعوديّ في البحر الأحمر، لكن الأخير نفى ذلك سريعًا؛ ليتبين مجدّدًا أن الفشل الأمريكي في البحر الأحمر لا يقتصر على النشاط العسكري، بل يمتد أَيْـضاً إلى النشاط الإعلامي.
وبعد ساعات قليلة من بيان نشرته القيادة المركزية الأمريكية وزعمت فيه أن القوات المسلحة اليمنية استهدفت سفينة (أمجاد) النفطية التابعة للنظام السعوديّ، أصدرت شركة “البحري” الحكومية السعوديّة المالكة للسفينة، بيانًا نفت فيه المزاعمَ الأمريكية وأكّـدت “أن السفينةَ (أمجاد) لم تكن مستهدَفةً ولم تلحق بها أية إصابات أَو أضرار، ولا تزال السفينة تعمل بكامل طاقتها وتتجه إلى وجهتها المخطَّط لها دون انقطاع”.
وجاءت المزاعمُ الأمريكية حولَ استهداف السفينة السعوديّة في إطارِ محاولات لم تتوقف لحشد دول المنطقة ودفعها للتحَرّك باتّجاه وقف العمليات اليمنية المساندة لغزة؛ تحت ذريعة أن هذه العمليات تهدّد الحركة الملاحية بشكل عام في المنطقة، وهي دعاية لم تنجح واشنطن في ترويجها خلال أكثر من عشرة أشهر مضت، حَيثُ أصبحت وسائل الإعلام الأمريكية والأجنبية تؤكّـد في تقاريرها بشكل مُستمرّ أن العمليات اليمنية تستهدف فئات معينة من السفن، هي تلك التي ترتبط بالعدوّ الإسرائيلي وأمريكا وبريطانيا والشركات التي لها صلات بموانئ فلسطين المحتلّة.
وقد رفضت معظم الدول العربية الانضمام إلى التحالف الذي شكَّلته الولايات المتحدة تحت مسمى (حارس الازدهار) في موقف كشف فشلًا أمريكيًّا كَبيرًا في حشد الحلفاء والأدوات، وهو فشلٌ لم تستطع الولايات المتحدة أن تتعافى منه؛ فحتى عندما حاولت الدفع بالنظام السعوديّ للتوجّـه نحو التصعيد الاقتصادي؛ مِن أجلِ الضغط لوقف العمليات اليمنية، استطاعت صنعاء والقيادة الثورية الوطنية أن تجبر الرياض على وقف ذلك التصعيد بسرعة.
وتستمر مراكز الدراسات الأمريكية المرتبطة بالاستخبارات باقتراح إشراك الدول العربية المتحالفة مع أمريكا ضمن الجهود المبذولة لوقف العمليات اليمنية المساندة لغزة؛ مِن أجلِ تعويض الفشل الأمريكي والأُورُوبي في تحقيق تلك الغاية على امتداد أكثر من عشرة أشهر، لكن يبدو أن هذا المسعى يصطدم كُـلّ مرة بحقيقة أن الجميع يعلم هُــوِيَّة السفن التي تتعرض للاستهداف في منطقة العمليات اليمنية، ويعلم أنه لا وجود لأي تهديد عام لحركة التجارة؛ وهو ما تعكسه مسارعة شركة النقل السعوديّة إلى نفي المزاعم الأمريكية.
وبالإضافة إلى ذلك فَــإنَّ صنعاء قد استطاعت أن تفرضَ معادلةَ ردعٍ مسبقةً تُغْلِقُ كُـلَّ الطُّرُقِ أمامَ أيةِ محاولةٍ من قِبَلِ الأنظمةِ العميلةِ للتصعيد ضد اليمن، وبشكل خاص دول تحالف العدوان التي تعرف جيِّدًا أن أيَّ تصعيد ضد اليمن سيكلِّفُها الكثيرَ.