لماذا يحرصُ الأعداءُ على استهداف المولد النبوي الشريف؟!
طارق مصطفى سلّام*
نعيشُ هذه الأيّامَ المباركة لياليَ عظيمةً وذكرى عزيزةً على قلوب المسلمين عُمُـومًا واليمنيين خُصُوصاً، لا سِـيَّـما أن هذه المناسبة العزيزة تعبِّرُ عن مدى ارتباط اليمنيين وحبهم المعهود للحبيب المصطفى -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ- في مختلف الظروف والأزمنة؛ فكانوا بذلك خير من والاه وناصره ونشر الدين وعمل على اقتفاء سيرته وطاعة آل بيته الكرام.
إن هذه المناسبة العزيزة وذكراها العظيمة هي بمثابة محطة تزويدية بالخير والمكارم التي تحلى بها الحبيب المصطفى، وهي فرصة للجميع أن يعيشَ هذه الذكرى؛ حباً وفرحاً واقتدَاءً بصاحبها “عليه الصلاة والسلام” والتوقف عند أعظم شخصية على مر التاريخ خير خلق الله الصادق الأمين، والرحمة المهداة وَشفيع أمته يوم النشور.
إن احتفالَنا بهذه الذكرى العظيمة هو تعبيرٌ صادقٌ وولاءٌ مخلِصٌ لرسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ- في الوقت الذي تتعرض فيه الأُمَّــة المحمدية لاستهداف ممنهج ومخاطرَ حقيقية تسعى إلى سلخ المسلمين عن هُــوِيَّتهم الإسلامية والإيمَـانية والعمل على تشويه الدين واستهداف النبي والمقدسات بصورة غير مسبوقة؛ ما يتطلب مواجهة هذه التحديات والمخاطر بكل الوسائل والإمْكَانيات المتاحة لدحر تلك المؤامرات والتعبير عن مدى حب المسلمين وارتباطهم برسول الله.
وإننا من هذا المنطلق لا نعني بالقول بأن علينا مواجهة أعداء الأُمَّــة والرسول بالاحتفال بقدر ما يهم أن تكون هذه المناسبة استثنائية ومميزة وتليق بحجم ومكانة الحبيب المصطفى -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ-، وإلا فلماذا يسعى الأعداء من اليهود والنصارى والوهَّـابية وعملاء ووكلاء اليهود لاستهداف هذه المناسبة ومحاولة تشويهها وبث سمومهم الخبيثة لإفشال أية مظاهر احتفالية بميلاد رسول الله، وما كُـلُّ ذلك الرعب من هذه المناسبة الاحتفالية المعبرة عن حب رسول الله وآله.
إننا أمام عدو رخيص وجبان وعملاء باعوا دينَهم وعرضهم ومقدساتهم مقابل حفنة من المال المدنَّس، ووجهوا ألسنتهم وَأبواقهم وإعلامهم للنيل من رسول الله، والأدهى من ذلك أن هذه الحملة يشنها بعض المنافقين، ويقوم بتحريكها اليهود والصهاينة من خلف ستار؛ فهم لا يتبنون سياسةَ العداء للنبي علانيةً بل يسخّرون كُـلّ إمْكَانياتهم وأساليبهم لتكون هذه الحملة التي تستهدف الرسول -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ- على أيدي مسلمين؛ حتى يتمكّنوا من إحداث بلبلة وجدل حولها وإلا لو كان ذلك الاستهداف مباشرًا من اليهود والأعداء لكان الوضع مختلفًا وتغيَّرت وجهة الخلاف إلى عداء مباشر معهم، وهذا ما يجب علينا أن نستوعبه ومعرفة مدى خطورة المؤامرة الصهيونية التي تسعى إلى تحويل المناسبة الاحتفالية إلى موجة خلاف رخيص مع ثلة من المنافقين الرخاص.
* محافظ محافظة عدن