ذاكرة العدوان: 9 سبتمبر خلال 9 أعوام.. 111 شهيداً وجريحاً في غارات للعدوان على محافظات يمنية
المسيرة – منصور البكالي:
واصل العدوانُ السعوديّ الأمريكي، في مثل هذا اليوم 9 سبتمبر، خلال الأعوام 2015، و2018م، و2019م، ارتكابَ جرائم الحرب والإبادة الجماعية، بحق الشعب اليمني.
واستهدف العدوانُ الأحياءَ السكنية المكتظة بالسكان، ومنازل المواطنين، وتجمعاتهم أثناء استلام المساعدات الإنسانية، ومزارعهم والمساجد، والبنى التحتية والمنشآت المدنية، بشكل متعمد، بغارات وحشية، على محافظات تعز وصنعاء وصعدة والحديدة، أسفرت عن 30 شهيداً، و81 جريحاً، وتدمير عشرات المنازل، والمحلات وممتلكات المواطنين.
وفي ما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان في مثل هذا اليوم:
9 سبتمبر 2015.. 36 شهيدًا وجريحاً في غارات عدوانية أثناء توزيع المساعدات بتعز:
في صباح مثل هذا اليوم 9 سبتمبر أيلول من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي تجمعاً للمدنيين أثناء توزيع المساعدات الإنسانية في منطقة الضلعة بالراهدة مديرية خدير بمحافظة تعز، أسفرت عن جريمة حرب وإبادة جماعية بحق 24 شهيداً و12 جريحاً، ومفاقمة الوضع المعيشي، ومعاناة الأهالي.
في هذه المجزرة الوحشية كانت الأشلاء والدماء تغطي المكان وحالة الخوف والهلع تخيم على المنطقة، وتحولت الأمم المتحدة، إلى طعم مساعدات على الأرض ترتبط بإحداثيات لغارات تسقط بالموت والدمار من السماء.
أحد الناجين يقول: “جمعونا لنستلم سلالاً غذائية، وقتلونا تحت مسمى المساعدات، وبدل أن نعود محملين بالقمح والدقيق والزيت والأرز والسكر عدنا محمولين فوق النعوش، أَو جرحى فوق أسرة المستشفيات، أين الضمير العالمي، أين هي الأمم المتحدة التي هي اليوم شريك في قتلنا، لماذا لا يتم وقف العدوان على شعبنا اليمني”.
شهود عيان أكّـدوا أن الدماء اختلطت بالحبوب والزيت، حَيثُ لم يسلم أحد من القصف؛ فهم ما بين شهيدٍ أَو مصاب بجروح بليغة.
وأضافوا أن المشهد كان مروعًا، حَيثُ تناثرت الأشلاء والدماء في كُـلّ مكان، مما خلف حالة من الرعب والفزع بين السكان.
امرأة ناجية تقول: “كنت أنتظر عودة زوجي بكيس من الدقيق لإطعام أطفالنا الصغار، والتخفيف من جوعهم، وبعد الغارات ذهبت إلى مكان الغارات، ولم أجد زوجي على قيد الحياة، بل تم تجميع أشلائه في كيس، وما كان واضحاً منه سوى رأسه ووجهه فيما بقية جسده قطع صغيرة تم تجميعها من مكان الجريمة ومن وسط التراب والدقيق”.
وعبر المواطنون عن غضبهم واستنكارهم الشديدَين لهذه الجريمة البشعة، مؤكّـدين أنهم قتلوا تحت مسمى تقديم المساعدات الإنسانية، وتساءلوا عن دور الأمم المتحدة في حماية المدنيين، وعن سبب استهداف المدنيين الأبرياء وهم يتلقون المساعدات.
9 سبتمبر 2015.. 63 شهيداً وجريحاً في جريمتَي حرب لغارات العدوان على صنعاء:
التاسع من سبتمبر أيلول 2015م، شهدت العاصمة اليمنية صنعاء ليلة دامية، حَيثُ استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، معسكر ضبوة وأحياء سكنية في شارع الخمسين، ومنزل السوسوة وسط حي حجر السكني بمديرية الوحدة؛ ما أسفر عن عشرات الشهداء والجرحى بينهم أطفال ونساء، وتدمير عشرات المنازل والممتلكات، وموجة من النزوح والتشرد ومضاعفة معاناة الأهالي، في مشاهد مأساوية تضاف إلى سجل جرائم العدوان بحق الشعب اليمني خلال 9 أعوام.
وشهد شارع الخمسين ومعسكر ضبوة في صنعاء، فجر يوم التاسع من سبتمبر عام 2015، مجزرة مروعة، بغارات عدوانية عنيفة على أحياء سكنية؛ ما أسفَرَ عن استشهاد أربعة مواطنين وجرح ثمانية عشر آخرين بجروح مختلفة، بينهم أطفال، وحالة من الرعب والفزع بين السكان، ودمار كبير بالمنازل والبنية التحتية.
هنا الدمار الكبير، وأطفال فقدوا آباءَهم، ونساء فقدن أزواجهن، وشيوخ فقدوا منازلهم، وجرحى يتألمون في المستشفيات، جميعهم ضحايا لجرائم حرب تخالف كُـلّ القوانين والأعراف الدولية، وجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم.
يقول أحد الأهالي: “هذا حي سكني بحت في شارع الخمسين، وما حدث ضرب بالطيران على المدنيين، ما الهدف من قتل النساء والأطفال وتدمير المنازل، دماؤنا لن تذهب هدراً والرد قادم، وعلى العدوّ أن يواجه في الجبهات؟”.
الطفل الجريح محمد علي حسن العودي، يقول ورأسه مضرج بالدماء ومعصوب بالشاش: “كنت أطرق الباب أنا وأطفال الجيران وفجأة تفجر الصاروخ وسط الشارع، وما دريت بنفسي إلا وسط التراب والحجار، بكيت وخرج أبي وأمي يبحثون عني، فوجدوني بين التراب أصرخ”.
غارات العدوان دمّـرت المنازل، وحولت الحي إلى حفر عملاقة، خرج الأهالي أطفالاً ونساء في حشود مرعوبة من استمرار الغارات، وكُــــــــلٌّ ينقل أهله وعائلته صوب الأحياء المجاورة، في مشهد إنساني يكشف عن طبيعة العدوان وغاراته المستهدفة للمدنيين والأعيان المدنية.
وفي الليلة نفسها، شنت طائرات العدوان غارات جوية على حي حجر السكني بمديرية الوحدة؛ ما أسفر عن استشهاد مواطن وجرح 40 آخرين بجروح مختلفة، بينهم أربعة عشر طفلاً وسبع نساء، ودمار كبير بمنزل السوسوة والمنازل المجاورة، وتشريد العشرات من الأسر، ومضاعفة معانة الأهالي، وفقد أحبائهم ومنازلهم وممتلكاتهم وتحول حياتهم إلى جحيم.
هنا الدمار والخراب والدماء والأشلاء وصرخات الأطفال والنساء من تحت الأنقاض، وحشود تنزح وأُخرى تشارك في انتشال الجثث والإسعاف، وكلها خشية من معاودة الغارات، مشاهد مأساوية تعمق جراحات العدوان الغائرة في وعي الشعب اليمني على مدى 9 أعوام.
أحد الجرحى يقول من فوق سرير المستشفى: “المسألة مسألة وطن العدوان يريد القضاء عليه، وتقسيمه وقتل شعبه، واحتلاله، ونهب ممتلكاته وثرواته، ودماؤنا اليوم ثمن صمودنا وحريتنا وسنكون حَيثُ يكره عدونا، وبيننا وبينه الجبهات”.
يقول آخر: “كنت في الحارة جالس، وما شعرت إلا وأنا ملقى على الأرض والدماء تسيل مني والشظايا في رأسي وبعدها أسعفوني، وسمعت أصوات الغارات، التي كانت على جامع حجر، البعيد منا بمقدار 2 كم”.
غارات العدوان خلفت وراءها مأساة إنسانية كبيرة، أفقدت العديد من الأسر أعز ما تملك، وشردت العائلات من منازلها، وتحولت أحلامهم إلى كوابيس، تظهر حجم الدمار والخراب الذي لحق بالمنازل، وتكشف عن معاناة شديدة يعيشها المدنيون جراء هذه الجرائم.
9 سبتمبر 2015.. العدوان يستهدف مدرسة ومسجداً ومنازل بمنطقة فوط صعدة:
وفي جريمة جديدة تضاف إلى سجل جرائم العدوان الأمريكي السعوديّ، استهدفت طائرات العدوان، فجر مثل هذا اليوم، منطقة فوط بمديرية حيدان في محافظة صعدة، بثلاث غارات جوية مباشرة، استهدفت مدرسة التقوى ومسجداً وعدة منازل سكنية، ما أسفر عن دمار هائل في الممتلكات، في ظل صمت مريب من المجتمع الدولي.
هنا حولت غارات العدوان حيًّا سكنيًّا إلى ركام، وشردت عشرات الأسر، ودمّـرت مدرسة التقوى التي كانت ملاذاً للعلم والمعرفة، وحولت المسجد الذي كان قبلة للمصلين إلى أنقاض، وضاعفت معاناة الأطفال والنساء، وكبار السن، وأفقدتهم مأواهم، في عز برد الشتاء القارس، ولم تفرق بين مدنيين وعسكريين.
روايات مأساوية لبعض الناجين عن اللحظات الأولى للقصف، حَيثُ يقول أحد الأهالي: “كنا نامين وعند أول غارة خرجنا من منازلنا مسرعين، نحو المزارع وتحت الأشجار وتواصلت الغارات، على منازلنا ونحن نشاهدها تدمّـر أمام أعيننا، دون قدرة للدفاع عنها، وها نحن بتنا اليوم نازحين فقراء لا مأوى لنا، ولأطفالنا، حسبنا الله ونعم الوكيل”.
ويتابع: “3 منازل ومدرسة ومسجد دمّـرت بالكامل وتضرر مسجد آخر وعشرات المنازل، اضطر ساكنوّها للنزوح قبل أن تقصفها الغارات خلال الساعات والأيّام اللاحقة، وخرج أهالي المنطقة في أفواج جماعية نازحة ومشردة إلى المجهول”.
تعود طائرة العدوّ أدراجها تاركة جريمة مدمّـرة وخراباً، تبدو المباني المدمّـرة وكأنها تعرضت لزلزال مدمّـر، في جريمة حرب تستهدف المدنيين والأعيان المدنية، لا يمكن السكوت عليها.
الأطفال والنساء والكبار كلهم على قائمة الاستهداف بغارات العدوان الملقية للقنابل والصواريخ الأمريكية على رؤوسهم، وهنا يقف العالم عاجزاً عن وقفها، دون التحَرّك لوضع حَــدّ لهذا الإجرام، وهذه المعاناة المُستمرّة بحق الشعب اليمني.
9 سبتمبر 2018.. دمار وخسائر فادحة في استهداف غارات العدوان للمدنيين بصعدة:
وَفي التاسع من سبتمبر أيلول عام 2018م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، بشكل مباشر، سوق مدين الشعبي، وممتلكات ومنازل المواطنين في مناطق متفرقة، بمديرية باقم بمحافظة صعدة، بسلسلة من الغارات الوحشية، بشكل مباشر ومتعمد، خلَّفت دمارًا هائلاً وخسائرَ فادحةً في الممتلكات، وأثَّرت بشكل كبير على حياة المدنيين الأبرياء، وفاقمت أوضاعهم المعيشية، وحرمتهم من مأويهم.
وفي مثل هذا اليوم، استهدف العدوان منزل المواطن حنش مسفر حنش، ودمّـره بالكامل، كما استهدف منزل المواطن عبد الغني الغيلي في منطقة آل مغرم، ولم يكتفِ العدوان بهذا، بل شن سلسلة غارات على سوق مدينة باقم؛ ما أسفر عن تدمير عدد كبير من المحلات التجارية والمنازل المحيطة.
يقول أحد الأهالي من فوق الدمار والخراب: “هذا الدمار والحرمان والإجرام بحق منازلنا ومحلاتنا لم يحرك العالم، وكشف زيف أدعياء الحقوق الإنسانية والقوانين الدولية والمجتمع الدولي والأمم المتحدة، وعرف العالم أن الشعوب لا قيمة لها ولا من يسمع لمعاناتها، وأن الطغاة والمستكبرين مُستمرّون في إهلاك الحرث والنسل، وتدمير المجتمع البشري”.
وأمام هذه الجرائم تكبد المواطنون خسائر مادية فادحة جراء تدمير منازلهم ومحلاتهم التجارية، وفقدوا كُـلّ ما يملكون من أثاث وممتلكات شخصية، المواطن حنش مسفر، على سبيل المثال، فقد منزله وسيارته ودراجته النارية، وحرم من كُـلّ ما يملك، ودفعت هذه الغارات العديد من العائلات إلى النزوح والتشرد؛ بحثًا عن مكان آمن للعيش فيه، وتركت هذه الجرائم آثارًا نفسية عميقة على الناجين، حَيثُ يعانون من الصدمة والخوف والقلق، فضلاً عن فقدان الأحبة والممتلكات، وتسبب تدمير السوق في شل الحركة الاقتصادية في المنطقة، وتفاقم الأزمة الإنسانية التي يعاني منها السكان.
9 سبتمبر 2019.. 12 شهيداً وجريحاً في قصف مرتزِقة العدوان على منزل المواطنين بالحديدة:
وفي مثل هذا اليوم 9 سبتمبر أيلول من العام 2019م، استهدف مرتزِقة العدوان السعوديّ الإماراتي الأمريكي، منازل المواطنين في مناطق وأحياء الزعفران، والسلخانة، وحي 7 يوليو، وشارع الخمسين، بمديرية الحالي في الحديدة، بقصف صاروخي ومدفعي جبان، وجريمة حرب جديدة تضاف إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني، وخرق واضح لاتّفاق وقف إطلاق النار.
أسفر القصف المدفعي والصاروخي الوحشي على منازل وممتلكات المواطنين عن استشهاد مواطن وجرح 11 آخرين بجروح مختلفة.. دمار واسع للمنازل والمحلات التجارية والمنشآت العامة، واندلاع حرائقَ متعددة وخسائرَ مادية فادحة؛ ما فاقم من الأزمة الإنسانية التي يعيشها السكان.
يقول أحد الأهالي الناجين: “البيت حقي احترق، وأولادي جرحى، ودعتهم في بيت الجيران، ونحن أبناء محافظة الحديدة نقول للعدوان، مهما تقويتم علينا بأسلحتكم لن تخيفونا، نحن بالله واثقون، وبيننا وبينكم الجبهات والميادين، اتركوا أطفالنا ونساءنا أيها المجرمون، وعلى المجتمع الدولي تحقيق وقف إطلاق النار الذي لم نجد له أي أثر”.