الاحتفالُ بالمولد النبوي الشريف.. يُبشِّرُ بانتصارات عظيمة
خلود الشرفي
في زخم الاستعدادات غيرِ المسبوقة للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف “على صاحبه وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم”، مولد الرحمة المهده، والفضل العظيم، لشعب الإيمان والحكمة كما هي عادته كُـلّ عام، في مثل هذه المناسبة العزيزة على قلوب المؤمنين الصادقين، يتمثل جليًّا أمامنا قول الله تعالى ” قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ”
فلنحتفل، ومن حقنا أن نحتفل بمولد سيد البشرية جمعاء، ومبدد دياجير الظلماء.
ومن أحَقُّ منا بالاحتفال بهذه المناسبة العظيمة، وأجدادنا الأنصار هم من احتضن هذه الرسالة السماوية الخالدة، وبذلوا؛ مِن أجلِها الغالي والرخيص، حتى أضحوا مضرب الأمثال في التضحية والفداء والإيثار على النفس، ويكفيهم أن الله “سبحانه وتعالى” قال عنهم في محكم الذكر المبين:
“وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أنفسهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ”.
وهذا وسام عظيم، وشهادة ربانية خالدة، منحها الله “عز وجل” من فوق سبع سماوات لعباده الأنصار المخلصين الأوفياء، الكرماء، العظماء، ومن أصدق من الله قيلا؟!
وَها نحن اليوم نحيا في خضم المنافسة النبيلة لإقامة شعائر هذه المناسبة العظيمة، في كُـلّ حارة، وكل بيت، ونعيش الأجواء المحمدية الخضراوية المباركة، مستبشرين بهذا الحدث العظيم، وهذه المناسبة الربانية، وكما هو موعدنا مع كُـلّ انتصار بحلول ذكرى مولد خير البشر “صلوات الله عليه وعلى آله”، وبالنظر إلى الواقع الراهن الذي يموج بالاضطرابات التي لا بداية لها ولانهاية، ويغلي بالأحداث الساخنة، على أثر العدوان الإسرائيلي الأمريكي على فلسطين، هذا الوضع العصيب الذي يزداد غليانه يوماً بعد يوم، لحكمة يعلمها الله “سبحانه وتعالى”:
“ليميز اللهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جميعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولئك هُمُ الْخَاسِرُونَ”
فإن الأيّام القادمة تُبشر بانتصارات عظيمة، وفتوحات ربانية متوالية، تقر بها عيون عباد الله المؤمنين، وتشفي صدورهم، بإذن الله تعالى.
وكما تعودنا على البشائر العظيمة التي تعقب الاحتفال بالمولد النبوي الشريف كُـلّ عام، فإن هذه الوقائع والأحداث تؤكّـد وبما لا يدع مجالاّ للشك أن وعد الله تعالى آتٍ لامحالة، وأن النصر حليفنا ولو كره المجرمون، وإن هذه الابتلاءات والمحن إنما هي مقدمة للفتح المبين والنصر الأعظم. وأن التضحيات والدماء الطاهرة التي تُسفك ظلماّ وعدواناّ إنما هي ضريبة الحرية والاستقلال.
وهل نالت الشعوبُ حريتَها واستقلالها إلا بعد الضرائب الباهظة والتضحيات الجسيمة..
فلنستبشر بوعد الله الحق، ولنثق بنصر الله.
وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ.
والعاقبة للمتقين.