اليمنُ يستقبلُ ذكرى مولد رسول الله وهو يكتسي بالحلل والأضواء الخضراء
محمد علي الحريشي
ما أجمل المدن اليمنية هذه الأيّام وهي تكتسي بالحلل النبوية الخضراء وتسطع في المساء أنوارها الخضراء ولقد شاءت إرادَة الله سبحانه وتعالى، أن يدخل إلينا في اليمن شهر ربيع الأول- الذي ولد فيه رسول الله- وقد اكتست الأرض اليمنية حلة خضراء بهية زاهية جميلة يفوح منها عبق النسيم الذي يهب من جنات الله ومن قيعان جناته التي وصف الله لباس أهلها باللباس الأخضر، فبعد أن منّ الله سبحانه وتعالى على اليمن بالأمطار الغزيرة التي حولت الأرض اليمنية إلى جنات خضراء تجري من تحتها الأنهار وتتدفق عليها الشلالات والغيول والعيون من رؤوس الجبال ومن قيعانها الجميلة، اليوم تتناغم وتتداخل الخضرة والاخضرار لتكسو أرض وسماء اليمن في الليل وفي النهار وفي المساء والصباح، في النهار خضرة الأرض التي أصبحت السهول والوديان والجبال وحتى كثبان الرمال خضراء زاهية بالزروع وبالأشجار وبالحشائش والفواكه والثمار، في اليمن كُـلّ ما في الأرض أخضر وفي المساء تتلألأ الأضواء الخضراء في سماء المدن اليمنية وفي القرى المتناثرة على رؤوس الجبال وبطونها وفي المنحدرات وفي السهول والوديان والقيعان لتتشكل فسيفساء جميلة على امتداد النظر كأنها مجرات خضراء تنبسط في الأرض، لكنها ثابتة على الأرض بثبات ورسوخ جبال اليمن ووديانها ورمالها التي قهرت الغزاة والطامعين؛ لأَنَّها أرض طيبة كما وصفها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم «بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ» فهي بلدة طيبة وأهلها طيبون، ومنهم كان أنصار رسول الله الذي بايعوه وآووه ونصروه وشدوا من أزره ونشروا دين الله إلى أصقاع الأرض، وفيهم قال رسول الله: «الإيمان يمان والحكمة يمانية»، هذا فضل عظيم أن تجتمع الخضرة في أرض اليمن وفي سمائه مع خضرة مولد رسول الله خير خلق الله، الذي اصطفاه الله على سائر الخلق وجعله هادياً ومبشراً وسراجاً منيراً، صلوات الله عليك يا رسول الله، يا حبيب الله وعلى آلك الأطهار وصحبك المنتجبين الأخيار.