ميلادُ الرسول الأعظم فضلٌ ورحمة
ق حسين بن محمد المهدي
تتجدد البشائر والسرور، وتشرق الأنوار على قلوب المؤمنين في ذكرى مولد النبي الكريم محمد “صلى الله عليه وآله وسلم”، نبي الرحمة والحكمة الذي بشر الله به عباده على لسان عيسى بن مريم قبل أن يولد بخمسمِئة عام، وكيف لا تغمر الفرحة قلوب المؤمنين ونحن نمر بذكرى مولد من جعله الله رحمة للعالمين كما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا أرسلنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: ١٠٧].
ففي كُـلّ يوم يمضي والدنيا تضيء وتزداد بهجة بهذا النبي والرسول العظيم الذي أمر الله “سبحانه وتعالى” بالإيمان به، والاتِّباع له، فقال سبحانه: ﴿فَتَؤمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِي الْأُمِّيَ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَتِهِ، وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ [الأعراف: ١٨٥].
فقد كان الناس يعيشون في ظلام دامس، وكان العرب يعيشون في ظلام وحيرة وضلال فأنقذهم الله بهذا النبي وامتن عليهم ببعثته:
﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، إذ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أنفسهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ [آل عمران: ١٦٤].
ويرحم الله شوقي، حَيثُ يقول:
وُلِدَ الهدى فالكائنات ضياء
وفَمُ الزمان تبسُّمٌ وثناء
الروح والملأ الملائك حولهَ
للذين والدنيا به بشراء
والعرش يزهو والحظيرة تزدهي
بك بشر الله السماء فزينت
زانتك في الخلق العظيم شمائل
والمنتهى وَ (السرة) العصماء
وتضو مسكا بك الغبراء
يُغرى بهن ويولع الكرماء
إن إحياء هذه المناسبة العظيمة من قبل شعب الإيمَـان اليمن وقائد مسيرة القرآن السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي – حفظه الله – آيةٌ ربانيةٌ تدل على عظيم حب الله ورسوله، وإعلاء كلمة الله، والجهاد في سبيله، شاهد ذلك نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، والدفاع عن قضيته، وتلقين العدوّ الصهيوني دروسًا زلزلت أركانه وستحطم كيانه بإذن الله ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [الحج: ٤٠].