قاضٍ بريطاني يحاكم سعودياً لحبسه ابنته في المنزل!
هل تثير محاكمة الأكاديمي السعودي محمد الجفري أمام محكمة بريطانية قضيّة صراع القيم بين الشرق والغرب، وتفتح الجدل حول أزمة الحفاظ على الهوية الذي يعيشه المسلمون في الغرب؟!
فقد سلطت صحيفة الاندبندنت البريطانية، في عددها الصادر اليوم الجمعة، الأضواء على قضية الشابة السعودية أمينة الجفري (21 عاماً) التي تقدم محاموها بادّعاء ضد والدها، الأكاديمي محمد الجفري، على خلفية “حبسها في المنزل”، بسبب تبادل قبلة مع شاب.
ونقلت الصحيفة عن أحد قضاة المحكمة العليا البريطانية قوله إن هناك أسباباً تدفع للقلق حول مصلحة الفتاة. ووصف القاضي، ويدعى القاضي هولمان، القضية بأنها “خطيرة”، واصفاً والد الفتاة بأنّه لا ينظر إلى الأمر “من منظور صحيح”
ورغم أن القاضي أقرّ باحتمال أن تكون الفتاة “متلاعبة”، إلا أنّه رأى أن هناك “درجة من الإقرار” من قبل والدها، الذي اعترف أنّه يقوم باحتجاز ابنته لدى مغادرته المنزل.
وقالت الصحيفة أنّ الجفري أقرّ كذلك بأنّه استخدم الفولاذ لإغلاق الشبابيك بحيث لا تتمكن ابنته من الصراخ.
وقال القاضي أيضاً إنّ الجفري يرفض كذلك السماح لابنته بالتوجّه إلى القنصلية البريطانية في جدّة. وقال: “هناك ما يدعو للقلق عليها”.
وقالت الصحيفة إنّ محامي أمينة تمكنوا من الحصول على إجراءات قانونية في لندن لحمايتها.
وكان القاضي قد أُخبر بأنّ الآنسة آلجفري تركت سوانسي وانتقلت إلى المملكة العربية السعودية مع عائلتها قبل أربع سنوات، إلا أنّ أمها وإخوتها عادوا ثانية إلى جنوب ويلز.
وتجري المحاكمة في غياب كل من الأب وابنته، اللذين يمثل وكلاء عنهما كل منهما.
وقال محامي الأب للقاضي هولمان إنّ السيد الجفري لا يريد حضور جلسة الاستماع لأنه لا يريد مناقشة عودة أمينة إلى بريطانيا. وأضاف: “هو يريد مساعدة أمينة. ويقول إنه ذهب بها إلى المملكة العربية السعودية لمساعدتها. وأنّ أمينة كانت في خطر في بريطانيا، وأنّ الحكومة البريطانية لم تفعل شيئاً لمساعدتها. هذا ليس انتقاداً للشعب البريطاني لكنه يقول إنّ أمينة متهورة ولا يمكنها مساعدة نفسها”.
وأوضح محامي الجفري الأب أنّ موكله “لا يقبل اختصاص المحكمة في إصدار أوامر ضده”، وقال: “إنّه كربّ أسرة له حق اتخاذ قرار في نقل أمينة إلى المملكة العربية السعودية. وأنّه قرر أن يفعل ذلك لكي تتمكن أمينة من التركيز في المدرسة”.
وعلّق القاضي هولمان على كلام الدفاع بقوله: “إنه يتحدث عن وجود ‘هجوم’ ضدّه وضدّ أسرته، وهو بكلّ صراحة لا يرى الوضع من خلال منظور صحيح.” وأضاف: “هذا وضع خطير جداً”.
ولم توضح الصحيفة فيما إذا كانت أحداث القضية التي يحاكم على أساسها الجفري قد وقعت في بريطانيا أم في السعودية. ولكنّ اللافت في الأمر أنّ المحكمة البريطانية العليا تنظر في سلوك الأب بحق ابنته في موطنه الأصلي: المملكة العربية السعودية.