الإماراتُ والهيمنةُ بممارسات قصدية “العراق أنموذجا”
غيث العبيدي
كان مبدأ الممارسات الإماراتية “القصدية” ولا يزال، للتأثير على العراق، سواء أكانت ممارسات مباشرة، أَو كامنة، أَو إيحائية، على الأفراد والجماعات السياسية والمؤسّسات الحكومية والأحزاب المدنية والتيارات الإسلامية، لامتلاك قوة معينة، ضمن نسيج العلاقات السياسية والاجتماعية والاقتصادية في العراق، تدعم القرارات التي تفضلها الإمارات، وتنتفي الموانع التي تحرم التدخلات الإماراتية في بعض المؤسّسات الحكومية “كجهاز المخابرات العراقي” وهيئات المنافذ “كالشركة العامة للموانئ العراقية”؛ بهَدفِ إصلاح قطاع المخابرات وتعزيز مبادرات أمن المجتمع من جانب، والإدارة المشتركة بين موانئ العراق وموانئ أبوظبي من خلال اتّفاقية تمهيدية عقدت بينهما مؤخّراً من جانب آخر، مستغلة الفراغات السياسية والتناحرات الاجتماعية، قبل وبعد حكومة الكاظمي، ويمكن أن نقول إن الهيمنة الإماراتية على جهاز المخابرات العراقي، والشركة العامة للموانئ العراقية، وتبييض الأموال في دبي وأغلب المناطق الإماراتية، وعالم العقارات المثير للتساؤلات في العراق من أقصاه لأقصاه هي أبرز علامات النفوذ الإماراتي في العراق حَـاليًّا.
▪ الإمارات وجه إسرائيلي بملاح عربية:
مما لا شك فيه أن الإمارات هي الشريان الوحيد للحياة الدبلوماسية والاقتصادية للكيان الصهيوني، التي تدهورت علاقاته العالمية، جراء حرب الإبادة التي يمارسها العسكر الإسرائيلي يوميًّا على غزة والضفة وباقي المناطق الفلسطينية، ولا تتأخر في فعل أي شيء وكل شيء في سبيل تقديم الإسعافات الأولية لإنقاذ الكيان الصهيوني وانجاده من موت العزلة الاقتصادية، وتقوم بدفع المستحقات المالية والاقتصادية من خلال مجموعة استثمارات كبيرة لصالح “إسرائيل” في عدة دول عربية وغربية “بمسميات إماراتية” وبحسب وسائل إعلام رسمية في تركيا، تعتبر الإمارات مستثمراً محتملاً في مشروع التنمية، ذو الطابع الرسمي، وعلى الحكومة العراقية أن تعي جيِّدًا أنها تتعامل مع “إسرائيل” بمفاهيم وملامح إماراتية.
▪ العراق حلم وردي للإمارات:
مزج لون النفوذ الوردي الإماراتي في العراق، من المخابرات والأمن، للطاقة والموانئ والعقارات، وتبييض الأموال، والادارات المشتركة، والشراكات بينها وبين السياسيين الفاسدين، والاستثمارات الأُخرى تحديداً بعد عام 2019، وما تلاها من أحداث، وفي منطقة غير مستقرة أمنيًّا واجتماعيًّا كالعراق، تعارض السياسات الاقتصادية، وحركات رؤوس الأموال، ومن الواضح أنها مرتبطة بأهداف “جيو-سياسية” تقدمها الإمارات هدية لإسرائيل!! من خلال ارتباطاتها الوثيقة بنوع معين من الحكومات العراقية، والسياسيين الفاسدين، جعلها تسارع في تنفيذ مشاريعها الاستثمارية في فضاءات معتمة، يعتبر إنجازاً تاريخياً رائداً، بوجوه إماراتية وهُــوِيَّة إسرائيلية.
لذلك أعيد وأكرّر قولي أعلاه “على الحكومة العراقية أن تعي جيِّدًا أنها تتعامل مع “إسرائيل” بمفاهيم وملامح إماراتية”.